دعا المعارض المقيم بالخارج ومحافظ أبين الأسبق محمد علي أحمد أبناء المحافظات الجنوبية إلى رفض خيار الفيدرالية كحل للقضية الجنوب. وقال أحمد في كلمة ألقاها بالنيابة عنه ناصر الفضلي في مهرجان التصالح والتسامح الذي أقيم صباح اليوم الأربعاء بمحافظة أبين بدعوة من الحراك الجنوبي "إن مشروع الشعب الجنوبي هو فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب المستقلة (...) فلا الفيدرالية لها محل ولا غيرها من الحلول التي تفي بمتطلبات الشعب الجنوبي ولا تعطيه حقه ولا تلامس نبض الشارع الجنوبي". ودعا أحمد أبناء الجنوبيين إلى "رص الصفوف" ومواصلة النضال للتوصل إلى ما أسماه ب "الاستقلال الثاني" وقال:"أناشدكم ان ترصوا الصفوف، وأن لا تسمحوا للعابثين بأن يفكوا تراصكم وينهشوا تماسك صفكم". وأضاف أن اتخاذ شعب الجنوب للتصالح والتسامح أساساً بدأ منه ثورته وحراكه العظيم (...) جمعت الجنوبيين صوب تحقيق فك الارتباط واستعادة دولتنا الجنوبية المستقلة، وبدون التصالح لن يمضي إلى النصر". من جانبه، دعا نائب الرئيس اليمني السابق أبناء المحافظات الجنوبية إلى الوحدة ورص الصفوف، وقال في بيان – تلقى المصدر أونلاين نسخة منه – "إن الدرس الذي نحن مطالبون اليوم باستيعابه جيدا، هو إن وحدتنا الجنوبية هي رصيدنا الوحيد الذي يجب ألا نفرط به، مهما كانت الأسباب، فهي- يقصد الوحدة الجنوبية- مصدر قوتنا وعزتنا وكرامتنا، وطريقنا الوحيد إلى حق تقرير المصير". وتابع "أدعو الجميع في كافة المواقع، إلى ضرب المثل في الحرص على التلاحم ، وتغليبه على كافة الحساسيات والحسابات والمصالح". وأضاف "لقد كان لوحدتكم صداها الكبير في نظر العالم، فلو لم تقفوا صفا واحدا في وجه الغزاة لبقيت قضيتكم مهمشة وحراككم منسيا". حد قوله. وأشاد البيض بما وصفه "الإنجاز الكبير" الذي حققه "أبناء الجنوب من خلال الحراك السلمي الميمون". معتبراً إحياء ذكرى مذبحة 13 يناير بالتصالح والتسامح "فرصة لإستقاء الدروس والعبر من تاريخنا الناصع". كما حذر في كلمة ألقاها عبر الهاتف في مهرجان التصالح بأبين مما أسماها ""مخططات نظام صنعاء" داعياً كافة أبناء الجنوب إلى عدم الانجرار وراء محاولات "الفتنة اليائسة"، التي تعمل على تقسيم الجنوبيين، وتحويلهم إلى معسكرات متحاربة ومتناحرة، قائلاً "إن حسكم الوطني العالي، ويقظتكم هما الكفيلان بإفشال المخطط". وقد دعا بيان صادر عن مهرجان "التصالح والتسامح"، مجلس الأمن وجامعة الدول العربية الالتفات إلى ما وصفوه ب"معاناة شعب الجنوب" في ظل ما أسموه "الاحتلال الهمجي". وقال البيان "نتوجة بالدعوة إلى الهيئات والمنظمات العربية والإقليمية والدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي إلى الالتفات وعدم السكوت إلى معاناة شعبنا في الجنوب الواقع تحت الاحتلال الهمجي". مجدداً في الوقت ذاته رفض قوى الحراك للعنف والتمسك بالنضال السلمي الديمقراطي حتى استعادة ما أسمها "دولة (ج.ي.د.ش) بكامل حدودها وعاصمتها عدن". ودعا البيان جميع قوى الحراك إلى الاستمرار في النضال السلمي، وتصعيده لتحقيق "الهدف المنشود، ونيل الاستقلال" حد تعبيره. وأكد على ضرورة ما أسماه "وحدة الصف الجنوبي، واستكمال الحوار بين مكوناته والتحضير لانعقاد المؤتمر الوطني للحراك الجنوبي السلمي". وكان الآلاف قد شاركوا في مهرجان دعا إليه الشيخ طارق الفضلي في أبين صباح اليوم الأربعاء. بينما اعتبر وزارة الداخلية اليمنية دعوة الحراك لإحياء ذكرى مذبحة 13 يناير ، دعوة لتوحيد الحراك مع تنظيم القاعدة. حسبما جاء في تصريحات لنائب وزير الداخلية اللواء الركن صالح حسين الزوعري. وسخر اللواء الزوعري – وهو من أبناء محافظة أبين – من الدعوة التي أطلقها من وصفهم ب"القتلة" للاحتفال بمثل هذه المناسبة "المشئومة"، والتي قال "إن الوطن خسر فيها كوكبة من أبرز قياداته التاريخية". ونقل موقع مركز الإعلام الأمني التابع للداخلية أمس عن الزوعري قوله "أتساءل كيف يتجرأ هؤلاء القتلة الملوثة أياديهم بدماء الشهداء على الدعوة إلى احتفال بمثل هذه المناسبة المشئومة، التي خسر فيها الوطن كوكبة من أبرز قياداته التاريخية، وفي مقدمتهم فتاح، وعنتر، وشائع، ومصلح، وكيف يمكن لهم أن يعتذروا لأبناء الشهداء، ومئات النساء الأرامل ، والأمهات الثكالى". وأشار إلى أن الهدف الرئيسي من إقامتهم للمهرجان ليس المصالحة والتسامح، وإنما إشعال حرائق جديدة في اليمن، من خلال الدعوة إلى تمزيقه، وإشاعة الكراهية والبغضاء بين أبناءه. حسب تعبيره. ودعا نائب وزير الداخلية "أبناء شهداء مذبحة 13 يناير، إلى المطالبة بالقصاص من قتلة أبائهم"، والذين يحاولون اليوم -كما قال- قتلهم مرة أخرى، من خلال تمجيد ذكرى يوم ال 13 من يناير، والاحتفال بها كإنجاز تاريخي لهم.