رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الافراج عن موظفة في المعهد الديمقراطي الأمريكي    الان: عدوان امريكي صهيوني على الحديدة وانباء عن ضحايا    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    تواصل اللقاءات القبلية لإعلان النفير العام لمواجهة العدوان الامريكي    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    «كاك بنك» يكرم الموظفين المثاليين للعام 2024/2025    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    مؤسستي الكهرباء والمياه بذمار تحييان الذكرى السنوية للصرخة    إلى رئيس الوزراء الجديد    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    القسام توقع قوة صهيونية بين قتيل وجريح بكمين مركب في خانيونس    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    تدمير المؤسسة العسكرية الجنوبية مفتاح عودة صنعاء لحكم الجنوب    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    ورطة إسرائيل.. "أرو" و"ثاد" فشلا في اعتراض صاروخ الحوثيين    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    قدسية نصوص الشريعة    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    تطور القدرات العسكرية والتصنيع الحربي    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    مرض الفشل الكلوي (3)    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    العشاري: احراق محتويات مكتب المعهد العالي للتوجيه والارشاد بصنعاء توجه إلغائي عنصري    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    نصيحة لبن بريك سالم: لا تقترب من ملف الكهرباء ولا نصوص الدستور    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فهد كفاين: سقطرى خلقت للسياحة والاستثمار ولا تقبل أن تكون قاعدة عسكرية أو معتقلاً لأحد
نشر في المصدر يوم 17 - 11 - 2013

شكل فهد كفاين ممثل أرخبيل سقطرى في مؤتمر الحوار الوطني صوتاً قوياً منذ الجلسة الإفتتاحية لمؤتمر الحوار.

ونقل بلغة واضحة معاناة أبناء سقطرى النائية والمهمشة إلى صنعاء حيث ظلت الحكومات المتعاقبة منذ رحيل الاحتلال البريطاني عن الجنوب تتعامل معها كملحق ليس له أهمية رغم المقومات البيئية والسياحية الزاخرة التي يمتلكها أرخبيل سقطرى.

مؤخراً أعلنت سقطرى محافظة مستقلة إدارياً وهو المطلب الذي ظل أبناء الأرخبيل يرددونه منذ عقود وكرره فهد كفاين في أول كلمة ألقاها في مؤتمر الحوار الوطني.

في هذا الحوار الخاص مع «المصدر أونلاين»، يناقش كفاين كثير من القضايا المتعلقة بسقطرى وبما يدور في مؤتمر الحوار الوطني.. إلى التفاصيل.

حوار: عبدالله المنيفي
* لنبدأ من القرار الجمهوري الذي أصدره الرئيس الشهر الماضي والذي قضى بأن تصبح سقطرى محافظة، ما أهمية هذا القرار بالنسبة لأبناء الجزيرة؟
- طبعاً يأتي هذا القرار استجابة لمطالب أبناء جزر أرخبيل سقطرى، وهي مطالب منذ عقود، وهذا القرار يمثل مرحلة متقدمة للجزر، وكان من المفترض أن يصدر هذا القرار قبل 45 سنة، بعد الاستقلال في نوفمبر 67، لأن الجزر كانت تمثل سلطة بذاتها مع المهرة، وكان الأجدر بأن تتحول إلى محافظة على الأقل إبان تبعيتها لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، لكنها حولت للأسف إلى نصف مديرية.

* وما الذي منع من تحويلها إلى محافظة في حينها؟
- ربما اعتبارات يراها القائمون على الأمر وقتها، لا نريد أن نخوض فيها اليوم، وقد تجاوزنا تلك المرحلة بخيرها وشرها، وبالتالي عانت سقطرى حينها من التبعية الإدارية والطواف الإداري بين عدن وبين حضرموت، وفي هذا الطواف عانت من التهميش والإهمال، وكانت هناك صعوبة حقيقية في إدارة الجزر على بُعد مئات الأميال، وكانت هناك صعوبة في التعرف على احتياجات الجزر وتميزها وكيفية بنائها وتنميتها.

