ارتفع عدد الضحايا إلى 16 شهيداً و50 جريحاً في مدينة تعز جراء واحدة من أدمى الهجمات لقوات الرئيس علي عبدالله صالح على المحتجين في ساحة الحرية حيث كان عشرات الآلاف يحتشدون في الجمعة التي أطلق عليها "لا حصانة للقتلة". وبين الضحايا أربع نساء ثلاث منهن سقطن داخل الساحة في قصف بالرشاشات الثقيلة على قسم من الساحة مخصص للنساء فيما سقطت امرأة رابعة في حي الحصب إثر سقوط قذيفة على منزلها. كما سقط أربعة أطفال بين الضحايا تتراوح أعمارهم بين الخامسة والثالثة عشر. ويرفع هذا الهجوم عدد النساء اللاتي قُتلن بنيران القوات النظامية في مدينة تعز خلال اشهر الثورة السلمية إلى ثماني نساء في مؤشر واضح على تصاعد استهداف المحتجات هناك. وأظهرت مقاطع مسجلة بثها ناشطون في ساحة الحرية دخان قذيفة تسقط في جزء من الساحة مكتظ بالنساء المحتجات قبل أن تركض إحداهن قليلاً وتقع على الأرض مصابة فيما هرع رجال ونساء لحملها وإسعافها. وبدا في تسجيل آخر شاب يجثو على جثمان أمه ويقبلها في جبينها فيما ارتفع صوته بالبكاء وأحاط به رجال لمواساته. وفي ساحة الحرية، كان المحتجون يطلقون صيحات التكبير ويهرعون لنقل الجرحى كلما سقطت قذيفة في مشهد مماثل لهجوم سابق شنه مسلحون تابعون لنظام صالح على ساحة التغيير بصنعاء في مارس الماضي وبات يعرف بمجزرة جمعة الكرامة وهو الهجوم الذي راح ضحيته نحو 50 محتجاً. وطال القصف مستشفى الروضة الأهلي الذي نُقل إليه عدد من الجرحى مما أسفر عن استشهاد شخص وإصابة آخر. واضطر المعالجون إلى نقل الجرحى للطابق الأرضي لحمايتهم من القصف العنيف الذي أصاب الطابقين الرابع والثالث بأضرار كبيرة. وترافق مع الهجوم الدامي على المحتجين داخل ساحة الحرية مواجهات عنيفة بين مسلحين موالين للثورة وقوات صالح في حي الحصب غرب مدينة تعز حيث يقع مقر اللواء 33 مدرع الذي يشترك في ضرب أحياء المدينة التي انطلقت منها الثورة السلمية على نظام صالح في فبراير الماضي. وذكرت مصادر أن النيران اندلعت في مستودع لقطع غيار السيارات حين سقطت عليه قذائف أطلقتها قوات صالح. وأضافت المصادر أن المسلحين دمروا آليات عسكرية كانت تحاول التقدم إلى وسط المدينة حيث يفرض المسلحون سيطرتهم. وتشن قوات صالح هجمات منظمة وقاتلة على أنصار الثورة في تعز منذ أواخر مايو الماضي حين اقتحمت ساحة الحرية بالآليات العسكرية وأضرمت النيران فيها مما تسبب في مقتل عدد كبير من المعتصمين بعضهم قضوا حرقاً.