مع اقتراب منافسات دورة الألعاب الأولمبية المقامة في لندن من نهايتها، تجاوزت إنجازات الرياضيين العرب سابقتها في بكين قبل 4 أعوام، والتي وصفت بأنها كانت متواضعة للغاية. فقد نالت المشاركة العربية هذه المرة اهتماما إعلاميا منقطع النظير، خصوصا مع دفع دولتين، هما السعودية وقطر، بمن يمثلهما في منافسات السيدات للمرة الأولى في تاريخ الدورات الأولمبية.
واعتبر العدد الأكبر من البعثات العربية أن المشاركة في الألعاب بمثابة إنجاز حقيقي، من دون إعلان مواقف صريحة من المنافسة على الميداليات.
وكانت حصيلة الرياضيين العرب في أولمبياد بكين 2004 سبع ميداليات، هي ذهبية وثلاث فضيات وثلاث برونزيات، توزعت على تونس (ذهبية) والجزائر (فضية وبرونزية) والمغرب (فضية وبرونزية) والسودان (فضية) ومصر (برونزية). أما في لندن، وقبل منافسات اليوم الأخير، فقد حصد العرب 12 ميدالية منها ذهبيتان للسباح التونسي أسامة الملولي، والعداء الجزائري توفيق مخلوفي.
وتوزعت الميداليات الباقية كالتالي: فضيتان لمصر، لعلاء الدين أبوالقاسم في سلاح الشيش ضمن منافسات المبارزة، وكرم جابر في المصارعة الرومانية.
وأحرزت العداءة التونسية حبيبة الغريبي، فضية سباق 3 آلاف متر موانع في ألعاب القوى.
وأكدت تونس صدارتها للعرب ببرونزية ثانية لأسامة الملولي، في سباحة 1500 متر حرة.
وأظهر العرب تقدما في منافسات الرماية بعدما أحرز القطري ناصر العطية برونزية مسابقة السكيت، بينما نال الكويتي فهيد الديحاني برونزية أخرى في مسابقة التراب.
وأحرزت العداءة البحرينية مريم جمال برونزية سباق 1500م، وهو إنجاز اكتسب طابعا تاريخيا باعتبار أنها الميدالية الأولى في تاريخ البحرين، كما باتت جمال أول رياضية خليجية تعتلي منصة التتويج في تاريخ الألعاب الأولمبية.
ودونت البحرين بالتالي اسمها في السجلات الأولمبية للمرة الأولى، علما أن عداءها رشيد رمزي توج بطلا لسباق 1500م في بكين عام 2008، لكن اللجنة الأولمبية الدولية جردته منها لثبوت تناوله منشطات.
وعرف المغرب كذلك مذاق التتويج بعدما أحرز العداء عبد العاطي أغويدر برونزية سباق 1500 مترا. كما أحرز منتخب السعودية برونزية الفرق لمسابقة قفز الحواجز في الفروسية. وكان رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية الشيخ أحمد الفهد اعتبر قبل انطلاق الألعاب أن "أي نتيجة يحققها الرياضيون العرب في لندن 2012 ستكون إيجابية بعد إخفاقهم الكبير في بكين".
ورغم ارتفاع الحصيلة العربية رقميا إلا أن ما تحقق لم يقنع كثيرين تمنوا نتائج أفضل، ورأى الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة في الإمارات إبراهيم عبدالملك أن "التراجع العربي أو الإخفاق في تحقيق الميداليات في كل دورة أولمبية له أسباب كثيرة تختلف من دولة عربية إلى أخرى".
مضيفاً: "أعتقد أن السبب الأول في ذلك هو ممارسة الرياضيين العرب للرياضة والعمل الرياضي بروح الهواية حتى الآن، بحيث تكون الرياضة لمجرد الممارسة لا للمنافسة".
وتابع: "هناك أشياء لا يستطيع أحد تغييرها في مقومات كل دولة مثل عدد سكانها أو قدراتها المالية وهي أمور واقعية، لكن عملية إعداد الرياضيين للدورات الأولمبية لابد أن تبدأ باكراً جداً مثلما يحدث في الدول الكبرى".
ومضى قائلاً: "أمام الدول العربية الكثير من أجل الدخول بقوة في منافسة مع الدول الكبرى على الميداليات الأولمبية، ومن بين المقومات المطلوبة الملاعب التي يمكن من خلالها إعداد اللاعبين في كل الألعاب، إذ ينصب الاهتمام على ملاعب كرة القدم دون غيرها، وهو أمر يصعب معه إتمام عملية صناعة البطل الأولمبي في الدول العربية بشكل عام وليس الإمارات فقط".