رغم أن رئيس الجلسة العامة لمؤتمر الحوار الوطني، يوم أمس الأول، اعتذر عن تأخر انعقاد الجلسة حتى التاسعة والنصف، وتمنّى عبدالوهاب الآنسي «بعدم تكرار ذلك ثانية»، إلا أن جلسة أمس الأحد انعقدت في الموعد ذاته. ترأس الجلسة النائب الرابع لرئيس مؤتمر الحوار الوطني، أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري سلطان حزام العتواني، الذي بدا حاداً وحازماً بصوته الجهوري، وصرامته في مواجهة الأعضاء، الذين يخرجون في نقاشاتهم أو نقاط نظامهم عن النظام أو موضوع النقاش.
نقطة نظام محمد غالب ضد الرعيني في بداية الجلسة، قدم نائب الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني ياسر الرعيني، الذي طالب أعضاء المؤتمر الالتزام باللوائح والأنظمة وبقرارات رئاسة المؤتمر وتركيز الحديث في موضوع النقاش والحرص على إنجاح جلسات المؤتمر بالطرح المفيد البعيد عن الشطط والإساءات للزملاء.
وتطرق الرعيني إلى آلية استلام المخصصات المالية للأعضاء، مبيناً أن البنك الذي اتفقت معه الأمانة العامة فتح فرعاً له في الفندق لتسهيل مهام الأعضاء، في استلام مستحقاتهم.
رفع القيادي الاشتراكي محمد غالب أحمد نقطة نظام، فاعترض على ياسر الرعيني، مشيراً إلى أنه لم يكن هناك من داعٍ لأن يتحدث الرعيني طالما أنه يقرأ من الشاشة الضوئية (البروجيكتر)، وقال «كنا بالأمس بحاجة لشخص يترجم رسالة من أبناء المهرة (أو أحد ممثليهم) كتبت اللغة المهرية، لكننا لسنا بحاجة لترجمة التعليمات من اللغة العربية».
كان الرعيني يقرأ فقرات من النظام الداخلي لمؤتمر الحوار الوطني ويضفي عليها بعض الملاحظات والتوضيحات، كما فعل أمين عام المؤتمر الدكتور أحمد عوض بن مبارك في اليوم السابق.
السلفيون.. الأكثر التزاماً قرأ مقرر المؤتمر الدكتور عبدالله سالم لملس كشفاً بعدد الغياب والحضور من كل القوائم بما فيها قائمة الرئيس منذ الجلسة الافتتاحية، وحتى جلسة أمس، وكانت الجلسات المسائية تشهد غياباً أكثر من الصباحية، مع تحجج البعض بعدم معرفتهم بوجود حافظة توقيع للفترة المسائية.
بحسب البيانات التي قُرئت حول الغياب، فقد كان لافتاً أن أعضاء حزب اتحاد الرشاد السلفي هم الأكثر التزاماً، وأيضاً اتحاد القوى الشعبية، وربما يرجع الأمر لتركيز اختيار ممثلي الحزبين؛ نظراً لضآلة تمثيلهم، وكان المؤتمر وحلفاؤه هم الأكثر تغيباً وانفلاتاً من الجلسات.
طرح بعض أعضاء المؤتمر في تعليقاتهم على قائمة الغياب مقترحات بعضها تتعلق بضرورة إعلان أسماء الغياب، والمساواة بين الأعضاء، وتطبيق النظام الداخلي عليهم من قبل الرئاسة والأمانة العامة للمؤتمر ولجنة الانضباط والمعايير.
العتواني: لا يحب الخروج عن الموضوع تحدثت إحدى عضوات المؤتمر، وكان ميكروفون قناة اليمن متنقلاً بين الأعضاء، ويبدو أنها خرجت في طرحها عن جدول الأعمال، فخاطبها العتواني قائلاً بحدّة: «لا يجوز الخروج على جدول الأعمال، خذوا الميكروفون للي بعده»، احتجت وردت قائلة «أنت تغتصب المايكروفون»، فرد عليها العتواني «أنتِ من اغتصب المايكروفون، وتريدين الحديث خارج النظام».
كان الدور قادماً على نائبه في حزبه، الأمين العام المساعد للتنظيم الناصري محمد مسعد الرداعي، الذي بدأ متحدثاً عن بعض الملاحظات، لكن سرعان ما قاطعه العتواني بحدّة زائدة «خارج الموضوع.. خارج الموضوع.. خارج الموضوع.. لا تضيعوش وقتنا»، ولم يفلح الرداعي في مواصلة حديثه.
كذلك فعل مع عبدالقوي رشاد الشعبي، الذي صعد المنصة، وتحدث، فبدأ العتواني يقاطعه، مع انتهاء وقته، ليقنعه الشعبي ببضع قُبل كان يرسلها بيده للعتواني في أخذ بعض الوقت يقل عن دقيقة، ليقاطعه العتواني مرّة أخرى، ويفصل عليه الصوت، منادياً بالتالي، فاحتج الشعبي فقال مافيش ديمقراطية، فرد العتواني إلا في ديمقراطية ونص، أنت تشتي ديمقراطية لصالحك.
تحدثت إحدى النساء، لتسدي بعض المقترحات المتعلقة بالاجراءات اللوجيستية والفنية، إذ اقترحت الاستعانة بنظام البصمة، وعمل ساعة حائطية كبيرة تنبه للوقت، وطالبت بحظر التدخين، وتخصيص أماكن محددة لها.
المرأة، أشادت بإدارة الدكتور ياسين سعيد نعمان لجلسة الأربعاء، ووصفته بأنه الأكثر كفاءة في إدارة الجلسات حتى الآن، مستدركة «مع احترامي لبقية النواب».
