الصوم بمعناه الحقيقي ومفهومه الايماني جعل في ذات الانسان طبيبه الذي لا يخطئ وكشف عن صيدلية شافية في جسده. وقدم شهر رمضان المبارك أعظم صيانة للجهاز الهضمي وأراح القلب والدورة الدموية لأن كمية كبيرة من الدم تتجه للأمعاء ولإتمام عملية الهضم والامتصاص.
وأكسب الإنسان الحيوية والرشاقة بالتخلص من الوزن الزائد وعملت أجواء رمضان الإيمانية على هدوء النفس واستقرار العاطفة فتحسنت الأمراض ذات العضوية ذات المنشأ النفسي.
كذلك تحسنت الأمراض العضوية ذات المنشأ الغذائي مثل تصلب الشرايين وارتفاع السكري وارتفاع ضغط الدم. وكانت صلاة التراويح والتهجد رياضة بدنية نشطت مستقبلات الأنسولين عند أصحاب الأوزان الزائدة والذين يميلون لحياة الخمول والكسل فتحسنت مستويات سكر الدم لديهم وقاربت النسب الطبيعية.
ونستطيع أن نقول ان مكتسبات رمضان الصحية قد خلصت النفس من الهموم وخلصت الجسد من السموم. ونتقدم للقراء الأعزاء بوصفة طبية يمكن أتباعها من المحافظة على مكتسبات رمضان الصحية وذلك بالابتعاد عن أطعمة العيد الاحتفالية مثل الكعك والبسكويت وشتى أنواع الحلويات التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون المشبعة والسكريات والسعرات الحرارية العالية.
وتنصح الوصفة الطبية بالتخلص من العادة السائدة وهي الاحتفال بالمناسبات بالطعام. وتؤمن هذه الوصفة الطبية الغذائية الحماية من الإصابة بعسر الهضم والتقلبات المعوية بإتخام المعدة بشتى صنوف أطعمة العيد الاحتفالية وإرباكها بعد أن اعتادت الانتظام في الطعام في مواعيد محددة وبمفهوم صحي إيماني لدور الطعام في حياة الإنسان.
من مظاهر الاحتفال بعيد الفطر تقديم حلوى العيد مثل الكعك والبسكويت والتورتات والبقلاوة وغيرها من الحلويات اللذيذة لكنها تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية والدهون والأحماض الدهنية المشبعة والكوليسترول.
الاحتفال بالمناسبات بالطعام كثير من الشعوب تحتفل بالمناسبات والأعياد بتقديم أنواع معينة من الطعام. وبينما يحتفل الأمريكان في عيد الشكر بتقديم الديوك الرومية بينما يحتفل اليمنيون في عيد الفطر بتقديم أكلة تسمى بنت الصحن أو السبابة وهي عبارة عن رقائق من الفطير متماسكة مع بعضها البعض ومخلوطة بالبيض والدهن البلدي والعسل الطبيعي ويقدم في العراق حلوى المن والسلوى أو الستول وحلوى الكليحة وكلها يدخل في صناعتها السمن والدقيق والسكر.
وفي مصر وكثير من البلدان العربية والإسلامية يقدم ما يعرف بكعك العيد ومعجنات أخرى مثل البسكوت وأشياء كثيرة متنوعة يضيق المجال بحصرها.
واكرام الضيف بتقديم شتى صنوف الطعام والالحاح عليه في تناول المزيد هو عادة عربية تدل على الكرم والاهتمام بالضيف. كذلك من العادات الغذائية غير السليمة عدم تنظيم مواعيد الوجبات وتقديم الطعام في أي وقت وبكثرة ليكون عنوان الكرم.
مضار الإفراط في الحلويات يؤدي الإفراط في تناول حلويات العيد التقليدية التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والكوليسترول والسعرات الحرارية العالية بسبب الكميات الكبيرة من السكر والدقيق والسمن إلى الإصابة بزيادة الوزن والسمنة ولأن هذه الحلوى تصنع من الدهون من أصل حيواني «الزبدة والسمنة» والقشدة والحليب كامل الدسم وهي كلها دهون تحتوي على الأحماض الدهنية المشبعة وهي كلها تريد نسبة الكوليسترول الضار (LDL).
أما الأحماض الدهنية غير المشبعة التي تتوافر في الأسماك والقشريات ومنها الروبيان وزيت الزيتون وزيت بذر الكتان فهي تزيد من الكوليسترول المفيد والنافع «HDL».
