تتكرر مآسي زواج الصغيرات في بلادنا وما أن تنتهي قضية تبرز أخرى وما نشاهده ونسمعه عبر وسائل الإعلام المحلية والأجنبية والانترنت من انتهاك لحقوق الطفولة في اليمن، يجعلنا أضحوكة للعالم بعد أن أصبحت صور بناتنا تحتل صدارة المطبوعات وتؤلف عنهن الروايات والحكايات بكل لغات العالم، الأمر الذي شوه صورتنا بما نرتكبه من أخطاء في حق الطفولة وبراءتها. كل ذلك بسبب الممارسات الخاطئة والإساءة للمرأة باسم الدين، فهل هذا ماجاء به الدين الإسلامي الحنيف، أم إنها استثناءات وأزمة فتاوى؟ حيث لازال الجدل محتدما وهنالك من يصر على زواج الصغيرات ويبرر ذلك بزواج الرسول صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين عائشة وهي في سن الحادية عشرة وقيل التاسعة، وهنا لاوجه للمقارنة لأي مسلم بالرسول ولن يأتي أحد بمثقال ذرة من أخلاقيات الرسول وسلوكه في معاملاته الزوجية. إلى متى ونحن في دوامة العار بالأمس ظاهرة الزواج السياحي وما ترتب عليه من أضرار واليوم زواج الصغيرات وماذا غدا؟! السلطات التشريعية لم تستطع حسم زواج الصغيرات وأخذت القضية جدل العلمانية حول أيهما وجد الأول ((الدجاجة أم البيضة)).
وها نحن اليوم في مؤتمر الحوار الوطني ولا تزال هنالك تيارات تسعى بعدم تحديد سن الزواج كمن يدافع عن الزواج لنفسه، ومن يجد في نفسه رغبة جامحة بممارسة الجنس مع طفلة فهو يعاني اضطراب نفسي وبحاجة إلى علاج وهذا ليس موضوعنا والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لايؤخذ برأي العلم وما جاء في الأدب الطبي وما يقوله الأطباء من تحذيرات حول خطورة الزواج المبكر والاثار السلبية المترتبة عليه التي قد تؤدي إلى الوفاة ناهيك عن تمزق الأعضاء الجنسية؟! أم أنها أفكار علمانية، وما يثير غضبنا حين نسمع من يشبهون أنفسهم بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم المعصوم من الخطأ وينسون إنهم يسيئون إليه ببعض الأفكار الظلامية المعادية للحياة، ألا يعلم هؤلاء إن اغلب نساء اليمن يولدن في المستشفيات لتعسر الولادة ويخضع البعض منهن لعملية قيصرية وهنالك وفيات، فهل لدينا إحصائيات ومسوحات؟ أم إننا شعب عشوائي؟.
ولو عدنا إلى ماقبل ألف عام سنجد إن الآدميين في ذاك الزمان غير اليوم بالنظرالى البنية الجسمانية، فهل نحن قادرون على حمل السيوف والرماح والدروع؟! في ظل سوء التغذية التي نعانيها ويعانيها أطفالنا اليوم بحسب تقارير المنظمات الدولية.
لقد طال الجدل وتشعب وكان الأجدر بمن يدافعون عن زواج الصغيرات إثارة قضية غلاء المهور وان يقدموا خدمة جليلة للمجتمع بان المرأة ليست سلعة وان يحدوا من غلاء المهور، الم يكن أجدر أيضا بفقهائنا وعلمائنا توجيه دعوات بضرورة الزواج من الكبيرات لارتفاع نسبة العنوسة بين الإناث اللواتي يمثلن جزء من مشكلة عامه والإسهام في حل مشكلة العنوسه وعزوبية الذكور، إننا بهذه الأفعال سنضيف رصيدا حضاريا يضاف إلى أرصدتنا وسنتباهى أمام الأمم بأننا قادرون في التغلب على ظروف الحياة ومنغصاتها وان نتكيف مع واقعنا بتكافلنا الاجتماعي ومساعدة بعضنا البعض وان لانجعل العوز والفقر يجعلنا نتاجر بأطفالنا ونقضي على طفولتهم.