* التهميش والإهمال الذي تتحدث عنه قبل الوحدة، ألم يتحسن الوضع ولو قليلاً بعد الوحدة؟
- ما بعد الوحدة ايضاً تبعت جزر سقطرى محافظة حضرموت واستمرت نظرة التهميش، واللامبالاة لازمتها حتى بعد 90 مع الفارق طبعاً، وكنا نتطلع دائماً إلى رفع مستوى التمثيل الإداري للجزر، وأن تتحول إلى محافظة حتى تستطيع السلطة المركزية معرفة حاجيات الجزر عن قرب وتميزها البيئي والثقافي وحتى موقعها الاستراتيجي، ومن ثم تعطيها ما تستحقه من البناء والاهتمام، وهو ما طالبنا به من بداية مؤتمر الحوار الوطني، وسقنا هذا المشروع حتى إن أكثر من 70% من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني وقعوا على عريضة وُجِهت للأخ رئيس الجمهورية لإعلان الجزر كمحافظة، والرئيس مشكوراً أدرك حقيقة معاناة جزر سقطرى واحتفل مع السقطريين بعيد الأضحى المبارك وبأعياد الثورة اليمنية.

طالبنا بإعلان سقطرى محافظة من أول جلسة بمؤتمر الحوار.. وبقي أن تترجم الحكومة قرار الرئيس إلى واقع عملي من خلال رصد الاحتياجات اللازمة
* ما الذي حققته زيارة الرئيس للمحافظة مؤخراً غير قرار أن تصبح محافظة؟ وكيف تصف الزيارة؟
- بالطبع كانت زيارة موفقة أثبت بها الرئيس قربه إلى المواطنين، حيث عاش مع السقطريين وصافحهم واحداً واحداً، الذين صلوا معه في مصلى العيد، وهناك أعلن قراره التاريخي الذي نقل جزر سقطرى وانتشلها من هذا الواقع الإداري إلى واقع أفضل، واعتقد هذا قرار تاريخي لأبناء سقطرى ولليمن عامة، وبقي أن ندعو حكومة الوفاق الوطني إلى أن تترجم قرار رئيس الجمهورية إلى واقع عملي من خلال رصد الاحتياجات اللازمة.

* الحديث عن امكانيات سقطرى الطبيعية والسياحية وثروات تؤهلها لأن تكون محافظة ذات أهمية، هل يمكن أن تشير إلى أبرزها؟
- هناك مقومات كبيرة في جزر سقطرى، فعدد السكان يقارب 100 ألف نسمة، المساحة كبيرة جداً، مساحة الجزيرة الواحدة 3500 كيلو متر مربع، هناك 6 جزر، هذا الأرخبيل مساحته الكلية 10 آلاف كم مربع، هذا العدد السكاني والمساحة الجغرافية والموقع الاستراتيجي، عدا التميز البيئي لسقطرى تعتبر منطقة متميزة بيئياً على مستوى العالم، دخلت الأرقام العالمية باعتبارها محمية عالمية، وايضاً منطقة تراث عالمي، وهي من أغرب مناطق العالم وفيها 7 نباتات لا توجد إلا في سقطرى، وهناك عشرات من الطيور النادرة لا توجد إلا في سقطرى، أيضاً هناك 300 نوع من النباتات النادرة في العالم، تضاريسها يجمع بين السهل والساحل والجبل والغابات الشجرية المختلفة، وكذلك المناخ المتداخل في سقطرى فتجد الصيف والشتاء والربيع والخريف في آن واحد، كل هذه المميزات والمقومات تجعلها كأهم منطقة يمنية، بل ومن أهم المناطق عالمياً، إذا وجدت حكومة تعرف قدر سقطرى وأوجدت آليات تأهيل الجزر ربما تتحول إلى منطقة عقد مؤتمرات عالمية، وتصبح كنز لليمن وسلة عملة للبلاد، بشرط أن تعطى قدرها وحقها وتتخذ لها مجموعة من الآليات الغير تقليدية لتطويرها والشروع بالعمل بسرعة.

* وماذا عن امكانيات البنية التحتية التي تمكنها من أن تتحول إلى محافظة؟
- البنية التحتية –للأسف- منعدمة فلا توجد كهرباء ولا مياه بمعنى الكلمة، الكهرباء في مدينة حديبو التي هي كيلو متر واحد فقط ونصف كيلو في قلنسية هذه المساحة التي تغطيها الكهرباء، وهذه تشتغل فيها الكهرباء نصف يوم، وأحياناً تتعطل عدة أيام، فلا توجد كهرباء ولا شبكة مياه ولا صرف صحي، الاتصالات تغطي حوالي 20% من مساحة سقطرى، التعليم والصحة لا يوفران ما يمكن أن يتطلع إليه الجيل هناك.