وتترسب صفائح الكوليسترول في جدران الشرايين وتصيبها بالضيق والانسداد بالجلطات. كذلك يؤدي الإكثار من هذه الأطعمة إلى الاصابة بالسكري ويؤدي إلى ارتفاع الضغط في الشرايين المتصلبة وانسدادها مثل شرايين القلب التاجية وشرايين المخ والأوعية الدموية الكلوية والأوعية الدموية الدقيقة التي تغذي المخ والأعصاب وشبكية العين.
طعام العيد الصحي من الأفضل أن تستبدل حلويات العيد الاحتفالية بالفاكهة الطازجة التي تحتوي على الفيتامينات والأملاح المعدنية ومضادات الأكسدة والألياف بفوائدها الصحية والغذائية الجمة والعديدة والابتعاد عن الحلويات المليئة بالسعرات الحرارية والدهون والكوليسترول.
وتقترح الوصفة الطبية أن يكون الغذاء في أول أيام العيد من الأسماك والقشريات بعد انتظام المعدة في تناول الطعام بطريقة صحية وبالمفهوم الإيماني للصوم لما للأسماك من ميزة في سهولة الهضم والامتصاص والتي هي غذاء العقل وطعام العباقرة ويقاس مدى رقي الأمم وازدهارها وحضارتها بمعدل استهلاكها من الأسماك الذي وصفه القرآن الكريم بأنه لحم طري.
فوائد الألياف النباتية الفاكهة الطازجة المقدمة بدلا من حلوى العيد وكذلك السلطات الخضراء التي تحتوي الخضراوات الطازجة وتحتوي على الألياف النباتية ذات الأهمية القصوى في الطعام.
فهي تمنح الشعور بالشبع وتفيد في الأنظمة الغذائية التي تهدف إلى انقاص الوزن والتخلص من السمنة وذلك لانها لا تزيد السعرات الحرارية التي إذا زادت تراكمت على هيئة دهون تختزن في الجسم وتسبب السمنة. كما انها تساعد على تحسين عملية هضم الطعام وامتصاصه والتخلص من معاناة القولون وأعراضه الامساك والانتفاخ والغازات والمغص وعسر الهضم.
وتؤكد أحدث الأبحاث العلمية والدراسات الطبية ان الألياف تعمل على زيادة نسبة الكوليسترول المفيد (HDL) وتقليل نسبة الكوليسترول الضار (LDL).
وكذلك تقلل الألياف النباتية من جرعة الأنسولين لمريض السكر والأقراص التي تعطى بالفم لتخفيض نسبة السكر.
وذلك بتنظيم امتصاص سكر الجلوكوز من الأمعاء فيصل إلى الكبد بمعدل أبطأ فلا يؤدي إلى افراز كمية كبيرة من الأنسولين تجهد البنكرياس السليم ينتهي بفشله وعدم القدرة على افراز الأنسولين ومن ثم ظهور مرض البول السكري.
وأثبتت الأبحاث الطبية ان تناول الألياف النباتية يحمي من الاصابة بالسرطان خصوصا سرطان القولون. أهمية الفيتامينات للجسم
الفيتامينات لا يصنعها الجسم ولا بد من الحصول عليها في الطعام الذي نأكله وهي لا تحتوي على طاقة وبالتالي لا تمد الجسم بأي سعرات حرارية.
لكنها لازمة لاتمام التفاعلات الحيوية داخل كل خلايا أجهزة جسم الإنسان والتي بواسطتها يحصل الجسم على الطاقة اللازمة لأداء وظائف الأعضاء والقيام بنشاط الحياة اليومية.
وكذلك قدرة وكفاءة الأعضاء والأنسجة والخلايا تتوقف على هذه التفاعلات الحيوية التي إذا اختلت بسبب نقص الفيتامينات حدثت الأمراض في جميع أجهزة الجسم التي يختل التفاعل الحيوي بداخلها.
ويمكن الحصول على الفيتامينات من طبق السلطة الذي نتناوله مع وجبة الغذاء اليومي ومع تناول الفاكهة الطازجة بعد الغداء.
الأملاح المعدنية حيوية للجسم يحتوي جسم الإنسان على نحو عشرين عنصرا معدنيا، وهي أساسية لبناء الجسم والمحافظة على سلامته وحيويته، وأي نقص في نسبتها يؤدي إلى الإصابة بالأمراض التي تؤثر في الأعصاب والعضلات والعظام والغدد الصماء التي تفرز الهرمونات.
