في كل مرة تنبعث رائحة فساد نتنة لواحد من المسؤولين الكثر الذين فتكوا بثروة هذا البلد بأنيابهم السامة ، وهنا يتبين حجم الثقب في ميزانية الدولة الذي تتسرب منه الأموال العامة لتبقى البلد تحت التهديد. أكثر ما يتثير الغضب هو أن يبقى أولئك على رأس مؤسسات الدولة تسوّقهم أبواق الدفع المسبق التي لا تجد لها صدى الا عند المستبقرين الذين يأكلون كما تأكل الانعام والضياع مثوى لهم.
ان فضائح الفساد المتواترة التي تصاحبها معدلات مخيفة للفقر والبطالة تستدعي الاستيقاظ والانتباه وتحرك فاعل من خلاله يتم تقديم ملفات الفاسدين الى المحكمة ومحاكمتهم غيابيا حتى توجد مؤسسة امنية تجرّهم الى خلف القضبان ، ليبقوا تحت تهديد العدالة والرقابة الشعبية ذلك حتى يكفوا عن فسادهم المتغول في الجرح الدامي لهذا الوطن. لن يكون مجديا زمجرة بعض المسؤولين بأموال المانحين ودعمهم لليمن في ظل بقاء سرطان الفساد يبتلع أرقاما خيالية من ميزانية الدولة دون رقيب او حسيب أو رحمة لأنات اليمنيين المتعبين.
ما حكّ جلدك غير ظهرك هذا ما لم تفهمه الحكومة التي تستجدي الخارج المذّل ، وتنسى ان مشكلتنا في فساد أبناء جلدتنا الذين لن يردعهم الا المحاكمة والعزل السياسي فممارستهم للسياسة تهديد مضاد لاي تحرك يقودهم الى محكمة الاموال العامة ، بالاصافة الى إسترجاع ما نهبوا من أموال وثروات كفيلة بأن تغنينا عن الدعم الخارجي. [email protected]