في أول اجتماع للرئيس عبد ربه منصور هادي مع أعلى هيئة في حزب المؤتمر الشعبي العام منذ توليه منصب الرئاسة في فبراير 2012 والذي انعقد الخميس الماضي، حيث تحدث إليهم عن حساسية المرحلة الانتقالية وقال بأن المبادرة الخليجية لنقل السلطة في اليمن كانت مخرج مشرف للجميع ولا يوجد غالب ومغلوب وأنهم لا يزالون يحتفظون ب50% من السلطة، ودعا إلى التهدئة الإعلامية من قبل جميع الأطراف. وجاء هذا اللقاء بعد تلك المسرحية الهزلية التي أداها المخلوع على خشبة صالة 22 مايو هو والملقِن سلطان البركاني (حيث لم يعد لدى المخلوع المقدرة على الارتجال كما كان في الماضي) وأمام ذلك الجمهور الذي كان يضحك ويقوم بالتصفيق المدفوع الأجر في حفل ذكرى تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، وبالطبع لم يحضر الرئيس هادي وكثير من أحرار المؤتمر هذا الحفل لاعتراضهم على مواقف المخلوع المستفزة، لذا أصبح لزاماً على رئيس الجمهورية الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام عبد ربه منصور هادي هيكلة المؤتمر وإعادة تأهيله أو إعلانه الخروج منه. وكما هي عادة المخلوع في جميع خطاباته توجيه الانتقادات اللاذعة والهجوم الحاد، لكنه هذه المرة ليس فقط على خصومه التقليديين بل حتى على هذا الشعب المسكين الذي لطالما صبر عليه وتحمل فظاظته، وكما كان يقوم بالتنصل من المسؤولية خلال فترة رئاسته أيضاً، حيث يحضرني هنا مقولة له قالها في إحدى خطابته عندما كان رئيساً مبرراً الفساد المستشري في عهده بقوله (لو أن امرأة طلقها زوجها لقالوا أن السبب هو الرئيس) وهاهو اليوم وبعد أن أصبح مخلوع يتهرب ويلقي باللوم على الغير في خطابه الأخير أيضاً بقوله (لو أن عاصفة وقعت في أمريكا لقالوا أن السبب هو النظام السابق أو علي عبدالله صالح وأن الثوار يقولون بأن سبب مطر الخريف والفيضانات التي حدثت على حي الجامعة هو (عفاش). في حقيقة الأمر أنه لم تعد تعنينا خطابات المخلوع غير المسؤولة، لأنه أصبح من الماضي الذي لا نفع من ذكره إلا فتح الجروح والآلام على بلدنا وعلى هذا الشعب الطيب الذي لطالما كابد وسكت، فما يعنينا هنا وبالدرجة الأساسية هو موقف الرئيس هادي ومن بقي من أحرار في حزب المؤتمر. ما الذي يرجونه من هذا الحزب الذي اثبت على مدى هذه الأعوام الطويلة الفشل في بناء دولة ذات مؤسسات، وقام بالسطو على منجزات الشعب بقيادة المخلوع. لذا يجب على أحرار المؤتمر وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي أن يعلموا جيدا أن بقائهم في هذا الحزب يستوجب عليهم إعادة أعمار وهيكلة وتأهيل ما بداء يتآكل ويتصدع من الداخل بسبب وجود المخلوع ومن والاه من ذوي المصالح الشخصية الضيقة، ولن يتم إعادة هيكلته إلا من قِبل رئيس الجمهورية الذي يفترض أن يصبح هو رئيس المؤتمر بحسب ما تنص عليه لائحة المؤتمر الداخلية أولاً. وثانيا من بقي من أعضاء المؤتمر الأحرار الغير راضيين عن سياسته الحالية، فإن كانوا يرون أنه لا جدوى ترجى من هذا الحزب الذي أصبح لا يضم إلا المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع، فيتوجب عليهم الخروج منه وتركه. وأما أولئك الذين لا يزالون لليوم يراهنون على حصان المؤتمر فأننا نقول لهم ما لم يتم في الثلاثين السنة الفائتة فلن يتم الآن بعد أن بدأت تتضح الأمور وبعد أن سطا المخلوع على مشروعكم الوطني منذ ثلاثون عاما، وأنتم ما كنتم إلا سلالم كان المخلوع يتسلق بوجودكم ويستفيد أيما استفادة من سجلكم الأبيض، لكن اليوم لن يرحمكم التاريخ أن ظللتم تراهنون على الحصان الخاسر، لأن الوطنية لها أماكن أنظف من حظيرة حصان المؤتمر. لذا وجب على الرئيس هادي أن يعلن تخليه عن حزب المؤتمر وأن يكون رئيس لليمن وأن لا يُضيع وقته من أجل رئاسة حزب لا نفع منه، ومادام المخلوع يبذل المستحيل من أجل البقاء فيه ليس لشيء إلا لسبب واحد وهو أن يطلق عليه لقب رئيس حتى ولو لم يعد رئيس!
وهنا سؤال يطرح نفسه ويهمس في الآذان التي لازالت سماعة للخير، بالله عليكم هل لازلتم ترجون خيراً من المؤتمر؟ ألم يحن الوقت لحزم أمتعتكم وإعلان الرحيل منه؟ أم أن هناك ضغوط تُمارس عليكم؟ لكننا نقول لكم ما يمارس عليكم اليوم لن يكون أشد مما تم ممارسته على أولئك الشرفاء الذين تركوا هذا الحزب في 21 مارس من العام الماضي وسجلوا موقف لن ينساه لهم التاريخ فما أنتم فاعلون أمام ما فعلوه من قبلكم؟