ما يميز موقف وضع السلطة في حربها السادسة ضد الحوثيين عن ال5 الماضية , تواضعها في تقدير المدة المطلوبة للحسم العسكري , فلم تعد تتحدث عن أيام كما كانت تفعل في حروب الأعوام السابقة , بل عن أسابيع هذه المرة وكما انتهت مهل الأيام في المواجهات الغابرة المغبرة إلى فشل ها هي الأسابيع تمضي إلى نفس المصير , لتقود إلى حرب سابعة مفتوحة على ثامنة وتاسعة و.... , ستجبرها على التواضع تدريجيا إلى شهور وسنوات , كي تنتهي مشكلة من صنع يديها , بينما حلها يمكن في جنوح المتورطة إلى السلم , وترك الأمر لعقلاء البلاد خارج نطاقها , إذ لم نعد نسمع أي صوت فيها يعترض على جنون الفعل , حتى ولو بأوسط الإيمان ! المضحك في الأمر والمبكي في آن واحد , أن السلطة تكذب على مدار الساعة , وهي تتحدث بإسهاب عن تقدم قواتها , وإحراز الانتصارات على المتمردين " الواهمين " ودحرهم في كل الجبهات , تنفيذاً لتوجيهات مهلة الأسابيع المحددة , وفي الوقت نفسه تعترف بمواجهات جديدة في مناطق لم نسمع عنها في الحروب ال 5 السالفة / السالفة الذكر , وأكثر من ذلك لا زالت الساذجة حتى لحظة كتابة هذا التعليق الموجوع تصر – على لسان كذا مسئول وجهة فيها – بأنها لن توقف القتال ما لم يلتزم الحوثيون دون قيد أو شرط بالنقاط ال6 التي حددتها لإحلال السلام في المحافظة المنكوبة وحواليها , وعلى رأس المطالب تصوروا " الانسحاب من جميع المديريات , ورفع كافة النقاط المعيقة لحركة المواطنين من كافة الطرق !
إذاً عن أي تقدم تتحدث الفالحة في ساحات المعارك , وأين ذهبت انتصاراتها الإعلامية والشعرية ؟
من ناحية أخرى , لكم أن تتخيلوا كيف أن الفاسدة المفقرة والمدمرة للبلد تطلب من المتمردين " المندحرين " مع كل خرط وسرد عن " الهزائم والخسائر " التي تلحقها بهم , " وتوشك على استئصالهم ب " عدم التدخل في شئون السلطة المحلية بأي شكل من الأشكال كما هو نص النقطة السادسة والأخيرة من الشروط المبكرة ل " المنتصرة " ؟
واقع الحال غيباً – في ضل الحصار المفروض رسمياً على ساحات المعارك – يفيد بإن الحرب الجارية تستنزف السلطة أكثر من الحوثيين , وستتوقف حتماً يوماً ما , لاسترداد الأنفاس فقط وستفضي الوساطات / المفاوضات المؤكدة في أحسن الأحوال , إلى تنفيذ نقطة واحدة من النقاط ال6 المذكورة , ولكن بعد تعديلها حيث سيتبادل الطرفان عدد من الأسرى " المعتقلين " المخطوفين , ليعود المحررون إلى متاريس المواجهة / المواجهات القادمة وما أحقر الحرب على المسالمين , وما أبشعها على الجهلة والمأمورين ! صحيفة الشارع