أعلنت هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني منع أي وقفات احتجاجية أو قراءة بيانات داخل قاعة المؤتمر بعد يوم من قيام ممثلين عن جماعة الحوثيين بتلاوة بيان دون إذن رئيس الجلسة. وكان ممثلو الحوثيين نفذوا وقفة أمس الاثنين احتجاجاً على أحداث الأحد الدامية في محيط مبنى الأمن القومي. ورفض رئيس الجلسة محمد قحطان السماح لعضو الحوثيين الدكتور أحمد شرف الدين بقراءة بيان الجماعة عن الحادثة، لكن الأخير أصرّ على اعتلاء منصة المتحدثين وقراءة البيان، دون أن يأبه لاعتراضات رئيس الجلسة، الذي اضطر قحطان لرفعها باكراً لمدة نصف ساعة وسط فوضى عمّت القاعة. ودامت الاستراحة لما يقارب الساعة، وعاودت أعمالها بقراءة بيان الحوثيين حول حادثة الأمن القومي، فيما واصل المحتجون تنفيذ وقفتهم أمام منصة الرئاسة، وبعد أن فرغ شرف الدين من قراءتها، طلب من المؤتمر قراءة الفاتحة على أرواح القتلى.
وقال بيان هيئة رئاسة مؤتمر الحوار «لا يسمح في الجلسات العامة بقراءة أية بيانات أو بلاغات أو أية وقفات احتجاجية، إذ يمكن أن تقام خارج القاعات بعد الساعة الواحدة والنصف ظهرا بعد التنسيق مع هيئة الرئاسة».
وأضاف «أي مكون أو أفراد لهم الرغبة في طرح قضية ما، أمام المؤتمر يجب أن يقدموا طلباً مكتوباً بذلك إلى هيئة الرئاسة والتي سوف تقرر ما إذا كان من المناسب أن تعرضه على المؤتمر العام وفقا لما يحدده النظام الداخلي للمؤتمر في هذا الشأن (المادتين 15/34)».
وتابع «مسؤولية هيئة الرئاسة تنظيم عمل المؤتمر وإدارته بشكل يؤدي إلى نجاحه ويجب احترام هيئة الرئاسة وأعضاءها ومكانتهم».
وقال البيان إن «مؤتمر الحوار معني بدرجة رئيسية بقضاياه وجدول أعماله، ويمكن للمؤتمر أن يقف عند أي قضايا أخرى بعد التنسيق مع هيئة الرئاسة. كما لهيئة الرئاسة الحق أن تصدر بيانات بالنيابة عن المؤتمر فيما تراه مناسبا كما لها أن تشكل لجان متابعة حسب ما تراه مناسبا ووفقا للقضية المطروحة».
ويترأس جلسة اليوم نائب رئيس مؤتمر الحوار سلطان العتواني.
وترأس جلسة مؤتمر الحوار أمس الاثنين محمد قحطان بدلاً عن نائب رئيس مؤتمر الحوار عبدالوهاب الآنسي.
وانتقد أعضاء في الحوار أمس نظام التصويت الالكتروني، وصعد سلطان البركاني بنقطة نظام، تمحور اعتراض البركان حول آلية التصويت الالكتروني التي ينبغي على المعترض فقط ضغط الزر، فيما يكتفي المؤيدون بالصمت، ووصف البركاني هذا الإجراء بأنه خيال غير متعارف عليه في العالم، متسائلاً: ولماذا لم تؤخذ موافقتنا واكتفيتم بموافقة لجنة التوفيق؟ داعياً: «الله لا وفقكم يا لجنة التوفيق»، كيف الصامت موافق والمعترض يصوّت، هذا مخالف لكل أنظمة العالم.. ليرد عليه عضو المؤتمر محمد الصبري في مداخلته التالية التي بدأها بالدعاء على البركاني «الله لا وفقك يا سلطان البركاني».
العضو حسين حازب طالب بإعادة الجهاز إلى المصنع لوضع زرين (ييس- نوو، نوو ييس) بدلاً عن «نووو» فقط.
وتركّزت مداخلات ونقاط نظام الأعضاء بشكل مكثف على نقد إجراءات التصويت، وقال نبيل الباشا إن التناقضات بين الإجراءات والنظام الداخلي هو الذي سيفشل المؤتمر أكثر من أي سبب آخر.
وقدّم أعضاء في المؤتمر مداخلات تطالب بمناقشة الأحداث التي وقعت في محيط جهاز الأمن القومي أول من أمس، وسقط فيها قتلى وجرحى، لكن رئيس الجلسة أكد على أن هناك جلسات خاصة ستخصص لمناقشة المواضيع خارج جدول الأعمال، كما اقترح دعوة الحكومة لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة، يشارك فيها أعضاء في مؤتمر الحوار الوطني، وإطلاع المؤتمر على سير أعمالها ونتائجها، وهو المقترح الذي وافقت عليه الجلسة، على ما يبدو.
استمرت الجلسة في ظل غياب هيئة الرئاسة كاملة، عدا حضور رئيس الجلسة محمد قحطان بعد الاستراحة، وهو ما أثار تساؤلات الأعضاء، ليرد عليهم قحطان مازحاً «ما فيش أحد أهم شي أنا الرئيس موجود الباقي غياب عادي.. مافيش معاكم إلا هذا الشيبة».