* هذا الوضع الذي تصفه يعني أنها كانت معزولة عن اليمن؟
- هي معزولة بمعنى الكلمة، نحن الآن نؤمل في القرار التاريخي لرئيس الجمهورية، واعتقد بأنه لا بُد الآن من التفاتة من الحكومة، لا أن تدخل احتياجات سقطرى في الروتين الإداري المعتاد، فلا بُد من عمل مختلف وإيجاد فريق وزاري وفريق إداري في سقطرى يؤهل الجزيرة حتى تنفع اليمن، فليست القضية حاجات السقطريين فقط وإنما حاجات اليمنيين من هذه الجزيرة وحاجات العالم، وأنا أكرر يمكن أن تتحول سقطرى إلى سلة عملة لليمن في غضون سنوات قليلة شرط أن تؤهل تأهيلاً يليق بها ولنقدمها للعالم، ولا بُد أن تكون هناك تنمية وسياحة واستثمار يتناسب مع بيئة سقطرى المختلفة والمميزة والخلابة، لأن هذه البيئة هي رافد السياحة والاستثمار والتنمية، ينبغي أن تحدد مجموعة من المشاريع التي تناسب التميز البيئي في سقطرى.

* وهل بدأت الخطوات العملية التي تحقق تحول أرخبيل سقطرى إلى محافظة نوعية؟
- هناك فريق وزاري كلفه مجلس الوزراء لتعيين الاحتياجات، ونحن على تواصل معهم، ورفعنا لهم عبر السلطة المحلية احتياجات الجزيرة، وهذا الفريق سيحدد الاحتياجات الرئيسية، ونحن نبهناهم إلى أنه لا بد أن نركز على موضوع الكهرباء، يعني بدون كهرباء لا يمكن أن يكون فيها الحياة، فقلنا لا بُد من وجود مولدات كهربائية إسعافية لكل من حديبو وقلنسية حتى ايجاد كهرباء تغطي كل المناطق وقرى ومدن سقطرى مستقبلاً، ايضاً المياه وشبكة الصرف الصحي هو موضوع عاجل، واعتقد بأن هناك توجهاً من الحكومة لتلبية هذه الاحتياجات وترجمة قرار الأخ الرئيس إلى واقع عملي تتحول فيه جزر سقطرى إلى محافظة تؤهل لهذا المستوى.

* ألا ترى أنه من المهم البدء بتعيين محافظ للمحافظة ليتصدر مهمة الخطوات العملية للتحول إلى محافظة؟
- نحن بانتظار أن يعين الأخ رئيس الجمهورية محافظاً لمحافظة أرخبيل سقطرى ووكلاء أيضاً وننوه أنه لا بُد أن يكون هذا الفريق الإداري فريقاً مؤهلاً وقادراً على استيعاب متطلبات المرحلة، وأن يحظى بتوافق وإجماع من أبناء سقطرى. ونثق أن الرئيس لديه بصيرة ونظرة ثاقبة في اختيار هذا الفريق الملائم لهذه المرحلة الحساسة، ولا بُد أن تكون محافظة سقطرى الوليدة من رحم التغيير الذي عشناه في اليمن نموذجاً إدارياً فاعلاً تحتذي به بقية المحافظات التي تسير في ركب التغيير - إن شاء الله.

* هناك حديث عن أطماع خارجية في سقطرى لإقامة قواعد عسكرية لدول عظمى، وهذا يتردد بين الحين والآخر، وأخيراً تحدثت وسائل الإعلام عن زيارة سرية للملحقين العسكري والثقافي في السفارة الأمريكية إلى الجزيرة، ما حقيقة هذه الزيارة وطبيعتها؟
- كما نتابع من خلال الإعلام يتردد هذا، وهناك أطماع في سقطرى ومحاولات للحصول على موضع قدم في هذه المنطقة الاستراتيجية، لكن اعتقد بأن طبيعة سقطرى وبيئتها لم تخلق لمثل هذه الأنشطة والاستراتيجيات، هذه البيئة الخلابة المميزة خلقت للمدنية والسياحة والاستثمار وليست مناسبة لإقامة أي قواعد عسكرية عليها، لأن أي أنشطة من هذا النوع مدمرة لبيئة سقطرى ولمجتمعها، واعتقد بأن الرئيس هادي والحكومة لا يرضون بأن تتحول جزر سقطرى إلى قاعدة عسكرية لأي طرف يريد ذلك، لأن سقطرى تتحول إلى كنز لليمن والاستثمار والسياحة.

