قال أقارب ضحايا الغارة الأمريكية التي قصفت منطقة رداع يوم الأحد الماضي إن الجرحى الناجين من القصف يعانون من إهمال متعمد حيث لم يتلقوا أي عناية طبية باستثناء المجارحة الأولية التي تلقوها عند وصولهم إلى المستشفى الجمهوري بصنعاء. ودعا المحامي عبد الرحمن برمان الحكومة اليمنية إلى تقديم العناية الطبية اللازمة لعلاج الجرحى ولو عبر نقلهم للعلاج في الخارج. وفي جلسة الاستماع التي نظمتها منظمتي هود والكرامة اليوم الأربعاء لأقارب الضحايا قال الشيخ أحمد سعيد الذهب إن العدالة والمساواة هي الضمانة الحقيقية لحماية المجتمع من الإرهاب سواء كان إرهاب دولة بالطائرات أو إرهاب جماعات بالأحزمة الناسفة. وأوضح أنه كان قد تدخل في وساطة لإصلاح الوضع في المنطقة، إلا أنه «كلما توصلنا إلى حل جاءوا لنا بالطائرات»، مضيفاً «هذه طائرات فتنة وليست فقط طائرات تجسس». من جانبه قال المنسق القانوني للكرامة في اليمن محمد الأحمدي إنه من الصعوبة جدا تصديق مزاعم السلطات اليمنية أنها من تقوم بهذه الهجمات التي تستهدف أهدافاً متحركة على الأرض. وأضاف «من المؤكد أن هذه الهجمات أمريكية، فهي لا تقتصر بالضرورة على الطائرات بدون طيار بل هناك تقنيات عسكرية أمريكية متطورة تقوم بهذه المهمات القتالية». وعرض في جلسة الاستماع مقاطع فيديو تضمنت مشاهد من آثار القصف الذي استهدف سيارة مدنية بتاريخ 2/9/2012م وقضت على حياة أحد عشر مدنيا يمنيا بينهم طفلان وامرأتان كانوا عائدين من زيارة للمستشفى بينما كان الآخرون عائدون من السوق. كما تضمنت مقاطع الفيديو تسجيلات قصيرة لشهادات الجرحى المتواجدين حاليا في المستشفى الجمهوري وأكد شهود العيان أن الطائرة التي قامت بالقصف كانت على علو منخفض بحيث يمكنها تسجيل أدق تفاصيل الهدف ومعرفة الطفل من الكبير والمسلح من المدني ومع ذلك قامت باستهداف السيارة المدنية بصاروخين بينهما وقت قصير.
وأقرت اللجنة الأمنية العليا بمقتل 12 مدنياً في الغارة التي استهدفت سيارة تقلهم في البيضاء ووصفت الحادث بالعرضي، وقالت إن الرئيس عبدربه منصور هادي أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث.