إلى ما قبل 2006 ونحن نعتقد بأن علي عبدالله صالح فارس العرب الذي يغضب من أجل قضايا الأمة العربية فتارة على العراق وتارة على فلسطين غير آبه بمصالح اليمن جراء تلك المواقف . وكنا نسعد ونفتخر ونراها شهامة وإباء عٌرف به اليمنيون, وهو البطل في الداخل الذي يقف ضد المد الصفوي في الشمال والحراك في الجنوب, وهو الحليم الذي يعفو على أعدائه ويدعوهم إلى الحوار والعودة إلى الوطن . وهو صانع الوحدة, وهو المتواضع إذ لم يمر يوما دون أن نسمع له خطابا .., وهو الرحيم الذي يتفقد أحوال المواطنين. وهو الزاهد عن السلطة فلن يرشح نفسه, وهو القائد الذي تفرد بين الدول الديمقراطية بتأييد المعارضة له في سياسته الداخلية والخارجية بل وأكثر من ذالك جعلته مرشحا لها في الانتخابات . وعمم لدينا بأنه مبرأ من الفساد الجاثم فينا ، وأن بطانته وحكوماته المسئولة عنه فما أن يدع ٌ الداعي إلى انتخابات برلمانية حتى نضع أيدينا على قلوبنا ونجاهد من أجل أن تفوز أحزابنا وتتحسن أوضاعنا ونباهي الأمم بديمقراطيتنا فتكون النتيجة مخيبة لآمالنا ولا يدب اليأس إلى قلوبنا . وتستمر المحاولة وتتكرر النتيجة ويزداد الفساد فنثور هنا هناك ويطل فارس العرب بوعوده للقضاء على الفساد ؟؟ ويشكل حكومة جديدة ,فنهلل له فإذا بها تحمل لنا نفس الوجوه وتغم علينا ولم نعد نهتدي إلى معالم التغيير ومنابع الفساد وغابت الديمقراطية من ارض الشورى ونحن نرى تلك الوجوه لم تتغير فالكل ماسك بكرسيه فقدنا الأمل بأن يكون مستقبلنا أفضل من حاضرنا وماضينا وصار جٌل همنا أن نؤمن قوت يومنا ونأمن في سربنا حتى جاء 2006 ومن كان زاهدا في السلطة لم يدم زهده طويلا وها هو يقود حملته الانتخابية وكأنه لم يكن رئيسا يوما ما . أيقنا بأن ليلنا مظلما وطويل ولا سبيل إلى فجرآ جديد , وفي أوج ذالك الظلام بزغ نجما في سمانا نجما لم يتخذ له مدار حتى نسير في مدارة فتعلمنا منه كيف نكون نجوما فنضيء معالم الطريق إلى فجرنا الجديد, أقترن اسمه بالمعارضة فأخرجها من جلبابها وألبسها حلة جديدة فعادت لها مكانتها وهيبتها بعد أن شاخت مع من شاخوا . بدأ معها مرحلة التغيير وأعلنا بأنه يوجد من أبناء اليمن من هو أهلا للرئاسة من فارس العرب فاتجه بحملته إلى رأس النظام وهو موقن بأن الأفعى إذا استشرى سمها وكادت تهلك من حولها أن تمسك رأسها . قاد الشيخ حميد الأحمر ملحمة التغيير بشجاعة الشيوخ التي لم يسبقه إليها شيخ, وكرجل دين لا يخاف في الحق من سلطان جائر . وكحقوقي حريص على وحدة اليمن ومدافع عن شمالنا وجنوبنا, وكاشتراكي يطالب بالعدالة الاجتماعية لأبناء اليمن دون تمييز أو عنصرية ,فكان رائدا يحمل مبادئ المشترك ولا يحمل أفكار رجالهم . تحدث على مرأى ومسمع من العالم بما حل على الأمة ردحا من الزمان وجلا عن العيون تلك الغمامة التي كادت تعميه وكشف القناع عن فارس العرب وبطولته في اليمن . من سرقة الجنوب وإدارة الحروب في الشمال وبيع الحدود, ونهب النفط وقتل معارضيه, وتأسيس القاعدة , وقيادة اليمن إلى الملكية الصالحية . كانت كلماته تلك المعول الأول على رأس النظام ما أنفلت أن توالت المعاول علية فبدأ يتهاوى أمامها وهي تنخر فيه من كل جهة رغم أن عٌباده قائمين على ترميم ما تهاوى منه كذبا ونفاقا , ولكن هيهات أن تكون كلماتهم كتلك الكلمات التي حطمت رأس النظام صار فينا رمزا للمعارضة التي سمعنا عنها ولم نراها قبله . رمز ذو صفحة بيضاء فلن يداهن أو يجامل النظام ولم تكن له زلات على أمته فتوافرت فيه سمات القيادة والإخلاص فليس من كان مثله ذو مطامع اجتمعت عليه اليمن بكل أطيافها في ملحمة التغيير وصار أبنائها نجوما في سمائها ولكن لا غنى لها عن نجمها سهيل وان احتجب عنها - لغرض في نفسه- فهي تدرك بأنه ما غاب عنها إلا ليغزل لها ثوب فجرها الجديد.