وكذلك تؤثر في مستوى ضغط الدم فعندما ينخفض مستوى الصوديوم ينخفض الضغط وعندما ترتفع نسبة الصوديوم في الدم يزداد ويرتفع ضغط الدم.
وكذلك يؤثر نقص الأملاح المعدنية في الجلد والبشرة والشعر وعمل الجهاز العصبي والجهاز الحركي والعضلات.
وهذه الأملاح المعدنية الحيوية متوافرة في السلطات التي تحتوي على الخضراوات الطازجة بأنواعها الكثيرة وكذلك متوافرة في مختلف صنوف الفاكهة.
وتحتوي الأسماك الغذاء المقترح في عيد الفطر المبارك على كميات وفيرة من الأملاح الحيوية المهمة لنشاط جسم الإنسان وحيويته.
الفوائد الصحية لصوم الأيام البيض دلت الأحاديث النبوية أن الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - كان كثيراً ما يصوم الأيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر عربي وروي عن فضلهما حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر».
وقد أوصى الرسول الكريم الصحابة بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن يوتروا قبل أن يناموا.
وسميت بالأيام البيض لأن لياليها بيضا من شدة ضوء القمر عند اكتماله.
الأيام البيض في الطب القديم قال ابن سينا في القانون: «ويأمر باستعمال الحجامة لا في أول الشهر لأن الأخلاط لا تكون قد تحركت وهاجت ولا في آخره - لأنها تكون قد نقصت - بل في وسط الشهر حتى تكون الأخلاط هائجة بالغة في تزايدها وذلك لتزايد النور في جرم القمر».
الطب الحديث يكشف أسرار الأيام البيض ظهرت في الأعوام الأخيرة أبحاث علمية كثيرة مفادها أن القمر عندما يكون بدرا في اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر العربي يزداد التهيج العصبي والتوتر النفسي إلى درجة بالغة ويقول الدكتور ليبر مان عالم النفس بولاية ميامي الأميركية ان هناك علاقة قوية بين العدوان البشري والدورة القمرية وخصوصا بين مدمني الكحول وذوي النزعات العدوانية والإجرامية وأولئك الذين يعانون من عدم الاستقرار العقلي والعاطفي.
ويشرح ليبر مان نظريته قائلاً: «إن جسم الإنسان مثل سطح الأرض يتكون جسمه من 80 في المئة من الماء والبقية من المواد الصلبة»، ومن ثم يعتقد أن قوة الجاذبية القمرية التي تسبب المد والجزر في البحار والمحيطات تسبب أيضا هذا المد في أجسامنا عندما يبلغ القمر أوج اكتماله في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر عربي.
تأثير القمر في السلوك الإنساني يقول البعض من العلماء ان للقمر عند اكتماله تأثيرا على السلوك الانساني وجعله أكثر اضطرابا وميلا للعنف ويؤثر على الحالة النفسية والمزاجية والعقلية للإنسان والسبب في ذلك ما يلي:
• حالة المد وزيادة الدم التي ذكرها الأقدمون والتي شهد لها وجود حالة المد في أعلى مستواها عند اكتمال القمر. • وبما ان جسم الإنسان مكون من الماء فإن وجود المد وارتفاع هذه الأيام داخل أجسامنا تدفع إلى هذا الهيجان وهذا معروف ومشاهد عند النساء إذ تبلغ زيادة السوائل في جسمها مداها قبيل الدورة الشهرية. ما يسبب لها نوعا من التوتر واضطراب السلوك ثم يخف هذا التوتر عند حدوث الحيض «الطمث».
• تأثير القوى الكهرومغناطيسية وقوى الجاذبية عند اشتدادها في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر القمري على الجهاز العصبي ولهذا فإن تأثير القمر عند اكتماله على السلوك الإنساني يصبح مفهوما. فوائد صوم الأيام البيض
الصوم يضبط حركة السوائل والماء في الجسم ويخلصه من الماء والأملاح الزائدة التي قد تكون تخزنت في الجسم وأصابته في الأيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر العربي. وعند التخلص من الماء والأملاح الزائدة يتخلص الإنسان من التوتر العصبي والقلق النفسي.
