كم بدت ثورة (25) يناير المصرية جميلة ومذهلة... قدم المصريون من خلالها دروس الحرية للعالم.. لم تجف بعد دماء الشهداء... لوحة ميدان التحرير ما زالت مرسومة في ذاكرة كل حر.. بصمات الانتخابات استطاعت أن تثبت أن الشعب المصري قادر على اختيار من يحقق أهداف ثورته وأن يرفض كل محاولات الفلول الضاربة في أعماق مؤسسات الشعب المصري مستعينة بمليارات الدولارات من الاموال التي جمعت عن طريق السرقة والفساد.. وبقنوات ومنابر إعلامية داخلية وخارجية سعت من خلالها العودة بالثورة الى حكم (مبارك) ب(شفيق).. لكن محاولاتهم باءت بالفشل.. أظنكم تتذكرون تلك اللحظة التاريخية التي حبس الشعب المصري ومعه الملاين فيها أنفاسهم وهم ينتظرون نتيجة الانتخابات الرئاسية. هناك من كان يعتقد أنه الثورة والثورة هو ويشن حرباً على الإخوان ومرشحهم كم كنت أتألم وأنا اسمع تلك العبارة اللعينة (قوى الثورة بين أسوأ الخيارين اما أن تختار الإخوان واما الفلول)... من كان يصدق أن المرشح (صباحي) سينفث في روع أتباعه أنه هو فقط من يستحق أن يكتب اسمه على ورقة الانتخابات ولو كان ذلك بعد خروجه من الحلبة وأعداء الثورة يحيطون بها من كل مكان ويرفض أن يصوت (لمرسي)... لم يكن صباحي وحده من يعلن عن أنانيته بل كان الى جواره الكثير من الشخصيات التي راحت تعلن عن نفسها بممارسات وتصريحات حمقا لا تمت الى الثورة والثوار بصلة فراحوا يرسمون وجوههم على جدران الثورة غير أن دمامة وجوههم كانت تقودهم إلى أن يكونوا أول الفارين منها فيسعون للتخلص منها (بشخبطات) على تلك الجدران الجميلة وتلك الوجوه المؤثرة.. ولعل ما نشاهده هذه الايام من شخبطات هو الجزء الاخير من تلك الممارسات القذرة... لو كان هؤلاء يعلمون مسبقا قبح صورهم لما راحوا يتسابقون على رسمها بتلك الحماسة وذاك الشره..!!