المساواة مع المشايخ وتحدثت متداخلة أخرى، متسائلة في سياق مداخلتها التي تطرقت فيها لما يتطرق له كثير أعضاء، حول مدى تطبيق النظام على الجميع «هل بنتساوى نحن مع المشايخ والوزراء والمحافظين والنواب»، ودون ان يرفع صوته (العتواني) وبينما هي مستمرة في حديثها، «أكيد بنتساوى»، قالها بهدوء كبير ربما رغبة في عدم مقاطعتها، وربما، لعدم قدرته على تأكيد وحسم هذا الأمر في ظل وجود مشايخ شخصيات نافذة تنتهك كل الإجراءات المنظمة للمؤتمر، وبما فيها الإجراءات الأمنية.
بن مبارك: ازعجتنا وارهقتنا قضية سلاح المشايخ وكأنه القدر جاء ليؤكد ما ذهبت إليه تلك السابقة في تساؤلها، إذ أبلغ أمين عام المؤتمر الدكتور أحمد عوض بن مبارك المؤتمر أن أحد المشايخ دخل بالعنف إلى المؤتمر مع مسلحيه، وأن العمليات أبلغوه أن الأمن قرر أن ينسحب، أضاف بن مبارك «هذه القضية أزعجتنا وأرهقتنا، ونبّهنا عليها كثيراً، ورغم ذلك لم نجد تجاوباً، ورأيت أن أطرح هذا الأمر على المؤتمر».
بعدها بدأت المداخلات تحتد كثيراً وتطالب بوضع حدٍ لهذه الانتهاكات، وما هي إلا بضع دقائق حتى رفعت الجلسة وقطع البث بعد أن أعلن العتواني عن جلسة استراحة، لكنه عاد بعد الجلسة ليطالب وسائل الإعلام -التي كانت نشرت أنباءً بأن فوضى تسببت في رفع الجلسة- بتحري الدقة والأمانة في نقل أخبار المؤتمر، مشيراً إلى أن الجلسة رُفعت للاستراحة وفقاً لخُطة عملها المقرة صباحاً، وهذا ما أوضحه في جلسة العمل المسائية.
جلسة مسائية باهتة اتسمت الجلسة المسائية بوضعها المعتاد، بُمشاركة وحضور باهت، مقارنة بحالها صباحاً، مع مقترحات ونقاشات صباحية مستفيضة لاعادة جدولتها، حتى إن منير الماوري رأى أن ثماني ساعات حضور للأعضاء هي مُملة وفوق طاقتهم بل إن المتابع يملها فكيف بالأعضاء.
تحدث مساءً أحد أعضاء المؤتمر، ويبدو أن العتواني أتاح له وقتاً إضافيا، فلما قاطعه العتواني: «خلاص انتهى وقتك».. رد غاضباً: «عادنا ما كملت حقي الدقيقتين».. فقال العتواني «قدهن 5 دقائق مش دقيقتين»، وأمام استمرار تذمر المتحدث، قال العتواني - مازحاً «راجع الغرب هم اللي صنعوا الساعة مش أنا».
كان العتواني يبدي شكره لقلة من الأعضاء يقدّمون حديثاً مقتضباً، ويتركون المايكروفون، أو يغادرون المنصة قبل أن يتدخل.. «شكراً، شكراً، شكراً على الالتزام بالوقت».
اعتصامات واحتجاجات في المؤتمر شهدت جلسة أمس وقفة احتجاجية أمام المنصة لبعض الوقت لعددٍ من الأعضاء احتجاجاً على الهجوم المسلّح الذي طال أمس الأول مرافقي وكيل محافظة الجوف، وعضو المؤتمر عن جماعة الحوثيين، عبدالواحد أبو رأس، وهو الهجوم الذي أدى لمقتل ثلاثة منهم، وإصابة اثنين آخرين، وفي تلك اللحظة صعد الدكتور أحمد شرف الدين لقراءة بيان باسم جماعة الحوثيين -التي باتت تطلق على نفسها اسم «انصار الله»-، أعلن فيه تعليق مشاركتهم في المؤتمر لمدة 24 ساعة، احتجاجاً على الهجوم على أحد أعضائهم، ومع وصول أحمد شرف الدين لقراءة عبارة تعليق مشاركتهم ضجّت القاعة، بين اعتراض وتأييد، ليستمر الرجل في رفع صوته وسط الضجيج بأن التعليق ل24 ساعة، وهو الإعلان الذي جاء مخالفاً لمواقفهم السابقة التي أكدت أنهم لن ينسحبوا من مؤتمر الحوار، وأن الهجوم كان استهدافاً للحوار، ولثنيهم عن المشاركة فيه.
تحدث أمين عام اتحاد الرشاد السلفي عبدالوهاب الحميقاني، معترضاً على الوقفة الاحتجاجية أمام المنصة، مشيراً إلى أن تقبل هذا الإجراء سيفتح الباب أمام كل تكتل للاعتصام أمام المنصة، وسيتحول الأمر إلى فوضى، لكن العتواني أكد له أن هذا الأمر يدخل ضمن حُرية الرأي والتعبير والمُمارسة الديمقراطية، وأن المؤتمر ديمقراطي، وليس من حق الرئاسة منع الأعضاء من الاعتصام.
في جلسة أمس، جلس حمير الأحمر في مقعد منتصف القاعة بين الأعضاء، في حين كان السفير الألماني بصنعاء يأخذ مكانه وحيداً في الجانب المخصص للسفراء الذين يحضرون كمراقبين، مع مترجمه الخاص الذي كان يهمس في أذنه بترجمة للمداخلات وتعليقات هيئة الرئاسة. وبالنسبة لهذا السفير، باعتباره لا يدخل ضمن سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية، فيشترط لحضوره دعوة من الأمانة العامة للمؤتمر وتنسيق مسبق معها.