«بلغ السيل الزبى» هكذا يبرر طيار يمني سبب ما سمي ب «انتفاضة الطيارين» ضد رئيس مجلس الإدارة وطاقمه الإداري، والتي نجحت في تجريد الكابتن عبدالخالق القاضي من صلاحياته كرئيس للشركة استمر نحو 13 عاماً. وتفضح وثائق وشهادات صدقية شكوى موظفي وطياري «اليمنية» من القاضي صهر الرئيس صالح وطاقمه الإداري، حيث كشفت وثيقة جديدة أن مسؤولين في «اليمنية» تورطوا في تهريب عدد من الصوماليين إلى لندن وسوريين إلى باريس قبل أعوام. ويؤكد محضر التحقيق المرفق المرفوع من قِبل أربعة مدراء إدارات رئيسية في الشركة، والمعتمد من قِبل رئيس مجلس الإدارة قيام «منير جحوش»، وله صلة وثيقة برئيس مجلس الإدارة الموقوف، بعمليه تهريب ركاب إما بتأشيرات مزورة أو بدون تأشيرات من مطار صنعاء إلى لندن، ما كان يؤدي في كل مرة إلى غرامات مالية كبيرة تفرضها السلطات البريطانية على «اليمنية» ومعظم الركاب الذين كانوا يهربون من الجنسيات العراقية والصومالية والسورية. غير أن هذه الفضيحة كانت سبباً في ترقية منير جحوش، حيث تم تعيينه مباشرة مديراً لمحطة دبي ثم مديراً لمنطقه دبي، وحالياً نائب المدير العام للشؤون التجارية، فضلاً عن منحه مزايا مالية عديدة تبدأ بحافر يتعدى مبلغ مليون ريال شهرياً إضافة لمكافآت وسفريات لم يتم منحها في السابق لمن شغلوا هذه الدرجة الوظيفية مطلقاً. ومن أكثر الفضائح المستفزة لموظفي وكفاءات اليمنية استبدال العمالة اليمنية بأجنبية براتب أكبر وكفاءة أقل، وتصبح نزاهة الموظف نقطة سوداء تستوجب تغييره. ففي إحدى المرات، قام منير جحوش نائب المدير العام للشؤون التجارية بالرفع لرئيس مجلس الإدارة عبدالخالق القاضي بالتعاقد مع موظف هندي الجنسية لاستبدال كفاءة وطنية للعمل كمدير لخدمات الركاب. ويتهم الموظف الهندي الجديد أنه بدون أي خبرة في أبجديات خدمات الركاب، بينما هناك يمنيون أكثر كفاءة ومقدرة على القيام بهذه الوظيفة. ويؤكد موظفون في «اليمنية» أن عملية الاستبدال سببها سهولة تمرير أمور الفساد عبر الموظف الأجنبي، كونه إما خاضع لشركات يتعاقد عبدالخالق القاضي ومقربون منه معها في عدة دول، أو لكونه تحت رحمتهم ولا يهمه مصلحة البلد ما دام أنه يستلم راتباً مجزياً وعلاوات خيالية. تشير المصادر إلى أن هذا الموظف الهندي منح صلاحيات كبيرة لم تمنح لغيره في المنصب ذاته، فضلاً عن اعتماد راتب مرتفع له، وعلاوات وامتيازات خيالية لم تعهد من قبل لغيره، إضافة إلى سفرياته الشهرية على خلاف الموظفين اليمنيين. الشركة اليمنية للخدمات الأرضية، التي تم خصخصتها مؤخراً بطريقة «غير قانونية»، يعاني موظفوها من تهميش وتنكيل كبيرين، فقبل شهرين حاول الموظفون الذين يعانون أيضاً من عدم تثبيتهم الشكوى من ممارسات الإداريين السيئة لهم، ففوجئوا بخصميات ظالمة وتهديد بالفصل. وقبل يومين حينما عرفت الإدارة إن موظفي الشركة متفائلون بوزير النقل الجديد وعزمهم المشاركة في الإضراب الشامل بدءاً من اليوم فوجئوا بمديرها المقرب من عبدالخالق القاضي طه الثور وتهديده للموظفين قائلا: «روحوا الستين او الجامعة، لو يجي من جاء والله إني بافصل اللي أشتي وأخلي اللي أشتي غصباً عن الوزير وعن الكل!». صور الفساد هذه وغيرها، اضطرت نقابة الطيارين والمهندسين الجويين والموظفين إلى اعتزامها تنفيذ إضراب كلي عن العمل ابتداءً من الساعة الثانية عشرة مساء اليوم الاثنين للمطالبة بإقالة رئيس مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية الكابتن عبدالخالق القاضي، وطاقمه الإداري. كما تطالب النقابة بإرجاع الشركة اليمنية للخدمات الأرضية لملكية اليمنية التي تعد حقاً من حقوقها الثابته، وتدر ملايين الدولارت شهرياً لأشخاص غير معروفين، بينما يفترض قانونا أن تكون تابعة ل«اليمنية».