سقطرى محافظة جديدة ناشئة عانت كثيراً في عهد التقدميين ودعاة فك الارتباط. وحرمت أكثر في عهد الناهبين ومن يدعون أنهم حريصون على الوحدة. نسيها الجميع وانشغلوا بتقاسم ثروات الوطن ونهب خيراته. ولا خير في كثير من نجواهم، مؤخراً ذكرها الرئيس هادي في يوم من الدهر وأعلنها محافظة جديدة، وهذا قرار صائب لكنه يحتاج إلى ما يحتاجه كل قرار جاد وصادق.
لابد من المتابعة ولابد من تقييم الأداء وأقصد هنا أداء الحكومة. والشخص الوحيد القادر على تقييم الأداء والمحاسبة هو رئيس الجمهورية ولا أحد سواه، وآمل أن لا تدخل الحسابات السياسية في قرار الإنشاء أو ما سيتبعه من إجراءات، لأنها سوف تفسد سقطرى كما فسدت غيرها من المحافظات، لست بحاجة إلى أن أدلل فالأمور واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، من الآن ينبغي ألاّ نسمح للأخرين بدخول سقطرى إلا وهم يحملون الورد بدلاً من البارود، فلعل من نعم الله على الجزيرة أنها معزولة برياً عن الوطن ولا يمكن دخولها إلا جواً أو بحراً. وهذا يسهل مهمة الدولة والأجهزة الأمنية في منع دخول السلاح لهذه البلدة المسالمة.
أرجوكم فكروا قليلاً من أجل الوطن واحسموا هذا الأمر من الآن واجعلوا محافظة سقطرى نموذجاً لمحافظة واحدة في اليمن خالية من السلاح والأحزمة الناسفة. لتكن سقطرى نموذج آخر للمدنية الحقيقية التي ننشدها جميعاً وننادي بها صباح مساء.
لنجعل من سقطرى قبلة السياحة والاستثمار والاقتصاد، و حذاري من أن تصبح ملاذاً أمناً للإرهاب بأنواعه وأشكاله، ينبغي أن نستغل منحة الله سبحانه وتعالى لنا في هذه الجزيرة التي تعتبر من أجمل المحميات الطبيعية في العالم،ولا نلوث جمالها ونقاءها بسود النوايا وقبيح الفعال.
كفى ما تعانيه اليوم إحدى وعشرين محافظة. يجب أن يسود السلام والوئام في هذه المحافظة الوليدة بعيداً عن لغة البنادق والاغتيالات والدراجات النارية التي تخطف الأرواح في ذهابها وإيابها اليومي، نستطيع جميعاً إبعاد سقطرى عن المنطق التدميري الذي يسود حياتنا ونمنع عنها التفخيخ فإنها لن تتحمل هذا الداء الخبيث وستموت وهي في المهد.