يواصل أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح السيطرة على ميدان التحرير بوسط العاصمة اليمنية صنعاء للعام الثاني على التوالي، رغم انتهاء فترة ما كان يسمى ب«الشرعية الدستورية» لصالح التي كانوا يخيمون للدفاع عنها. وخيم أنصار صالح في ميدان التحرير في الثاني من فبراير من عام 2011، عشية مهرجانات غضب دعت لها أحزاب اللقاء المشترك ضد إجراءات النظام آنذاك وشكلت شرارة للانتفاضة التي أنهت حكم صالح الذي استمر 33 عاماً.
وتتناثر عدد من الخيام المهترئة في ميدان التحرير، وسط انحسار أنصار صالح في عدد من الباعة والعاطلين عن العمل، الذين وجدوا الخيام ملاذاً للنوم والسكن فيها.
وما إن تطأ قدماك ميدان التحرير حتى تشعر بأن من يسكنون تلك الخيام لا يزالون يعيشون فترة حكم صالح، مع انتشار عشرات الصور واللافتات الكبيرة التي تحمل صوره مكتوباً عليها «رئيس اليمن».
أحد المعتصمين: «وعدونا برواتب وضمان اجتماعي وما جابوهاش لليوم واحنا لا زلنا أوفياء مع الزعيم حتى اليوم» وتمكنت عدسة «المصدر أونلاين» بالتزامن مع حملة النظافة التي شهدتها العاصمة، من الولوج إلى قلب التحرير والتقاط عدد من الصور، في الوقت الذي حاول من تبقى من أنصار صالح كسر الكاميرا، لمنع التقاط الصور.
لا يعرف من تبقى من أنصار صالح، ما يدور خارج مخيمهم، سوى أنهم وجدوا تلك الخيام ملجأً يؤويهم من التشرد، بعدما وجدوا أنفسهم لا يجدون منزلاً يسكنون فيه، فيما لا يهتمون بما يحدث خارج تلك الخيام.
في خيمة تسمى «شباب آنس»، سألت أحد المتواجدين فيها عن فترة إقامته بالمخيم، فأجاب بالقول إنه منذ أن اندلعت الاعتصامات جاء «ليحمي الشرعية من مؤامرات أحزاب المشترك» على حد قوله.
أحد المسنين طلب التقاط صورة له قائلاً «صورنا عشان الزعيم يعرف اننا ما زلنا هنا»، وحينما سألته لماذا؟، رد بالقول «وعدونا برواتب وضمان اجتماعي وما جابوهاش لليوم واحنا لا زلنا أوفياء مع الزعيم حتى اليوم».
على جانب الميدان، يوجد أحد الباعة البساطين يتغنى بصور «الزعيم» ونجله العميد أحمد، قائد الحرس الجمهوري، بينما هو بعيد عن قريته وأسرته منذ عدة أشهر بسبب عدم تمكنه من توفير مبالغ مالية للعودة إلى بلدته البعيدة.
ولا تزال الاعتصامات قائمة في ميدان التحرير «مؤيدي صالح»، وشباب الثورة «ساحة التغيير جامعة صنعاء»، بالرغم من رحيل صالح عن السلطة.