تقرير: فضل دربان الرياضة في محافظة الضالع أصبحت خلال العشر السنوات الأخيرة في نفق مظلم؛ بسبب انعدام البنية التحتية للأندية، وكذا عدم اهتمام السلطة المحلية بالرياضة وبالأندية في ممارسة كافة الألعاب التي كان لها حضور في البطولات المحلية.
رياضة الضالع اليوم هوت وتبخّرت إلى غير رجعة, نتيجة لأن القائمين على الرياضة وعلى الأندية لا تجمعهم أي صلة أو علاقة بممارستها مما لا يدع مجالا للشك بأن الأمور تسير إلى الأسوأ ما لم يكن هناك صحوة ضمير من قبل المعنيين بدعم الرياضة وإعادتها إلى أطوار المنافسة.
- (الصمود) نادي "الصمود" أقدم الأندية وأعرقها وأكثرها شهرة وشعبية على مستوى المحافظة وأكثرها خلال حقبتي السبعينات والثمانينات.
أصبح اليوم مجرد اسم لا يُسمن ولا يُغني من جوع، ولم يعد لديه ما يُذكر من انجاز حتى ألعاب الظل هي الأخرى توقفت عن النشاط باستثناء لعبتين أو ثلاث، ومنها كرة القدم التي هوت إلى قعر الثالثة، ولم تقم لها قائمة.
مشكلة نادي الصمود تكمن في إدارته السابقة، التي أهملت أنشطته وفرطت في ملعبه الذي دخل في صراع مع مالكي الأرضية الذين طالبوا بتعويض وصل إلى 100 مليون ريال, الأمر الذي قضى على آمال وتطلعات أبناء النادي بعد أن تفاءلوا واستبشروا خيرا بقدوم الإدارة الجديدة، لكن الوضع لم يتغيِّر بل إن الأمور ازدادت سوءاً مع هذه الإدارة التي لم تأتِ بجديد ولم تغيّر شيئا في النادي، واستمرت على نفس الموال؛ رئيس النادي في صنعاء طالع نازل والأمين العام غير موجود وبقية الاعضاء كل منهم يغنِّي على ليلاه، ومع ذلك كنا حريصين أكثر على معرفة ما يدور في النادي من هموم ومشاكل، وتواصلنا مع الأخ مقبل مثنى، رئيس النادي، إلا أنه هو الآخر كان في صنعاء..
"النصر" .. بداية "الميل خُطوة" نادي نصر الجليلة مازال لديه الكثير والكثير في تخطي بعض الصعاب، وإن كان قد قطع مرحلة لا بأس بها من حيث تجهيز المبنى والملعب والصالة الرياضية ومكتبة ثقافية، إلا أن ذلك ليس كافيا.
الأخ فضل عبده، رئيس النادي، طرح عددا من النقاط؛ أهمها: قلة الدعم المادي وتوقف دوري القدم وغياب البنية التحتية للأندية, والملاعب غير الصالحة ومكتب الشباب في المحافظة ليس له وجود على أرض الواقع, بالإضافة إلى توقف أعمال مشروع الملعب الدولي في المحافظة منذ ثلاث سنوات, كما يُعاني نادي النصر إلى الآن من عدم توفّر وسيلة مواصلات رغم الأوامر الصريحة من وزير الشباب والرياضة بصرف باص للنادي.
للأسف، الرياضة في الضالع تفتقد للدعم المادي والاهتمام سواءً على مستوى السلطة المحلية في المحافظة أو على مستوى وزارة الشباب والرياضة.
حقيقة، نصر الضالع مثله مثل بقية الأندية؛ نادٍ قابع في مربّع الهموم والمشاكل، "ولا حياة لمن تنادي".
"الوصل" .. "بداية الغيث قطرة" عند ما حاولنا التواصل مع الأخ عبد الرحمن علي حمود، رئيس نادي الوصل، الذي يبعد مقره عن المدينة حوالي كيلو ونصف لمعرفة أوضاع النادي، وما هو الجديد, أبدى "فريد"، وهو اللقب المحبب لرئيس النادي, تجاوبه معنا في الموافقة على اللقاء, لكنه وبعد ساعات قليلة اعتذر في اليوم الأول ثم في اليوم الثاني، وهكذا دون أن نعرف أسباب رفضه.. والعجيب في الأمر أن نادي الوصل لم يظهر على الساحة الرياضية في المحافظة إلا منذ أعوام قليلة، ومع ذلك فإن أغلب الأنشطة في النادي لا تمارس وملعب النادي لا يصلح حتى لمصارعة الثيران، وكأن الحال يقول: "ابعد عن الشر وغني له"، وإن غياب الأنشطة وبقاء فريق القدم في الثالثة أفضل له من الظهور إلى النور؛ أو بمعنى أصح "لا تفتش مغطى ولا تغطِّي على مفتوش".
- الشباب والرياضة مكتب الشباب والرياضة، الذي يعد واجهة الرياضة في المحافظة، هو الآخر أشبه ب "مغنِّي جنب أصنج", مكتب لا يعرف عن الأندية شيئا، وما هي الألعاب التي تمارس فيها. باختصار، مدير المكتب ليس رياضيا وليس من أبناء أي لعبة، وكل ما يهمه فقط الدوام بشكل تقليدي في مكتبه، وعند سؤالنا له عن مدى وأهمية دور المكتب في تطوير الرياضة؟ أجاب: المكتب ليس له علاقة بالأندية، وإنما الأندية هي المسؤولة عن نفسها، وهي تتحمل سبب تدنِّي المستوى في العابها، مضيفاً أن كل شيء يأتي مباشرة إلى الأندية، ومكتب الشباب يتحمّل فقط متابعة كل ما يتعلق بالدّعم. مؤكدا "نحن وفّرنا الصالة والملعب.. باختصار المكتب لا يتدخل في شؤون الأندية".
الخلاصة من هذا كله، أن الأندية الرياضية في الضالع تعيش في وادٍ ومكتب الشباب في وادٍ آخر, والأندية تشكو همومها وتشكو غياب إدارة الشباب والرياضة وغياب الأنشطة, مقابل مكتب الشباب والرياضة الذي يرفع شعار "لا اسمع، لا أتكلم، لاأرى" في وجه الأندية المغلوب على أمرها, والضحية في نهاية المطاف هي الرياضة في الضالع بكافة أنواعها، والتي لم تشهد أي تطور منذ نصف قرن تقريبا.