أحد الأتقياء الأنقياء الذي إذا حضر لا يُعرف وإذا غاب لا يفُتقد، يجوب صنعاء بقدميه، يعد صورة نقية وناصعة للطهر والنقاء في هذه البلاد .. لا تظنه إلا واحداً من عامة الناس، ثم مع كل كلمة تسمعها تتغير صورته لديك، ومع كل كلمة يقولها تشعر أنك أخطأت التقدير، مهاب رغم قربه، وقريب رغم هيبته حد تعبير عبد الملك شمسان.. لا تمل سماعه، ولا يمل سماعك.. غزير الثقافة، واسع الإطلاع، عنده من كل شيء أشياء ومن كل علم علم، ولا تدري أهو خبير بالسياسة أم السياسة خبيرة به!؟ " هاهو اليوم يتقدم صفوف الشباب بشعره الأبيض، معلناَ بلسان الحال أن الثورة اليمنية ليست ملكاً لأحد وأن ثورتنا اليوم هي الثورة الحقيقية التي تعبر عن الإرادة الشعبية أكثر من إي ثورة مضت في تاريخ اليمنيين .. حاولنا أن نعيده خلف صفوفنا الأمامية إلا أنه أبى وأقسم بأن يكون في المقدمة، ليتلقى رصاصة قناصة غادرة في عنقه ينقل على إثرها إلى غرفة العمليات في المستشفى.. ثورة يدفع فيها اليمنيين بمختلف أعمارهم ومناطقهم ضريبة الصبر على عائلة صالح العفنة التي تجردت من كل القيم الإنسانية ليتحولون إلى مسخ بصورة بشر، وكائنات غير سوية .. لا أميل إلى إضفاء الهالات حول البعض مهما أسرتني مواقفهم، لكن هذا الرجل، كلما تحدث، انحنيت له احتراماً..أنه احد ابرز قيادات الحركة الإسلامية في اليمن وعضو أعلى هيئة قيادية في الإصلاح الأستاذ أحمد القميري.. شافاك الله يا رجلاً في زمن أشباه الرجال .. أقسم أن دموع عيوني لم تتوقف وقلبي يكاد أن يتفجر فأنا أحسب نفسي سبباً في خروجك للمسيرة، حين قلت لك أتمنى أن تشارك الشباب اليوم لترى حماسهم وشجاعتهم رغم معرفتي المسبقة بقناعتك وأمنيتك للشهادة ، فأقسمت على الفور أنك ستشارك وخرجنا معاً. نعدك أننا سنخرج اليوم وغداً، سنخرج كل يوم، لن نكلّ أو نملّ، وإن صالح وعائلته العفنة لن يقفزوا فوق مصيرهم المحتوم، فقفص الاتهام الأكيد في انتظارهم، وزنزانة القصاص النزيه تترقبهم، والثأر سيكون بالقانون أشدّ وأقوى. هنيئا للوطن بثورته التحرّريّة من العائلة الصالحية ، وهنيئاً لكل من يسهم في نجاح الثورة، بالمجد العظيم الذي سيعلو جبين الأمّة. ومن ضمن أبرز المصابين في المسيرة اليوم (الأحد) الدكتور محمد الظاهري، عضو المجلس الوطني لقوى الثورة وهو الحاضر منذ انطلاقة الثورة المباركة ولم يفوت مسيرة وظل يوجه الشباب ويحل الاختلافات بينهم ويحظ بحبهم جميعاً.. فهو أقصي من موقعه رئيسا لقسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء جراء تصريحاته للجزيرة ومواقفه الثابتة وآرائه المعروفة. لو لم أعبر لك عن الإجلال راضيا محبا، يا دكتور لفعلت ذلك مجبرا أمام أخلاقك واحترامك لذاتك ولصفتك العلمية الأكاديمية.. لو لم أعرفك من مواقفك لعرفتك من مواقف آخرين، فكلما ازددت معرفة بغيرك ازددت معرفة بك، وأنا مثلك أؤمن بأنه من كسب نفسه لم يخسر شيئا وإن فقد كل شيء، ومن خسر نفسه لم يكسب شيئا وإن حاز كل شيء!! شافاك الله أيها الدكتور الغالي.. لن يقتلوا الأمل في نفوسنا بأسلحتهم الفتاكة ..فكلما جرّبوا إجرامهم أكثر، كلما زادت العزيمة في أرواحنا.. سنظل نهتف بحنجرة الزبيري.... سنمسح دموع الثكالى والأرامل و الأيتام ، وسننتصر للشهداء .... سنصمد .. سنستمر .. و سننتصر بإذن الله