البنية التحتية في سقطرى منعدمة وهذا جعلها معزولة عن اليمن.. ولو وجدت حكومة تعرف قدرها ستكون من أهم المناطق عالمياً
* أيضاً هناك حديث عن أن تؤدي الجزيرة دور معتقل جوانتانامو في نقل المعتقلين اليمنيين ومن جنسيات أخرى إلى معتقل مشابه في الجزيرة، ما مدى تحقق ذلك؟
- لا اعتقد بأن هذه الفكرة راودت القيادة السياسية، وهي في كل الأحوال مرفوضة من أبناء سقطرى ولن تتم.

* لكنك لم تجبني بوضوح عن طبيعة زيارة الملحقين في السفارة الأمريكية؟
- قرأت خبر الزيارة من خلال الإعلام وتعودنا كثيراً في جزر سقطرى على زيارة شخصيات عسكرية ومدنية رفيعة المستوى، وكلها تأتي عن طريق السياحة، فقد تكون الزيارة سياحية، وما رافقها من ترتيبات ربما جانب أمني لهذه الشخصيات، وأنا أقول للجميع أن سقطرى لا تقبل أن تكون قاعدة عسكرية لأحد.

* كيف ترى تمثيل سقطرى في مؤتمر الحوار الوطني؟
- في الحقيقة هو تمثيل لا يعكس أهمية سقطرى، فأنا عن الإصلاح، واثنان من الزملاء هما عضوا مجلس النواب عن الجزر من مكون المؤتمر، وأخت عن مكون الشباب، نمثل سقطرى في الحوار، وكُنا نتطلع إلى أن يكون التمثيل أكبر.

* وهل ترى أنكم تمكنتم من حضور قضايا سقطرى وأبنائها في الحوار، خصوصاً أن قرار تحويلها إلى محافظة جاء مع بدء الجلسات الختامية للحوار؟
- نحن حرصنا من أول جلسة في الكلمة التي القيتها في الجلسة الأولى أن نقدم معاناة ومطالب أبناء سقطرى متجردة من كل الاتجاهات السياسية، وطرحنا معاناتها في جانب الصحة والتعليم والخدمات، وذكرنا أن الحل الأول لهذه المعاناة رفع التمثيل الإداري للجزر إلى محافظة، وهذا ما تم بعد ذلك، وأعتقد بأن بقية الحلول ستأتي تباعاً - إن شاء الله.

* اختلف أبناء المحافظات الشرقية في التعاطي مع الإعلان عن الإقليم الشرقي بين مؤيد ومعارض، لماذا هذا الإعلان المبكر؟
- الإقليم الشرقي هو فكرة من الأفكار التي طرحت في مؤتمر الحوار، وهي فكرة متقدمة للدولة الاتحادية المكونة من عدة أقاليم. يعني أغلب ممثلي هذه المحافظات وهي حضرموت وشبوة والمهرة وأرخبيل سقطرى أكثر من 55 عضواً تداعوا وقدموا هذه الفكرة وقدموا مشروع الإقليم الشرقي؛ لأنهم رأوا أن الحوار سيخرج بدولة اتحادية من عدة أقاليم، ومن بينها هذه الإقليم المكون لهذه المحافظات، ويعتقدون بأنها تشكل انسجاماً اجتماعياً وثقافياً وجغرافياً وبإمكانها أن تكون رافداً لبقية الأقاليم ووقعوا على ذلك، وأشهروا واختاروا لجنة من 13 شخصاً للمتابعة والتنسيق، أنا من ضمنها، والتقينا بعدد من السفراء لاطلاعهم على الفكرة وهناك تجاوب، وهي في النهاية لا تعدو عن كونها فكرة نأمل أن يستجاب لها في ظل توجه الدولة الاتحادية.

* ما هي مبرراتكم في تكوين هذا الإقليم من هذه المحافظات بالذات، خصوصاً أن المعارضين لهم مبررات تبدو قوية؟
- بالتأكيد لكل فكرة رافض ومؤيد، ومبررنا أن هذه المحافظات كانت مظلومة ومهمشة.

