حذر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي خلال اجتماعه برئاسة مؤتمر الحوار الوطني اليوم الثلاثاء من التأجيج المذهبي، بعد أيام من مواجهات طائفية أسفرت عن مقتل العشرات في شمال البلاد. وقال هادي «نحذر من التأجيج المذهبي الذي لا يخدم أمن واستقرار الوطن في شيء».
وشهدت بلدة دماج هجمات ومواجهات عنيفة بين جماعات سلفية تسكن البلدة وجماعة الحوثيين المسلحة، وتدخل المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر أمس لإدخال سيارات الصليب الأحمر، لإسعاف إصابات حرجة.
وقال هادي إن المشكلة التي برزت في بلدة دماج بين الحوثيين والسلفيين قد شوهت الصورة إلى حد بعيد وعلى جميع الأطراف الالتزام بضبط النفس والابتعاد عن العنف، فالوطن يعيش ظروف خاصة وصعبة ولا بد من مراعاة ذلك ولا يجوز لأي طرف تجاوز القوانين والأنظمة.
واعتبر النقاشات اليوم وغداً في إطار أعمال المؤتمر تأتي في الوقت الإضافي بهدف المزيد من الحوار للخروج بالأهداف المرجوة منه، حسبما أوردته وكالة الأنباء الحكومية.
وتواجه السلطات الانتقالية في اليمن، تحديات أمنية واقتصادية كبيرة، وشن مسلحان أمس واليوم هجومين على خطوط نقل التيار الكهربائي، دون أن تقوم السلطات الأمنية والعسكرية بردعهما، فضلاً عن عمليات اغتيال تستهدف ضباط الأمن والجيش والاستخبارات.
وحذر الرئيس اليمني من «بعض الذين يظهرون ما لا يبطنون وليس من مصلحتهم الخروج الآمن باليمن من محاولة عرقلة الحوار».
وقال إن أمين عام الأممالمتحدة أكد خلال الاتصال الهاتفي معه في اليومين الماضيين أن مجلس الأمن يتابع بصورة حثيثة سير أعمال المؤتمر الوطني الشامل في مراحله الختامية ويؤكد دعمه الكامل لكافة المخرجات والمضي إلى الأمام ويدعم أيضا مبعوثه الخاص إلى اليمن في إجراء المعالجات والتصورات من أجل المضي صوب النجاح وبصورة لا تقبل المواربة أو التأخير.
وقال الرئيس اليمني «مؤتمر الحوار الوطني على وشك الاختتام بالنتائج المرجوة التي ينتظرها أبناء الشعب اليمني كله من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه وبعقد اجتماعي يرتكز على منظومة الحكم الرشيد الحرية والعدالة والمساواة وبما يضمن أسس العدالة على قاعدة لا ظالم ولا مظلوم».
وشدد على تحمل الجميع مسؤولية وطنية كبيرة وعظيمة «ولا بد من تغليب مصلحة الوطن العليا على ما عداها من المصالح الحزبية أو الشخصية أو الجهوية أو القبلية أو المذهبية ولا يجوز التسلط الفردي أو الشخصي و تجاوز الآراء والأخلاق السياسية في مناقشة القضايا محل النقاش».
وحث هادي هيئة الرئاسة العامة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل مواجهة أي تحديات أو عراقيل بصراحة وصدق والمضي صوب الإنجاز الأخير بأسرع وقت ممكن حسب ما تم الاتفاق عليه.
وجدد حديثه عن دعم المجتمع الدولي بأسره لليمن وخروجه من الأزمة والظروف الصعبة إلى بر الأمان.
وأردف «علينا أن ننظر إلى ما يجري في الكثير من دول ما سمي بالربيع العربي ونحمد الله أن اليمنيين قد غلبوا الحكمة والحلول السلمية وتجنيب اليمن ويلات المخاطر والمشاكل والمحن وهو ما أصبح يمثل نموذجا يحتذى به».
واستعرض الاجتماع الذي حضره مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن جمال بنعمر، مجمل القضايا والمواضيع التي تم الانتهاء منها في إطار عمل اللجان والمواضيع التي لا تزال في طور الاستكمال.
وحث الرئيس هادي على الإسراع في استكمالها خلال الأيام القليلة القادمة، وقال « كل عمل كبير ومصيري تكتنفه في البداية صعوبات حتى تدور العجلة في النقاش والحوار والتداول والانجاز حتى المراحل الختامية، فتبرز نفس التحديات من أجل البحث عن المصالح لدى بعض القوى ولكن لا بد من تغليب المصلحة الوطنية العليا والسير في طريق الانجاز النهائي وبصورة سريعة».
وأكد ضرورة إنجاز القرارات الضرورية و الصائبة والتي تصب في خدمة الوطن وأمنه واستقراره ووحدته من أجل إخراج اليمن من واقع الأزمة والصراع إلى المستقبل المأمول الذي ينشده الجميع، حسب الوكالة الحكومية.