قاوم قلة من المدمنين على تناول القات نصف نهار من نوبات التثاؤب والخمول حين استجابوا لحملة دعت للتوقف عن مضغ القات يوم الخميس ضمن حملة أوسع لمكافحة النبتة التي ينفق اليمنيون نسبة عالية من دخولهم الاقتصادية على شرائها. ونشر شبان إعلانات على مدى أيام الأسبوع في مجموعات الفيسبوك وتويتر وصحف الكترونية ومطبوعة للترويج لمقاطعة مضغ القات يوم الخميس. غير أن الاستجابة للحملة جاءت محدودة ففي الوقت الذي امتنع فيه مدمنون عن مضغ القات، أحيا آخرون قيلولة عامرة بالقات كسائر الأيام ولم ينسوا تدشين طقوسه وتوفير كل مستلزماته. وسجل شاب يدعى صالح الحقب في صفحته على موقع الفيسبوك تعجبه من أن معارفه كانوا وعدوا بالامتناع عن مضغ القات لكنهم مضغوه وامتنع هو مغالباً نفسه. وقال سعد علي الكرف وهو بائع قات في سوق بشارع هائل سعيد إن أعداد زبائنه من مشتري القات لم تنخفض عن باقي الأيام. وتحدث بعض ممن تناولوا القات عن عدم علمهم بوجود هذه الحملة، وأنهم كانوا مستعدين للاستجابة لأهدافها وبدء فعل المقاطعة. وبذل بعض المدمنين على مضغ القات في جدل تبرير تناوله اليوم واضعين أسباباً يعتقدون أنها مقنعة لخيار مقاطعتهم للحملة وإمضاء يومياتهم دون أي تغيير. وقال محمد مرشد ل«المصدر أونلاين» إنه لم يتناول القات في فترة ما بعد الظهيرة كما جرت العادة، لكنه سيبدأ تناوله بعد وقت العشاء لأن يوم الخميس بحسب تعبيره سيكون قد انقضى وبدأت ليلة الجمعة. أما عبد السلام الغباري فأشار إلى أنه خاض في حيرة طويلة، إذ توفرت مادة القات وأغراه جودتها، واضطر إلى اتخاذ وضعية اعتبرها عادلة في تناول أوراق معدودة من القات فيما يسمى ب«التفذيحة». وفي ساحة التغيير بدت أعداد من الشباب مستجيبين للحملة، بيد أن أعداداً أخرى تجاهلت الموضوع ولم تعرها أي اهتمام. وأبرزت إحدى خيام الساحة لافتة تدعو الناس إلى مقاطعة القات والاستجابة للحملة، فيما أخذ ساكنو هذه الخيمة في تناول القات وقد دخلوا في حالة انسجام عجيبة. وفي مدينة تعز، نظمت منظمة أجيال بلا قات للتوعية والتنمية بالتعاون مع منتدى المبدعين فعالية توعوية بأضرار القات. وشهدت الفعالية معرضاً للصور ومنها الرسومات التي تبين أضرار القات وحجم ما يستنزفه من الطاقة البشرية ومن خيرات البلد. وقام مشاركون في الفعالية بالبصم على إحدى اللافتات كإعلان عن استجابتهم للحملة، وتأكيدهم على مقاطعة القات في هذا اليوم. ويقول منظموها إن الخميس يعد اختبارا هاما لوعي الشباب اليمني ورغبته الأكيدة في بناء يمن جديد, يمن بلا قات بالتأكيد سيكون يمن بلا رشوة , يمن بلا قات يعني يمن الكفاءات والحرية والقضاء النزيه العادل". ودعا منظمو الحملة بشكل خاص شباب الثورة في الساحات ومرتاديها للمساهمة الفاعلة لكي يكون الخميس القادم يوماً بلا قات في ساحات الثورة، بحيث تعكس الوجه المشرق للثورة اليمنية وتعزز من الإرادة الثورية الساعية لبناء دولة مدنية حديثة.