لمَ لا نتوقف لوهلة للتأمل والتفكير بعيدا عن دوامة وإحباطات الواقع اليوم؟ ألا تتذكرون الأهداف النيلة التي خرجتم من أجلها؟ ألا تتذكرون المسيرة الشبابية التي خرجت تقول "بالروح بالدم نفديك يا صنعاء" صباح يوم السبت 19 مارس 2011، وتبعتها مسيرات تضامن تحركت من تعز وأنحاء اليمن صوب عدن، ورغم قمع العسكر تمكن بعض الشباب من الوصول والالتقاء بإخوتهم في عدن مرحبين بهم.
ألا تتذكرون ذلك الشعور العظيم بالانتماء لليمن والشعور بالفخر والاعنزاز والتفاؤل؟
هل تتذكرون الهدف السامي الذي ضحيتم من أجله وهو بناء دولة العدل والمساواة في وطن خالٍ من الفساد؟
اسألوا أنفسكم ما الذي حصل؟
لماذا استُدرجتم شيئاً فشيئاً بعيداً عن عقولكم وقلوبكم وأهدافكم وطموحاتكم؟ صرتم تفكرون بما يريده أعداؤكم وأعداء الوطن.
فريق يخوّن فريقاً، وفريق يكفّر فريقاً، لاحظوا المعارك الشرسة التي بدأت في الفيسبوك ومن ثم انتقلت الى الساحات والشوراع.
تحولت الأهداف النبيلة إلى أهداف تدميرية للوحدة الوطنية والوطن.. أفكار مشحونة بمشاعر الحقد والكراهية .. لماذا؟
فكروا يا رجال ونساء اليمن: متى في تاريخ اليمن الحديث والقديم كانت توجد هذه الاستقطابات والأحقاد .. انقسم المجتمع من أجل سوريا والبحرين ونسي اليمن .. ما علاقتي أنا بالسنة والشيعة وأمريكا وإسرائيل؟ لا يوجد مبرر لأن أدمر حياتي وحياة أولادي وأدمر وطناً عمره آلاف السنين.. فليذهبوا جميعاً للجحيم.
النظام البوليسي القمعي الفاسد الذي توعد بالحرب من طاقة الى طاقة منح الوقت والفرصة واستخذم كل إمكاناته وخبرته وأساليبه الخبيثة، زرع الفتنة بكل أصنافها، استخدم الأموال والإشاعات ولعب على التناقضات داخل الخيام وفي الساحات والمدن والأرياف، أحيا الصراعات التاريخية الحمقاء وأجج النزعات الانفصالية وتحالف الأعداء ضد اليمن من أجل الانتقام والعودة للسلطة، من أجل الملك والتوريث.
لماذا انشأت القنوات التلفزيونية ووظف آلاف بلاطجة الفبسبوك والمواقع الإخبارية، وانعدم النفط والغاز والكهرباء والأمن والاستقرار، لماذا استهداف الحوار ورئيس الدولة بالإشاعات والحرب النفسية الاستخباراتية الخبيثة؟
راجعوا انفسكم يا أبناء اليمن .. أنتم تساقون الى المحرقة بأيديكم وأرجلكم .. الطائفية والمناطقية والتقسيم والإذلال الاقتصادي وتقاسم الأرض والمصالح والنفط والغاز والبحر والأسماك والنفوذ.
وطن عاش عزيزاً معتزاً بهويته قرون عديدة لم نعد نسمع فيه "جنوبي وافتخر" أو "حوثي وافتخر" أو " الوحدة أو الموت" "دحباشي انفصالي" .. "سني شيعي" .. "تهامي حضرمي" .. "زيدي شافعي".