* في أي مرحلة عانت هذا التهميش قبل 90 أو بعده؟
- قبل الوحدة وبعد الوحدة، قبل الوحدة كانت مهمشة وتدار مركزياً من عدن، وبعد الوحدة أيضاً مهمشة وتدار مركزياً من صنعاء، رغم أن أغلب الثروات سواء بحرية أو النفط تحرج من هذه المحافظات، ولا يعود منها إلى أبنائها إلا الفتات، وبالتالي نتطلع من خلال مؤتمر الحوار أن يكون هناك تغيير جذري وحقيقي، ونحن معنيون أن نصنع حلاً وقائياً للمشاكل سواء الآن أو في المستقبل، لا يكفي أن نخرج من المشاكل التي أوصلتنا إلى هذه المرحلة فقط ونضع ألغاماً لمشاكل أخرى قد تنفجر مستقبلاً إذا سادت المركزية في أي جهة من جهات اليمن، فنريد أن نوزع هذه الصلاحيات بين أقاليم شرقي وغربي وآخر شمال الشمال وآخر في تهامة، ما المانع في ظل الدولة الاتحادية التي تدير هذه الأقاليم بآلية جديدة ومختلفة تتيح للجميع المشاركة في البناء والتنمية وصياغة السياسات العامة.

هناك إجماع إلى الآن أن يكون شكل الدولة اتحادية والخلاف تبقى في عدد الأقاليم
* لكن أهم مبررات الرافضين هو خوفهم من تفتيت الجنوب..؟
- لسنا مع تفتيت الجنوب بالطبع، ونحن مع القضية الجنوبية بما يريده الجنوبيون بمختلف أطيافهم، وليس بما يريده فصيل واحد، نحن عندما نعمل إقليماً جنوبياً وشمالياً أننا نفتت اليمن؟ طبعاً على نظرة هؤلاء لا نفتته، إذاً فنعمل إقليماً شرقياً وغربياً ولن نفتت الجنوب، بنفس الآلية التي تحافظ على وحدة اليمن في الإقليم الشمالي والجنوبي نعملها بما يحافظ على وحدة الجنوب في الإقليم الشرقي والغربي، وانا دائماً أقول إن كانت الأقاليم فضيلة فعمموها على الجميع، إقليم شرقي وغربي وشمال غرب وهكذا، وإن كانت رذيلة جنبوها اليمن كلها، واعتقد بأن الأقاليم ليست سيئة ولا تمثل مشكلة وليست آلية تفتيت، في تصوري أن الوحدة أو الانفصال لا يكمن في الجهات أو في الأرض، فالبلد لا يشق بفأس أو سكين، الوحدة عبارة عن آليات وممارسات ينبغي أن نعزز الوحدة في المفهوم وفي سلوكياتنا وفي الآليات الإدارية، فإذا استطعنا أن نعمل ذلك ونجعل من الوحدة جاذبة فلا خوف من تقسيم إلى أقاليم أو محافظات.

* هذا يقودنا للحديث عن القضية الجنوبية وماهيتها، هل هي مطلبية أو سياسية؟ إلى ما يعود هذا الاختلاف وكيف تنظر إليها؟
- الحقيقة أن القضية الجنوبية بدأت حقوقية ومطلبية، لكنها بعد ذلك تطورت حتى وصلت إلى المستوى السياسي، لكن في النهاية حلها ليس سياسياً فقط، مثلما كانت أسبابها حزمة من القضايا الحقوقية والمعيشية والاجتماعية والسياسية، أيضاً الحلول يجب أن تكون حزمة تحل كل هذه المشاكل، اعتقد لن نخرج بحل القضية الجنوبية اذا خرجنا بمجموعة من الحلول النظرية دون أن يدرك المواطن اليمني الجنوبي أو أن يعيش مجموعة من التحولات في حياته المعيشية وفي حقوقه، ينبغي أن تكون هناك أعمال على الأرض، تحول في التعامل والحقوق والمعيشة، والتنمية وإعادة الحقوق المنهوبة وجبر الضرر، وبالتالي نستطيع أن نعمم الحل السياسي، أما حل سياسي دون هذه الحلول لا يمكن إيجاد أي تأثير إيجابي في الجنوب في النهاية.

