قتل مساء اليوم الثلاثاء الضابط عبد الله الفقيه أركان حرب قوات النجدة بمحافظة المهرة (شرق اليمن)، خلال قيام قوات النجدة بتفريق مظاهرة دعا لها أنصار الحراك الجنوبي، قبيل مؤتمر لندن المقرر عقده غداً الأربعاء. وفي حين أقامت قوى الحراك مهرجانات في عدد من المحافظات الجنوبية لمطالبة مؤتمر لندن بالضغط على الحكومة لمنح "شعب الجنوب حقه في الاستقلال"، نظمت السلطة المحلية بمحافظة عدن مهرجاناً موازياَ لمطالبة المؤتمر بحشد الدعم الدولي لمساندة مسيرة التنمية الشاملة في اليمن ودعم ومساندة اليمن في التصدي للإرهاب.
واختتمت قوى الحراك الجنوبي اليوم الثلاثاء فعالياتها الاحتجاجية التصعيدية والتي نظمها قبيل مؤتمر لندن، بمهرجان جماهيري كبير في مديرية ردفان بمحافظة لحج (جنوب اليمن) شارك فيه عشرات الآلاف من أنصار الحراك، في مهرجان عده مراقبون من أكبر فعاليات الحراك وأكثرها تنظيماً.
وطبقاً لمراسل "المصدر أونلاين" الزميل ياسر حسن، فقد ألقيت عدد من الكلمات التي طالبت مؤتمر لندن بوضع القضية الجنوبية على رأس جدول أعماله، "وإجبار نضام صنعاء على منح شعب الجنوب حقه في استعادة دولته وعلى قاعدة فك الارتباط". حد تعبيرهم.
وأعلن البيان الختامي للمهرجان – تلقى "المصدر أونلاين" نسخة منه- رفض قوى الحراك لما وصفها "سياسة التوطين في الجنوب"، واعتبروا ذلك "مساساً بحقوق وهوية الشعب الجنوبي". حد تعبيرهم.
وقال البيان الصادر عن ما بات يعرف باسم "المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوبي": إن السلطة تمارس سياسة الإفقار بحق "شعب الجنوب" بحيث أصبح يعيش تحت خط الفقر، ومهدد ب"المجاعة".
واتهموا السلطة ب"استباحة أرض وعرض الجنوب" بعد حرب صيف 1994، قائلين "إن الوحدة السياسية ما بين الدول والشعوب،عملية خاضعة لظروفها ولقدرتها على تامين مصالح أطرافها، ولذلك فهي قابلة للنجاح بقدر ما هي قابلة للفشل".
ونوه البيان إلى حق "شعب الجنوب" في استعادة دولته، والعيش "حراً أبياً"، مضيفاً إلى أنه "يخوض نضالاً سلمياً منذُ 7/7/94م وحتى اليوم ويقدم خيرة رجاله على دروب الحرية والاستشهاد في ساحات وميادين النضال السلمي الذين تحصدهم آلة نظام الاحتلال العسكري". حد وصفه.
وقال البيان "نطالب بحضور الموقف العربي والإقليمي الذي ظهر أثناء حرب صيف 94 م وتفعيله في الواقع الملموس، ونأمل أن يكون مؤتمر لندن مناسبة لإعادة تفعيل هذه المواقف".
وأضاف أن "شعب الجنوب يعلق على هذا المؤتمر أمالاً كبيره، آملين أن يؤدي إلى تفعيل قرارات الشرعية الدولية وتمكين شعب الجنوب من استعادة دولته وتجديد عضويتها واستعادة مقعدها في الأممالمتحدة والجامعة العربيه وكل المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية".
وطالبوا بفتح تحقيق دولي لمحاسبة السلطة جراء ما قالوا أنها "جرائم اقترفتها بحق شعب الجنوب أرضاً وإنساناً وثروة".
وفيما خرج المشاركون بعد المهرجان في مسيرة كبيرة إلى مقبرة الشهداء، حلقت طائرات حربية في سماء المدينة، وفتحت حاجز الصوت، في محاولة منها لتخويف المتظاهرين.
وحضر المهرجان عدد كبير من قادة "الحراك الجنوبي". كما أقيمت مهرجانات أخرى في محافظتي أبين وشبوة (جنوب اليمن).
من جانب آخر، نظمت الحزب الحاكم والسلطة المحلية بمحافظة عدن مهرجاناً جماهيراً في ملعب الشهيد الحبيشي بمنطقة كريتر، للتنديد بما أسموها "المشاريع التآمرية التي تسعى للمساس بالثوابت الوطنية وفي مقدمتها الوحدة الوطنية، وكذا إدانة أعمال التقطع والتخريب والفوضى التي تتبناها عناصر انفصالية خارجة عن النظام والقانون في بعض مناطق المحافظات الجنوبية والشرقية والتي كان آخرها الاعتداء الآثم على طلبة المدارس في الضالع أمس". طبقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية سبأ.
وفي المهرجان الذي حضره الآلاف وطالب المشاركون مؤتمر لندن بحشد الدعم الدولي لمساندة مسيرة التنمية الشاملة في اليمن ودعم ومساندة اليمن في التصدي للإرهاب.
وقال أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة عبد الكريم شائف إن أبناء محافظة عدن (...) يقفون ضد الإرهاب والتطرف، وضد أية محاولة لإعادة تمزيق وحدة الوطن الغالية من أية عناصر وصفها ب"الحاقدة والمأجورة وتسعى لنشر بذور الفرقة وإذكاء نار الفتن والصراع بين أبناء الوطن الواحد".
وأضاف "إن أعمال التقطع والفوضى التخريب التي يقوم بها حاقدون ومأجورون من العناصر الخارجة عن النظام والقانون في بعض مناطق المحافظات الجنوبية والشرقية، هي أعمال ضد اليمن واليمنيين وتعرقل مسيرة التنمية وتخل بالأمن والسكنية العامة".
وأكد شائف أن الوحدة اليمنية هي ثمرة تضحيات شهداء وأبطال الثورة اليمنية المباركة (26 سبتمبر و14 أكتوبر) المجيدتين، وأنها "ملك لكل الأجيال اليمنية".