وسط خلافات ارتفعت وتيرتها بشكل سافر بين قيادات ما يسمى ب"مجلس الثورة الجنوبية" والجهادي طارق الفضلي الذي يتزعم ميدانيامايسمى"مجلس الحراك (حسم) " ويقوده في الخارج نائب رئيس الجمهورية السابق علي البيض ، يتوافد العشرات لإحياء مهرجان التصالح والتسامح والتضامن المزمع عقده بمحافظة أبين اليوم الأربعاء تزامناً مع ذكرى الأحداث الدموية التي شهدها الجنوب في ال13 من يناير 1986 إثر صراع على السلطة في عهد ما كان يعرف ب"جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" وذهب ضحيتها أكثر من 11 الف قتيل من أبناء المحافظات الجنوبية . وقالت مصادر محلية بمحافظة أبين ل"الوطن" إن المليشيات المسلحة التابعة للقيادي السابق في القاعدي " طارق الفضلي" تنتشر في شوارع زنجبار توزع منشورات لاصحاب المحلات التجارية تمنعهم من فتح محلاتهم صباح اليوم الاربعاء وكذلك عدم ذهاب الموظفين الى اعمالهم في ظل تراجع أمني واضح تفادياً لوقوع مصادمات بين تلك العناصر المسلحة "الجهادية" في ظل منشورات تحريضية وتعبئة واضحة ضد أبناء المحافظات الشمالية والسلطات الرسمية . ورداً على مهرجان الحراك سخر نائب وزير الداخلية اللواء الركن صالح حسين الزعري، من الدعوات التي يطلقها من وصفهم ب"القتلة"، للاحتفال بمثل هذه المناسبة "المشئومة"، والتي قال "إن الوطن خسر فيها كوكبة من أبرز قياداته التاريخية". ونقل عن الزوعري قوله "أتساءل كيف يتجرأ هؤلاء القتلة الملوثة أياديهم بدماء الشهداء على الدعوة إلى احتفال بمثل هذه المناسبة المشئومة، التي خسر فيها الوطن كوكبة من أبرز قياداته التاريخية، وفي مقدمتهم فتاح، وعنتر، وشائع، ومصلح، وكيف يمكن لهم أن يعتذروا لأبناء الشهداء، ومئات النساء الأرامل ، والأمهات الثكالى". واتهم الزوعري القائمين على هذا المهرجان بالسعي لتوحيد الحراك الجنوبي مع تنظيم القاعدة، لتشكيل ما أسماه "جبهة معادية لليمن وأمنه واستقراره"، مدللاً ذلك بدخول الرئيس السابق علي سالم البيض "خط المصالحة، وهو الذي أراد تمزيق الوطن عام 1994م". على حد قول الزوعري. وأضاف اللواء الزوعري "إذا كانوا حقا من دعاة المصالحة، فقد سبقهم إليها فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، قبل حوالي 20 عاما، وبالتحديد في ال 22 من مايو 90م، عندما دعا أبناء اليمن جميعا إلى التسامح والتصالح وطي صفحة الماضي، فلماذا حينها لم يتصالحوا، وظلت أحقادهم كامنة في صدورهم طيلة 20 عاما". وأضاف "إن أمثال هؤلاء الموغل تاريخهم بالدم والأحقاد والمؤامرات والدسائس، عاجزون عن القيام بأي مصالحة، لأنهم لم يتعلموا سوى إراقة الدماء، وليس التسامح والمحبة". وأشار الزوعري إلى أن الهدف الرئيسي من إقامتهم للمهرجان ليس المصالحة والتسامح، وإنما إشعال حرائق جديدة في اليمن، من خلال الدعوة إلى تمزيقه، وإشاعة الكراهية والبغضاء بين أبناءه. حسب تعبيره. ودعا نائب وزير الداخلية "أبناء شهداء مذبحة 13 يناير، إلى المطالبة بالقصاص من قتلة أبائهم"، والذين يحاولون اليوم -كما قال- قتلهم مرة أخرى، من خلال تمجيد ذكرى يوم ال 13 من يناير، والاحتفال بها كإنجاز تاريخي لهم. وكانت أحداث دامية قد وقعت يوم 13 يناير 1986م في مدينة عدن عاصمة ما كان يعرف ب" جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"، أدت إلى مقتل قرابة 11 ألف شخص خلال 10 أيام، في أكبر تصفية سياسية بين جناحي السلطة آنذاك.