* ماذا حقق مؤتمر الحوار للقضية الجنوبية إلى الآن، وتحديداً فريق الجنوبية؟ وأين وصلت اللجنة المصغرة 8+ 8 التي يظهر أنها متعثرة؟
- مؤتمر الحوار أعطى القضية الجنوبية الغرفة الأولى واعطاها صفة القضية المركزية التي تنطلق منها بقية القضايا وتنتظرها، طبعاً هناك عمل في فريق القضية الجنوبية ثم في الفريق المصغر، وأعتقد بأن هناك مجموعة من الاجراءات لكنهم لم يصلوا إلى حل في عدد الأقاليم، وينبغي خلال الأيام القادمة أن يخرجوا بهذا الحل، الجنوبيون من وجهة نظري لا ينتظرون عدد الأقاليم، لكنهم ينتظرون تحولاً فعلياً في الأمن والأمان والمعيشة وإعادة الحقوق والمبعدين، أشياء كثيرة مورست في الماضي وجعل من الوحدة شماعة هذه الأخطاء، والآن يريدون تحت الوحدة أن تصلح هذه الأخطاء، إذا وجدت هذه المعاملات الايجابية على الأرض سيكون الجنوبيون في طليعة المنادين في الوحدة والوحدة والحفاظ عليها، وأنا من أبناء الجنوب متأكد أننا حريصون جداً على الوحدة العادلة والجاذبة التي نعيش فيها سواسية بحياة حرة وكريمة.

* لكن تعدد الفصائل الممثلة لهذه القضية أنتج رؤى مختلفة قد تكون ساهمت في إعاقة حل القضية الجنوبية، هل هذا التعدد أضر بالقضية أم ساهم في تقويتها؟

- تعدد الأصوات واختلافها في الجنوب والتناحر بين الفصائل المختلفة أضر بالقضية الجنوبية، وكان ينبغي كجنوبيين أن نكون جبهة واحدة تحدد المطالب الجامعة في حزمة واحدة وتخرج بها، واعتقد لا زال الحل يكمن في هذا الإجراء توحد الجنوبيين بأطيافهم وأحزابهم وفصائلهم لوضع حزمة واحدة من المطالب التي يتوافقون عليها وتعمل على تغيير حقيقي وحل لهذه المشاكل.

أعتقد أن الجنوبيين ليسوا منشغلين بالفيدرالية بقدر انشغالهم بأن يلمسوا تغييراً في معيشتهم ومعالجة الخطاء التي ارتبطت بالوحدة
* وما الذي تمكنت اللجنتان الرئاسيتان لحل قضايا الأراضي والمبعدين من انجازه للإسهام في تهيئة الأجواء لمعالجة القضية؟
- هناك معالجات مقبولة لكنها ليست كافية.

* وما المطلوب الآن حتى تكون معالجات كافية؟
- المطلوب أن تستحث هذه اللجان خطاها وتتزامن مع مخرجات مؤتمر الحوار في ايجاد معالجات على الأرض حتى تساعدنا في التقارب.

* القضية الجنوبية يرتبط حلها أيضاً بشكل الدولة القادة، أين وصلتم في هذا الجانب؟
- هناك اجماع إلى الآن على أن يكون شكل الدولة اتحادية، والخلاف تبقى في عدد الأقاليم، وهو لا يمثل خلافاً في النهاية، واعتقد بأن هناك ربما مرحلة تأسيسية، وهناك أيضاً توجه للنظام البرلماني.

* يبدو للملاحظ تناقض بين ما يجري في مؤتمر الحوار وما يجري على الأرض مثل قضية صعدة التي تشهد اقتتالاً كان يجب أن يتوقف، ما دور مؤتمر الحوار في ذلك؟
- مؤتمر الحوار ورث إرثاً ثقيلاً من المرحلة الماضية، وفتح جميع أبوابه على مصاريعها لاستقبال كل القضايا، بعضها عالقة ومتراكمة، وبالتالي لا ينتظر أنه من خلال عقد المؤتمر سيُحل هذه المشاكل، لكنه معني بإيجاد مساحة وأرضية مناسبة لحل هذه القضايا في المستقبل، ومعني بإيجاد دستور يجنبنا حدوث مثل هذه القضايا في المستقبل، ومجموعة من الآليات بالحل التدريجي لهذه المشاكل وعدم تكرارها.

