دأب النظام اليمني على اقناع اليمنيين بمجموعة من المخاوف والوحوش التي اكد لنا انها ستلتهم اليمن لو رحل النظام, نجحوا الى حد كبير في اقناع اليمنيين بان شريان النظام قد اتحد بشريان اليمن ومن حاول قطع شريان الاول قضى على الثاني, عدد كبير من المخاوف يسردها امامك العديد من اليمنيين في اطار شرح خوفهم الشديد من ازالة النظام, صدق الكثيرين للاسف بأن "القرينع" تمنع سقوط السماء على الارض وصدقوها وهي تقول سماك ياربي سماك كما القرينع جازعه" الحرب الاهلية: يقال ان النظام في اليمن هو صمام الامان الوحيد في اليمن, وبأنه من يمنع اليمنيين من ان يتقاتلوا من شارع لشارع ومن طاقة الى طاقة, وكأن النظام وفقط النظام هو من يمنعهم من الاقتتال, يخاف ابناء اليمن من اندلاع الحرب الاهلية وهو خوف غير مبرر لاننا نعيش هذه الحرب الاهلية بالفعل الا ان من قام بها واشعلها لعدة مرات هو النظام وبالتالي فان زوال النظام هو الخطوة الحقيقية لايقاف الحرب الاهلية القائمة فعلا و الغير معلنة في اليمن التي خلفت القتلى واليتامى والمعوقين والنازحين والبغضاء بين ابناء البلد الواحد, يقولون لنا انهم يخافون ان رحل النظام اندلاع حرب اهليه, فمالذي نقاسيه اذا منذ 2006؟! الفوضى والنهب: الحديث عن الفوضى في حالة رحيل النظام يوحي باننا نتحدث عن بلد غير اليمن, فالحديث بهذه الطريقة يوحي بان اليمن اساسا لا يعاني من هذه الفوضى, فوضى عارمه في كل مكان في ضل العصابة المتنكرة بهيئة دولة, المؤسسات الحكومية وكل اشكال المؤسسات في هذه البلد تضربها الفوضى كاعصار مدمر, اما بالنسبة لقضية النهب التي يهدد بها النظام من اعلى الى اسفل درجاته, فهي ليست بامر جديد, ولو ركزنا قليلا لاكتشفنا ان اليمنيين يعيشون اقسى حالة نهب في تاريخهم منذ سنين طويلة , نهب اراضي, نهب رواتب وهمية, نهب ميزانيات, نهب الاموال العامة. الشعب اليمني شعب مسلح: لنتسأل اولا في هذا السياق من الذي تفاخر لسنين طويلة ان الشعب اليمني شعب مسلح, ومن عرقل قوانين تنظيم حيازة السلاح, من رفع من قدر "المبندق" واحتقر "المبنطل" في حديث رسمي وامام كاميرات التلفزيون, اما بالنسبة لقضية السلاح فاني لم ارى طوال فترة المظاهرات الا رصاص الامن يستقر في صدور المتظاهرين, للاسف ان ما يثير الخوف حقا في اليمن هو السلاح في يد الامن اليمني!!! القاعدة والتيار الاسلامي: لو رحل النظام, يؤكد بعض اليمنيين, ان التيار الاسلامي سيصعد للحكم, بل ان اسامة بن لادن شخصيا سيسكن قصر السبعين, ان الفزع او "الافزاع" من التيار الاسلامي والاشخاص الممثلين له هو فقط ليتمسك الناس بالنظام الحالي, ان التيار الاسلامي في اليمن عنصرفاعل في الحياة السياسية يحب تقبله والتعامل معه بدون مخاوف وتطرف, ومن ثم فانه يصعب تخيل و في خضم التفاعل السياسي القوي لليمنين في ساحات التغيير والحرية ان يسمح في النهاية بفرض اي تيار مهما كان, ان الناس خرجوا لاسقاط نظام ذو امكانيات هائلة وخبرة كبيرة ولا يعقل انهم وهذه حالهم ان يفرض عليهم اي شيء, لقد عرف الناس طعم الحرية والقدرة على التغيير, وطالما يعرف الناس عنوان ميدان الجامعة فلا خوف من فرض اي شخض او تيار او فكر, اما بالنسبة للقاعدة, فلا يجب ان نقلق منها في حال رحيل النظام, لانها اساسا في هذه الحالة سوف تفقد التوجيهات والتمويل! التدخل الاجنبي: تقال هذه النقطة وكأن النظام منع اي تدخل اجنبي في اليمن, ان الخوف من التدخل الاجنبي في اليمن هو قائم فقط في ضل استمرار هذا النظام, اي غزو اجنبي لليمن لن يجد افضل من هذا النظام الذي قدم تساهلات لا سابق لها, فاي نظام افضل للتدخل الاجنبي من نظام يسمح بأن" تبرطع" الطائرات في سماء بلادنا وتقذف صواريخها وتقتل ابنائنا, ازالة النظام هي الطريقة الوحيدة لبناء جيش وطني قوي بعيد عن الفئوية والقبلية والحزبية لحماية اليمن بالفعل. الانفصال: لطالما كان الحديث عن الوحدة في الفترة الاخيرة مؤلما, الوحدة التي حوصرت وقصفت في الضالع والحبيلين, ان الاليات العسكرية التي تجوب شوارع الجنوب لتقنعهم اننا "اخوة" لم تفعل سوى انها خلقت نوعا فريدا من انفصال القلوب بين اليمنيين وهو ابشع انواع الانفصال, لقد ثبت بالدليل القاطع وفي الايام القليلة السابقة ان النظام هو الانفصال الحقيقي في اليمن, لقد توحدت القلوب ثانية على هدف واحد واصبح واضحا من هو الوحدوي ومن هو الانفصالي, على اليمنيين ان يخافوا على وحدتهم فقط ان استمرت ممالك الاراضي المنهوبة في الجنوب. دعونا نواجه الموضوع بصدق وصراحة وموضوعية, نحن نعيش بالفعل كل ما يخيفنا النظام من حدوثه ان رحل, نحن نواجه نظاما يمارس الكذب 33 عاما, يزرع في قلوبنا قناعات قوية باننا نتنفس وناكل ونشرب بفضله, وباننا وان تعذبنا فلولاه لتعذبنا اكثر, وانه وان كان سيء فانه يضمن لنا ان لا نتعامل مع الاسواء, ان كل الوحوش التي يخيفنا النظام من التغيير بها ليست الا النظام نفسه, كل ما يخيفنا منه هو يمارسه اصلا منذ سنوات طوال. يقولون لنا وهم يعقدون حواجبهم في حكمه مصطنعه وقلق مفتعل على اليمن: ان النظام سيء ولكن الاسواء قد يأتي بدلا عنه والسيناريوهات عديدة...ونقول لهم بانه لا يوجد اسواء مما نحن فيه, وان الشهداء الذين جادوا بارواحهم الزكية من اجل التغيير السلمي لم يكونوا اقل منهم قلقا على اليمن, ولكنهم كانوا اكثر وصدقا. رحم الله الشهداء الابرار واسكنهم فسيح جناته والهم اهلهم وذويهم الصبر والسلوان