عقد مجموعة من مشائخ القبائل الموالون للرئيس صالح مؤتمراً قبلياً يوم الثلاثاء في العاصمة صنعاء وسط حضور باهت لأبرز مشائخ اليمن. وشهد المؤتمر الذي خصص أغلب وقته للاستماع لكلمة الرئيس صالح التي ألقاها من مقر إقامته في الرياض، شهد انسحاب العشرات من مشائخ القبائل الذين احتجوا على تحوله إلى مؤتمراً مؤيداً لصالح قائلين أنه جاء مخالفاً لما جرى سلفاً الاتفاق عليه مع منظمي المؤتمر بأن يكون المؤتمر محايداً ومستقلاً ولا ينحاز لأي جهة من أطراف الصراع في البلاد.
ولوحظ خلو المؤتمر من أي حضور لكبار المشائخ القبليين في اليمن، بمن فيهم الشيخ ناجي بن عبدالعزيز الشائف أحد أبرز كبار مشائخ بكيل، رغم أن نجله القيادي في الحزب الحاكم الشيخ محمد ناجي الشائف أحد المتزعمين لعقد هذا المؤتمر، وهو ما يؤكد أن المؤتمر لا يحظى بأي مباركة قبلية واسعة. ووصف أحد كبار مشائخ مأرب، هذا المؤتمر في تصريح ل«المصدر أونلاين» بأنه «مؤتمر لأعضاء اللجنة الدائمة»، مؤكداً «عدم حضور مشائخ القبائل البارزين للمؤتمر ولم يحضره سوى أولئك المنتمين للجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام وبعض قيادات الحزب في المحافظات». وكان لافتاً تصدر الشيخ سلطان البركاني الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام منصة المؤتمر القبلي، إلى جانب الشائف الابن، وخالد عبدالوهاب الشريف رئيس اللجنة العليا للانتخابات سابقاً وعدد آخر من المشائخ المنتمون للحزب الحاكم مثل كهلان مجاهد أبو شوارب محافظ محافظة عمران. لكن الصالة التي عقد فيها المؤتمر بالعاصمة صنعاء، اكتظت بالآلاف من أنصار الحزب الحاكم. وقالت وكالة الأنباء الحكومية (سبأ) إن المؤتمر أقر ما أسماها ب«وثيقة قاعدة الثوابت الوطنية والعرفية لقبائل اليمن التي تم التوقيع عليها بالتراضي بين جميع القبائل اليمنية لتصبح سارية المفعول» حسبما قالت الوكالة. وجاء فيها أنها تؤكد على «التمسك الكامل بالثوابت الوطنية المتمثلة في قيم ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف والوحدة اليمنية المتجسدة في وحدة الأرض والإنسان منذ الأزل وممثلة في الكيان السياسي الموحد الجمهورية اليمنية قدر ومصير الشعب اليمني إلى الأبد ورفض أي خيارات أخرى وتحت أي مسمى والتمسك بأهداف ومبادئ الثورة اليمنية المباركة». وأكدت القاعدة على «التزام الموقعون بالوقوف إلى جانب الدولة في حماية المنشآت والمقدرات العامة والوقوف ضد أي اعتداء عليها أو استهداف لها وتأمين مناطقهم وحماية الطرق والمنشآت والمعسكرات الواقعة فيها ونبذ أي عمل حزبي أو قبلي يدعو أو يؤدي إلى بذر الفتنة بين القبائل اليمنية وفرق الصف وخلق المشاكل والتزام كل قبيلة يمنية بالأعراف والأسلاف السائدة والمتعارف عليها بين القبائل أو فيما أبناء القبيلة والقواعد العرفية المكتوبة».