تواصلت المسيرات المناهضة للرئيس علي عبدالله صالح والمؤيدة له بعد يومين من توقيعه اتفاقاً يتخلى بموجبه عن معظم صلاحياته لنائبه عبدربه منصور هادي تمهيداً لإزاحته من منصبه الذي استمر فيه 33 عاماً. وخرج المناهضون لصالح في معظم المحافظات اليمنية رافعين شعارات تطالب بمحاكمته وعدم منحه ومعاونيه ضمانات تنص عليها المبادرة الخليجية. وتظاهر مئات الآلاف اليوم تحت شعار «ثورتنا مستمرة حتى تحقيق أهدافها»، مؤكدين انهم سيستمرون في التظاهر والاعتصام في الساحات حتى خروج صالح وعائلته من السلطة. وقال خطيب صلاة الجمعة في شارع الستين بصنعاء مخاطباً صالح «إن دماء الشهداء التي أخرجتك من السلطة هي ذاتها التي ستدخلك السجن وتقدمك إلى المحاكمة العادلة». وأكد الخطيب فؤاد الحميري على رفض منح ضمانات لصالح ومعاونيه الذي اتهمهم بالمسؤولية عن أعمال القتل والقمع التي طالت المتظاهرين السلميين، وقال موجهاً رسالته للمجتمع الدولي «لن نرضى لقاتل حصانة.. ولن نقبل لمجرم ضمانة.. ولن نكرم لمن رضي لنفسه المهانة». وأضاف ان المتورطين في الجرائم سيقدمون إلى القضاء النزيه والمحاكمة العادلة، وتابع ان شباب الثورة «ثوريون لا ثأريون». وشيع شباب الثورة في صنعاء جثامين خمسة شهداء سقطوا يوم أمس برصاص مسلحين «بلاطجة» من أنصار صالح فتحوا النار على مسيرة حاشدة مرت من شارع الزبيري بقلب العاصمة.
وفي ميدان السبعين تجمع أنصار صالح كعادتهم رافعين صوره ومرددين هتافات بحياته تحت شعار «وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً»، حيث دعا خطيب الجمعة هناك المعارضة إلى «الإيفاء بالعهد» وتنفيذ ما عليهم من اتفاق المبادرة الخليجية، كما خصص جزءاً كبيراً من خطبته لامتداح صالح وحكمه. وألقى الأمين العام المساعد للمؤتمر سلطان البركاني عقب الصلاة كلمة عن حزبه اعتبر فيه ان توقع المبادرة الخليجية «إنجاز مهم» لصالح، وقال ان «حكمة الرئيس قطعت الطريق على تجار الحروب والدماء». ودعا إلى تطبيق الآلية التنفيذية للمبادرة بشكل متسلسل وعاجل «ودون مماطلة». وقال البركاني، الذي يقال إنه كان يعارض التوصل لاتفاق، ان المبادرة الخليجية قائمة على أساس «لا غالب ولا مغلوب»، وأن النصر كان للوطن. وخرجت مسيرات حاشدة حاشدة مناهضة لصالح في معظم المحافظات اليمنية.