قتل شاب في مدينة تريم محافظة حضرموت اليوم الاثنين إثر مصادمات مع قوات الجيش المنتشرة في المدينة بعد دعوة فصائل الحراك الجنوبي لعصيان مدني. وقالت مصادر محلية وأمنية إن اشتباكات مسلحة بين الطرفين أدت إلى مقتل الشاب «رامي محفوظ البر»، حيث بدأت عناصر الحراك في استخدام الزجاجات الحارقة والألعاب النارية باتجاه سيارات الجيش المرابطة في المقرات والمنشآت الحكومية.
واتهمت عناصر الحراك قوات الجيش بمقتل الشاب، وهو ما نفاه مصدر عسكري رفيع ل«المصدر أونلاين» أن تكون الطلقة التي قتلت رامي من قبل الجيش، موضحا أن التحقيقات كشفت ان مصدر الطلقة كان من الاتجاه الآخر، مضيفا أن الشاب سقط في شارع لا توجد فيه أي أطقم تابعة للجيش حسب الخطة الأمنية في المدينة.
وقال المصدر «إن أعمال شغب قامت بها عناصر الحراك المسلح من إطلاق النار العشوائي على أطقم الجيش المرابطة في المدينة لحفظ الأمن، وحرق الإطارات وغلق الشوارع».
وأكد مصدر أمني رفيع في وادي حضرموت أن ما وصفها «أعمال شغب» قامت بها مجموعات من عناصر الحراك بالاعتداء على الجيش والمرافق الحكومية، وهو ما أدى إلى حدوث صدامات.
من جهة أخرى نفى قيادي في حزب الإصلاح بالمدينة شائعات رددها أنصار الحراك بشأن وقوف الحزب وراء الحادثة، أو قيامه بالتعاون مع الجيش بإعطائه معلومات حول الشاب.
وأفادت مصادر محلية إن عناصر تتبع الحراك أحرقت الإطارات وجذوع النخيل على المدخل الرئيس للمدنية، حيث تفاجأ عمال البناء في المدينة عند ذهابهم فجراً إلى أعمالهم بقطع الشوارع.
وتعمل الشريحة الكبيرة من أبناء المدينة في مجال البناء وهو ما أثار غضبهم وما أعاق ذهابهم إلى أعمالهم.
وكانت عناصر الحراك استقدمت ليلة أول أمس سيارة محملة بإطارات وجذوع نخيل لاستخدامها في قطع الشوارع وإثارة الفوضى. حسب مصادر محلية.
وبحسب شهود عيان فإن عناصر الحراك جابت شوارع المدينة وأجبرت الباعة بإغلاق محلاتهم عبر مكبرات الصوت، وعمال البناء على مغادرة أعمالهم تنفيذا للعصيان.
ودارت مناوشات ومصادمات في قلب المدينة بين ملثمين من الحراك وقوات الجيش في المدينة.
وتعد حادثة القتل هي الأولى التي تشهدها مدينة تريم رغم أن المدينة لم تشهد أحداث عنف وفوضى خلال الفترة الماضية التي شهدت معظم مدن المحافظة توترا وأعمال عنف.
وكانت المدينة قد شهدت خلال اليومين الماضيين، فرض عصيان مدني بالقوة وتعطيل المدارس باستخدام المفرقعات، والاعتداء على بعض المعلمين من قبل عناصر تتبع فصيل من الحراك، كما أجبروا بعض المرافق الحكومية منها مقر السلطة المحلية على الإغلاق.
وأشارت مصادر أن قيادة الحراك في المدينة اجتمعت مساء السبت الماضي لمناقشة العصيان المدني، مضيفة أنهم اختلفوا حول سلمية العصيان من عدمه.
وكانت الأجهزة الأمنية بوادي حضرموت عممت خطة أمنية تزامنا مع انعقاد الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار، ودعوات الحراك لعصيان مدني بالمدينة.
وبُذلت جهود يمنية ودولية لإقناع قيادات في الحراك توصف بأنها «متشددة»، للمشاركة في مؤتمر الحوار، لكنها فشلت، إذ تطالب تلك القيادات بحوار بين «الشمال» و«الجنوب»، والأخير يمثله الحراك الجنوبي، ويقام الحوار خارج اليمن برعاية دولية.