تحوّلت حلقة الأمس من برنامج "الاتجاه المعاكس" الذي يعرض على قناة "الجزيرة" إلى حلبة مصارعة بامتياز. إذ استضاف المذيع السوري فيصل القاسم كل من السياسي اللبناني جوزيف أبو فاضل، والمعارض السوري محيي الدين اللاذقاني. منذ بدايته، كان الحوار يتّسم بالتشنج والتوتر. وكان أبو فاضل يوجّه الشتائم للاذقاني ويهدّده بالقول "بدك تاكلها" أي أنّه سوف يضربه. وتطوّر الأمر الى هجوم أبو فاضل على المعارض السوري على الهواء مباشرة، بينما حاول القاسم فضّ الاشتباك الذي اندلع على مرأى ملايين المشاهدين، ثم قُطع البث.
وسرعان ما انتشرت التعليقات الساخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ونسب الى مصدر في "الجزيرة" خبر إصابة اللاذقاني بجروح طفيفة في رأسه بسبب اعتداء أبو فاضل عليه. كما نقل عن حساب أحد العاملين في قناة "الجزيرة" خبر إصابة فيصل القاسم بجرح في رأسه عند محاولته تفريق ضيفيه.
وقال المعارض السوري، الدكتور محيي الدين اللاذقاني، إن خصمه الموالي للنظام السوري هدده بالقتل حين انتفض واقفاً ليلة أمس وهو غاضب يتجه نحوه ليؤذيه جسدياً أثناء برنامج "الاتجاه المعاكس". وروى اللاذقاني من العاصمة القطرية أن جوزف أبو فاضل صرخ به مرتين: "بدي اقتلك.. بدي اقتلك"، ثم مد يده داخل جيبه "وبعدها هجم نحوي وراح يشتمني، وبرغم ذلك لم أتلفظ بأي كلمة مشينة نحوه كي لا أنزل إلى مستواه"، وفق تعبيره عبر الهاتف حين اتصلت به "العربية.نت" اليوم الأربعاء.
ورفض الدكتور محيي الدين أن ينفي أو يؤكد وجود سلاح في جيب جوزف أبو فاضل، لكنه أكد بأنه رآه يضع يده في جيبه علامة على وجود شيء فيها، ربما رغب باستخدامه لأذيتي".
وقال اللاذقاني إنه فكر في لحظة غضبه بأن يضرب جوزيف أبو فاضل بجهاز حاسوب محمول كان أمامه على الطاولة، "لكن أخلاقي كانت أسرع من غضبي فأرجعتني إلى مستواي الإنساني، وبقيت فقط أحذره بأنني قد أضربه وأذله، لكنه استمر بالاعتداء والشتيمة".
وتحدث عما كان في الكواليس بعد أن انقطعت اللقطات عن المشاهدين، فقال إن "أبو فاضل استمر يشتم ويتهجم أكثر عليّ داخل الاستديو، وحاول فيصل القاسم أن يفصلنا فلم يفلح، ثم أسرع مصور قطري نحونا وحاول بدوره، فنجح بفصلنا عن بعض، لكن المسكين أكل نصيبه من الخناقة فوقع على الأرض، وبوقوعه انتهت الخناقة فجأة على هذه الحال من التوتر".
وذكر اللاذقاني أنه نام ليلة هادئة، لأنه كان راضياً عن نفسه، وعندما استيقظ صباح اليوم سمع أن الشرطة القطرية اعتقلت أبو فاضل لتهجمه جسدياً عليه وتلفظه بأكثر الشتائم وضاعة، "لكني لا أستطيع تأكيد هذا الخبر بعد".
وقال إنه لن يقاضي أبو فاضل "لأني لو فعلت لأعطيته قيمة، كما أني لا أريد أن أنزل إلى مستواه، تماماً كما تفعل الثورة المباركة في سوريا، فهي ترفض أن تمارس ما يمارسه النظام في حقها".
يذكر أنّها ليست المرة الأولى التي تتحوّل فيها حلقات برامج ال "توك شو" السياسي الى حلبة مصارعة. منذ شهرين فقط، اندلع اشتباك على الهواء ضمن حلقة برنامج "بموضوعية" الذي يقدّمه وليد عبود على قناة "أم. تي. في" اللبنانية. وتحولت الحلقة إلى معركة ضرب بالكراسي واستخدام الشتائم النابية بين النائب السابق مصطفى علوش وأمين عام حزب البعث فايز شكر. والطريف أنّ الضيفين عادا بعد الفاصل وأكملا الحلقة كأنّ شيئاً لم يكن، في حين أنّ ذلك لم يحصل في "الاتجاه المعاكس". واللافت أنّ القاسم المشترك بين الحلقتين هو تناولهما للأزمة السورية وموقف الرئيس بشار الأسد.