* إذا من المسؤول عن إيقاف الحرب والانتهاكات؟
- المعني هي الدولة وليس مؤتمر الحوار الوطني.

* لكنها لم تفعل.. لماذا؟
- ربما ظلال مؤتمر الحوار الوطني واستمرارها تريد الدولة أن نخرج من المؤتمر بآليات، بعدها هذه الآليات هي التي تعمل على حل هذه المشاكل والحروب، ونحن يؤسفنا أن يستمر نزيف الدم، وينبغي أن نتعامل بالحوار وآليات غير ما كان في الماضي من قتل وسفك الدماء، وندعو جميع الأطراف التي لا زالت تظن أن بإمكانها أن تحقق نقاطاً سياسية وخطوات في الميدان عن طريق إزهاق الأرواح إلى أن هذه الآليات عفا عليها الدهر ولا يمكن أن نكسب سياسياً عن طريق الدماء، والآن مؤتمر الحوار يهيئ الأرضية المناسبة لا يجاد المكاسب السياسية.

* إذا ما تقييمك للحكومة ما دامت لم تتدخل لإيقاف ما يجري في صعدة؟
- الحكومة أيضاً ورثت إرثاً ثقيلاً وهي محملة بالكثير من المشاكل التي لم تستطع أن تتحملها، وينبغي منا جميعاً مساعدة حكومة الوفاق الوطني، وهذا لا يجعلنا نعتقد بأنها لا تتحمل مسؤولية، بل ينبغي أن تبذل قصارى جهدها لحل هذه المشاكل.

ننبه جميع الأطراف أنه لم يعد بإمكان أحد تحقيق مكاسب سياسية عن طريق العنف وإراقة الدماء ومؤتمر الحوار سيهيئ الميدان لكل من لديه طموح سياسي
* ما تصوراتك لمستقبل اليمن بعد مؤتمر الحوار؟
- مستقبل اليمن بعد الحوار أننا نمتلك في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني أرقى ما توصلت إليه البشرية فعلاً من النصوص التي تعيد للإنسان كرامته وتؤهله لحياة مدنية، هذه النصوص حتى في بعض دساتير العالم المتطور لا تزال محل جدل نتيجة مدنيته المنفتحة، لذلك عندما تتحول المخرجات إلى واقع حقيقي ستتحول اليمن إلى وضع مختلف، واليمنيون يستحقون مثل هذه المخرجات انطلاقاً من حضارتهم وتاريخهم الثقافي وأصولهم القائم على الشورى والمدنية، ومن يعتقد بأن هذه المخرجات صعبة التطبيق في المجتمع اليمني مخطئ ولم يقرأ التاريخ قراءة صحيحة، فمجتمعنا هو الأقدر أن يترجم هذه النصوص السامية في مدنيتها وحضاريتها.

* معنى هذا استمرار المعاناة والمشاكل..؟
- نعم سنعاني وعلى هذا الجيل أن يتحمل مرحلة تأسيس دولة مدنية حديثة.

* وكم سيحتاج هذا التحول؟
- ربما عقوداً من الزمن، حتى أكون صريحاً، والتصور المسطح البسيط أننا سنخرج العام القادم إلى دولة مدنية حديثة غير صحيح، ينبغي أن يعرف المواطن اليمني ما عليه أن يتحمله من الوقت والجهد والمعاناة حتى يصل إلى دولة مدنية حديثة، ولا ينبغي أن نسوق الأحلام الواهية.

* لكننا شهدنا دولاً شهدت قفزات وحققت تحولات كبيرة في سنوات قليلة..؟
- لا يوجد دول تقفز في سنتين أو ثلاث، هذه الطفرات مستثناة، وأنا أقصد بناء الدولة، وليس كسباً اقتصادياً، وإنما دولة فيها نمو اقتصادي وسياسي، وفي الحريات ونمو ديمقراطي يحتاج وقتاً وجهداً ومالاً.

* المواطن ينتظر بعد مؤتمر الحوار أن يتخلص من معاناته المعيشية والقلق الأمني والخدمات، وأن تقول إن ذلك لن يتحقق قريباً.
- سيتخلص من ذلك، ولكن بصورة تدريجية، وعليهم أن يصبروا وأن يدركوا أن هذا هو جيل التأسيس لمرحلة قادمة، وأنه يدفع الثمن، والقادم أجمل - بإذن الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.