قال الناطق باسم السلفيين في دماج، سرور الوادعي، إن جميع اللجان العسكرية المكلفة بمراقبة وتثبيت وقف إطلاق النار بين جماعة الحوثي والسلفيين انسحبت، أمس الأحد، جراء اعتقال الحوثيين جنديين من لجان المراقبة بتهمة تزويد السلفيين بذخائر وأسلحة. وأضاف الوادعي أن انسحاب لجان المراقبة كان بسبب تعرّضهم للمضايقة من قبل نقاط الحوثيين، واحتجاز عدد من أفراد لجان المراقبة.
من جانبه، دعا رئيس اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء التوتر في صعدة، يحيى منصور أبو أصبع، زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي إلى اتخاذ قرار فوري بوقف إطلاق النار في دماج، ووضع حد للتوسع الذي تنفذه جماعته المسلحة.
وبحسب صحيفة «الثورة» الحكومية، طالب أبو أصبع الحوثي ب«تجنيب البلاد الفتنة الطائفية التي تطل برأسها، والحيلولة دون استمرار جماعة أنصار الله في التوسع، وتنفيذ الآلية التي وضعها رئيس الجمهورية ووقع عليها الطرفان، باعتباره صاحب قرار الحرب والسلم والقوة المسيطرة على أرض الواقع».
وقال أبو أصبع إن «الحوثيين تقدموا وأحكموا الخناق على دماج من ثلاثة مواقع»، مؤكداً أن إطلاق النار في دماج لم يتوقف طوال الأيام الماضية.
ونسب موقع صحيفة «الثورة» إلى يحيى منصور أبو أصبع قوله ان الوضع الإنساني في دماج صعب ومأساوي، وقال «إن جثث بعض القتلى تعفنت دون أن تستطيع أي جهة الوصول إليها ونقلها».
واعتقل مسلحو الحوثي فن ي دماج، أمس الأول، جنديين من لجان مراقبة وتثبيت وقف إطلاق النار، التي نشرتها اللجنة الرئاسية على خطوط التماس بين السلفيين والحوثيين.
واتهم الحوثيون الجنديين المعتقلين بتزويد السلفيين بذخائر أسلحة خفيفة، وهو الأمر الذي تسبب في انسحاب جميع أعضاء اللجان المكلفة بوقف إطلاق النار في دماج، والعودة إلى صعدة احتجاجا على اعتقال الجنديين، وعلى بعض المضايقات التي يتعرّضون لها من قبل الحوثيين.
وقال أبو أصبع –وفقاً لموقع صحيفة الثورة الحكومية- إن الجنديين اعتقلا، أمس، في نقطة تفتيش تابعة للحوثيين في منطقة الخانق على مدخل دماج أثناء نقلهم مواد غذائية لزملائهم، مشيراً إلى أن اختطاف الجنديين تم في ظل تعرض قوات الجيش المكلفة بمراقبة وتثبيت وقف إطلاق النار لمضايقات كبيرة واتهامات من قبل طرفي الصراع في دماج.
من جانبه، أكد رئيس اللجان العسكرية المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار في دماج، أمين الحميري، أن لجان المراقبة ملتزمة بالحياد ولا تميل إلى طرف دون آخر، مشيراً إلى أن جميع أعضاء اللجان من جنود القوات المسلّحة ولا يميلون إلى أي طرف.
وقال الحميري إن المراقبين ظلوا في مواقعهم رغم الاشتباكات العنيفة التي تشهدها المنطقة من قبل طرفي الصراع في دماج، مشيراً إلى أن المراقبين في موقعي «بيت الحتيش، ومعمل البلك» كانوا قد انسحبوا، أمس الأول، بناءً على طلب من السلفيين بعد تجدد الاشتباكات، مشيراً إلى أن ذلك الانسحاب ساعد الحوثيين على التقدّم والسيطرة على المنطقة.
ودعا الحميري طرفي الصراع في دماج إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، مؤكداً أن أبرز العراقيل التي يواجهها أعضاء لجان المراقبة ناتجة عن عدم التزام الحوثيين بوقف إطلاق النار.
ونفى سقوط أي ضحايا من أعضاء لجان المراقبة، باستثناء 4 جرحى من الجنود جراء انفجار لغم أرضي في أول يوم من نزول اللجان، مشيراً إلى أن قتلى السلفيين حتى نهاية الأسبوع الماضي تجاوز 120 قتيلاً، وعشرات الجرحى، فيما لا توجد احصائية عن عدد قتلى وجرحى الحوثيين بسبب امتناعهم عن الإدلاء بأي معلومات حول ذلك.
من جانب آخر، أكد بيان صادر عن السلفيين في دماج أن الحوثيين واصلوا، أمس، قصف المنطقة بقذائف آر بي جي، فيما استمرت المواجهات في جميع الجبهات، مشيراً إلى أن القصف الذي شنّه الحوثيون تسبب في سقوط 3 جرحى أحدهم جراحه بليغة.
وأكد السلفيون مقتل القائد الميداني للحوثيين في جبل الصمعات، أمس، وذلك بعد يوم من مقتل أحد قناصي الحوثي في جبل الأحرش في دماج.
من جانبه، أفاد القائد الميداني للسلفيين في منطقة كتاف، عبدالكريم الحسني، بأن المواجهات مستمرة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، وقال إن المعركة الحقيقة مع الحوثي لم تبدأ بعد، وأن الحوثي سيرى ما يهزّ أركانه في صعدة.
وفي مديرية حرض بمحافظة حجة، قال بيان للناطق باسم السلفيين في حرض، «أبو عمار الشريف»، إن مواجهات عنيفة اندلعت خلال الأيام الثلاثة الماضية في منطقة القلب ولا زالت مستمرة، مؤكداً أن 15 شخصاً من مقاتلي الحوثي قُتلوا خلال المواجهات وجُرح آخرون.