شهدت العاصمة اليمنية صنعاء و18 مدينة أخرى، اليوم، تظاهرات عارمة بين موالين للرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، ومعارضين له، إثر توقيعه المبادرة الخليجية التي تنص على تنحيه عن الحكم ونقل صلاحياته إلى نائبه عبد ربه منصور هادي. ورفع مؤيدو صالح صوراً وأعلاماً بالقرب من القصر الرئاسي، في ميدان السبعين بصنعاء، كما تجمّع أنصاره في باقي المدن اليمنية في جمعة أطلق عليها «الإيفاء بالعهد»، مطالبين بتطبيق بنود المبادرة الخليجية من قبل أحزاب المعارضة «اللقاء المشترك». كذلك، حمل مناصرو صالح صوراً للعاهل السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، وصوراً تجمعه مع صالح خلال التوقيع على المبادرة الخليجية، التي وقّعت أول من أمس، في الرياض. وعقب صلاة الجمعة، وصف الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الحاكم، سلطان البركاني، توقيع المبادرة الخليجية بالإنجاز المهم لصالح وهو يودع الحياة السياسية في اليمن، قائلاً: «حكمة صالح قطعت الطريق على تجار الحروب والدماء». وشكك البركاني بقدرة أحزاب المعارضة على تنفيذ بنود المبادرة الخليجية، لأنها لا تمتلك شرعية لدى الشارع اليمني، واصفاً توقيع صالح على المبادرة بأنها انطلقت من «لا غالب ولا مغلوب». في المقابل، سيّر المناهضون لصالح تظاهرات مماثلة في جمعة أطلق عليها «ثورتنا مستمرة»، طالبوا فيها بمحاكمة صالح، وعدم منحه حصانة مما وصفوه «جرائم الإبادة للشعب اليمني»، مرددين هتافات مثل «إن المبادرة الخليجية لم تنصّ على ضمانات لمحاكمته على جرائمه»، ورافعين لافتات كتب عليها «دماء الشهداء التي أخرجتك هي ذاتها ستدخلك السجن وتقدّمك إلى المحاكمة العادلة»، وصوراً لمشاهد تخيّليّة لمحاكمة صالح وإيداعه السجن. وأعلن مناهضو صالح رفضهم منحه ومعاونيه، الذين حمّلوهم مسؤولية أعمال القتل والقمع التي طاولت المتظاهرين، أي ضمانات. وعقب صلاة الجمعة، شيّع مناهضو صالح جثامين 5 من القتلى الذين سقطوا، أمس، على أيدي مسلحين، قالوا إنهم من أنصار صالح، فتحوا النار على تظاهرة من شارع الزبيري بقلب العاصمة. وكان صالح والمعارضة اليمنية قد وقّعا، أول من أمس، على المبادرة الخليجية التي تنصّ في أحد بنودها على نقل صلاحيات صالح، عقب التوقيع فوراً الى نائبه هادي، الذي يقوم بدوره بتأليف حكومة وفاق وطني تعقبها انتخابات رئاسية.