إنحطاط وسقوط وتعدي رهيب تحت يافطة حرية الفن والتعبير، فيلم قذر يصور المسلمين بالقتلة الهمجيين الأقرب للوحوش منهم للبشر، ويطعن في نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي أخلاقه الشريفة الطاهرة ويظهره كمنحرف وعربيد وزير نساء وقاتل ودموي منعدم الضمير والإنسانية، كما يطعن في آيات القران الكريم ويشوه صورة الصحابة ويزيف تاريخ الإسلام المشرق الوضاء.. نعم الفيلم صادم وحقير جدا جدا وفاضح وجارح، والغضب محمود ومطلوب حتى يتم الإعتذار، والإعتذار وحده لا يكفي، ولكن ردة الفعل يجب أن تكون مدروسة وحضارية وراقية وسلمية قدر الإمكان بقدر حضارية ونبل ورقي ديننا الحنيف وبكل السبل السياسية والإقتصادية والإعلامية المتاحة.. الغضب على حرمات الله والدفاع عن رسول الله يكون أولا بالثبات على مبادئنا أكثر والإلتزام بديننا أكثر وأكثر، ولا يعني الإندفاع للإنتقام والقتل والتخريب مطلقا، لأن ذلك سيؤكد مغزى الرسالة التي حاول الفيلم إيصالها للمشاهد ويبرهن على مصداقيته، ويعزز الصورة النمطية التي حاول أعداء الإسلام مرارا تثبيتها في (الذهن العام) للمسلم بأنه ذاك الدموي المتخلف المتطرف الإرهابي عبد الشهوات وزير النساء!! وهذا ما علمنا إياه نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه الكرام الذي كان يرد العدوان والإساءة بالحلم والعفو ويواجه الخيانة والغدر بالبر والوفاء ويحثنا على العدل والرحمة والصدقة والعطاء والزهد والبعد عن الشهوات والملذات والصبر في السراء والضراء ويوصي بالنساء خيرا ويعظم حرمة الدماء وهي سيرة عطرة قصرنا نحن كمسلمين أشد التقصير أفراداً وجماعات ودولاً في إيصالها بشكلها الصحيح للآخرين.. وحقيقة أن الفيلم الأمريكي -الذي مثله مجموعة من أقباط المهجر وأخرجه مخرج إسرائيلي- أولا وأخيراً يسيئ لأصحابه ويعري القائمين عليه أكثر من أي شيء آخر، ويظهر مقدار حقدهم الدفين على المجتمع المسلم كمجتمع صحي محافظ نقي متماسك ومتراحم، وعلى الإسلام كدين عظيم شامل واسع الإنتشار قوي الأركان عصي على كل مؤامراتهم الدنيئة، وعلى رسول الإسلام كصاحب رسالة سامية وعلى القران الكريم الذي يحول معتنقيه بحسب الفيلم لوحوش لا تعرف إلا القتل والسبي والإغتصاب!! السؤال، هل سنظل متهمون بالغلو والتطرف والإرهاب مهما تمادينا بالإنفتاح حتى الإنبطاح، هل سنظل مدانون كمسلمين نبحث عن براءة معدومة هي أبعد من عين الشمس.