وكذلك فإن الصوم بمفهومه الإيماني وليس الصوم بحكم العادة يؤثر في فسيولوجيا وكيمياء الجسم فيقي الجسم من السموم ويطهر النفس من الهموم ويعمل على راحة الإنسان النفسية ويكسبه الهدوء والاستقرار والتماسك ويكون أفضل وسيلة لمقاومة هذه الاتجاهات السلوكية والتوتر والميل إلى الاندفاع والعنف.
السمك طعام العيد الصحي وغذاء الشعوب الراقية السمك يحتوي على بروتينات ذات القيمة الحيوية العالية والأحماض الأمينية الأساسية اللازمة للنمو وتقوية جهاز المناعة وتجديد خلايا الأنسجة.
وكذلك يحتوي السمك على الأملاح المعدنية الحيوية كالفسفور والكالسيوم واليود والماغنسيوم والبوتاسيوم والحديد والصوديوم، والأسماك غنية بالفيتامينات (A-D-K).
وزيت السمك له فوائد صحية كثيرة منها انه ذو قدرة على خفض الكوليسترول الضار «LDL» ويقلل نسبة الدهون الثلاثية في الدم ويعمل على منع حدوث انسداد الشريان بالجلطات وارتفاع ضغط الدم الشرياني، وزيت السمك يساعد على منع حدوث الالتهابات الجلدية ويساعد في شفاء التهاب المفاصل ويمنع من خشونتها. ويزيد زيت السمك من خصوبة الرجال ويمنع ويكافح ويعالج العقم. ويعطي الجسم القدرة على مقاومة الامراض الصدرية وتقوية مناعة الرئتين ويزيد من النمو السريع للعضلات والعظام.
ويحتوي زيت السمك على عنصر اليود اللازم لنشاط الغدة الدرقية التي تتحكم في نشاط الانسان وحيويته ونقص إفرازها أو زيادة إفرازها بسبب الإصابة بأمراض خطيرة.
والفسفور المتوافر في الأسماك يساعد على نقل الإشارات الكهربائية والعصبية من خلايا المخ إلى الأعصاب وكذلك ينشط المحطات العصبية والعقد العصبية الموصلة للنبضات والإشارات العصبية للعضلات والأوعية الدموية.
ولذلك فهو من المقويات والمنشطات الجنسية وبروتين الأسماك سهل الهضم أكثر من بروتينات اللحوم الأخرى ولذلك فهو طعام يتناسب مع الأيام التي تلي صوم رمضان في عيد الفطر المبارك.
ما هو الكوليسترول الضار والمفيد؟ يوجد الكوليسترول في الدم متحدا مع بروتينات دهنية منخفضة الكثافة «LDL» أو متحدا مع بروتينات دهنية عالية الكثافة «HDL».
وتعد البروتينات الدهنية بمثابة الزوارق التي تحمل الكوليسترول إلى أجزاء الجسم المختلفة.
فالبروتينات الدهنية المنخفضة الكثافة «LDL» هي الزورق الذي يحمل الكوليسترول إلى خلايا الجسم حيث يدخل في تركيب غشاء الخلايا المكونة لأنسجة الجسم كما يستخدم في انتاج الهرمونات وفيتامين «D» ويختزن الجزء المتبقي في الجسم.
ويعتبر ارتفاع مستوى الكوليسترول المتحد بالبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة «LDL» سببا اساسيا للاصابة بجلطة الشرايين التاجية وشرايين المخ والاصابة بالسكتة الدماغية والشلل النصفي ويسمى الكوليسترول «الضار».
اما البروتينات الدهنية العالية الكثافة «HDL» فهي الزورق الذي يحمل الكوليسترول إلى الكبد الذي يقوم بإخراج الكوليسترول عن طريق العصارة الصفراوية إلى الامعاء وبذلك يتخلص الجسم من الكوليسترول. ولما كانت البروتينات الدهنية العالية الكثافة هي الزورق الذي يخلص الجسم من الكوليسترول الضار يطلق عليها اسم الكوليسترول المفيد «HDL».
ومعنى ذلك ان ارتفاع كوليسترول البروتينات الدهنية عالية الكثافة «HDL» وانخفاض كوليسترول البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة هو زورق النجاة ومؤشر إلى انخفاض احتمال التعرض للاصابة بجلطات شرايين القلب التاجية.
اما اذا انخفض مستوى كوليسترول البروتينات الدهنية عالية الكثافة «HDL» وارتفع كوليسترول البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة «LDL» فان هذا يكون بمثابة زورق الهلاك لانه يزيد فرصة الاصابة بانسداد شرايين القلب التاجية بالجلطات.