نُحيطكم علما كونكم رئيس جمهورية اليمن المؤقت ولفترة حرجة من تاريخها بأنك رئيس اليمن فعلاً وبأنك أنت وحكومتك أمام مسؤولية تاريخية يجب عليكم أن تتحملوها وأن تجنحوا بسفينة الوطن إلى بر الأمان! إن ما يحدث اليوم في وطنك يشكل وصمة عار في تاريخك وستُدرج ضمن قائمة الحكام الفاشلين إذا ما استمر الحال على ما هو عليه..
فهل تعلم بأن نسبة الجريمة المتفشية أصلا زادت رقعتها وتنوعت أساليبها لدرجة استباحة الدماء في وضح النهار دون خوف أو رادع، أتعلم بأن الجمهورية شهدت العديد من الجرائم المتنوعة بداية بإسقاط الطائرات وإنتهاءً بقتل طفل لم تكتمل فرحته بربيعه الثالث عشر؟!
وهل تعلم بأن أبناء الشعب قد بلغت بهم حالة القهر والامتعاض إلى درجة الترحم للعهد البائد وهذا لأمرُ يُراد!
وهل تعلم بأن الوطن في ذمتك وبأنك واقف في يوم لن تنفعك قبيلة ولا طائفة ولا عائلة ولا منطقة؟!
وهل تعلم بأن اليمن اليوم تغلي على صفيح بركان وتكاد تكون نقطة الانفجار وشيكة لا محالة؟!
قد يكون من الإجحاف تحميلك وحدك مسؤولية ما يجري ولكن القيادة الرشيدة من مهامها تجميع القوى والتأليف بينها لتصنع معادلة التغيير الحقيقية، ولتتغلب على كل من يحيك لشخصك من أجل أن يستأثر باليمن غنيمة أبدية له ولأتباعه تحت أي عباءة كانوا ولكنهم إتحدوا من أجل إسقاط اليمن في قبضتهم من جديد..
ورغم أنا نعترف بأنك لست الملام الوحيد على ما يحدث ولكنك أنت من بيدك أن تخلق تلك المعجزة كونك رئيسا توافقيا اتفقت عليه قوى الخارج قبل قوى الداخل؛ أي تملك الدعم الذي حُرم منه سابقك وبهذا خسر ما كان يعتقد بأنه يملك، وبما أن هناك قطاعا كبيرا من الشعب اليمني يسعى للتغيير ويجنح إلى السلم ويريد أن يعيش بسلام وأغلبيتهم من المستقلين والشباب الذين يبحثون عن بلد آمن يكتنف أحلامهم، ويحقق لهم الأمن والحياة الكريمة التي يسعون إليها فإنك قادرعلى إحداث التغيير فعلا..
يحتاج الشعب أن يلمس تغييرا ولو طفيفا يساعدهم على تحمل سوء الظروف المعيشية ولذلك توجب عليك أن تُشعرهم بذلك من خلال عملية إنقاذ وإسعاف أولي لبعض الأمور والتي تهم المواطن فعلا مثل قضية الكهرباء، ومعاقبة المتسببين بهذا الأمر، ومثل تحقيق بعض من الاستقرار على الصعيد الاقتصادي من خلال تثبيت الأسعار وتحجيم بعض التجار ومنعهم من المزايدة بالأسعار وإثقال كاهل المواطن بما لا يستطيع، كما كان بإمكانك أن تفتح ذراعيك ومكاتبك لتستقبل أبناء اليمن من المثقفين والمبدعين ومن ذوي الكفاءات والإختصاص وتشكل منهم مجلس إستشاري يساعدك على فهم الأوضاع ويضع لك خطوطاً عريضة للخروج من هذه الأزمة والأزمات المفتعلة لإفشال مهمتك السامية والنبيلة..
هادي.. لا أستطيع إلا أن أقول إنه بقدر ما نؤمل فيك من النجاح في إنقاذ اليمن وترسيخ قيم العدل ودولة المؤسسات، نخشى بأن يُخلد اسمك في خانة الفاشلين إن عجزت عن إخراج اليمن من عنق الزجاجة والتي حشرنا فيها سابقك ومازال في سعيه دائباً ليثبت فشلك للعالم ولتتحقق النبؤة التي بشر بها هو ومؤيدوه منذ زمن الجهل الأول بأن مالنا إلا هو...
فاعقلها بالاستشارة والاستخارة وتوكّل والشعب من بعدك سيسعى دائباً من أجل اليمن!