أغلب وجهات النظر حول قضية الفتاة السعودية هدى آل نيران واليمني عرفات تناست أو تجاهلت التفكير في الأسئلة التالية: - معظم من كتب حول هذا الموضوع وحوّله إلى مثال للحب والمبادئ والوفاء، هل يرضى أن تكون ابنته أو أخته أو قريبته تتصرف على ذلك النحو؟
- هل الحالات التي مرت علينا أو قرأنا عنها مثل حالات هدى وعرفات كان الزواج السعيد هو نهاية النهاية، أم أنه بداية المأساة والتفكك الأسري، فالجزء الأكبر من حالات الحب والعشق خارج موافقة الأسرة ينتهي بالفشل وتدمير خط الرجعة للأهل والعش الأسري.
- هل بالضرورة أن تكون بعض العادات والتقاليد السيئة عند الزواج سبباً لتشجيع بناتنا على تدمير الأخلاق والقيم الأسرية خاصة قيمة الأب والأم والأخ، وهل علاج هذه العادات السيئة التي ترفض تزويج البنت ممن يتقدم إليها لأي سبب كان يكون بتشجيع هروب البنت وتمردها على القيم الأسرية والعربية الأصيلة.
اتقوا الله في أنفسكم فأهل الفتاة في محنة لو وضعتم أنفسكم في موقفهم لما قبلتم أن تكونوا في مثل هذه الزفة الإعلامية السيئة الجاهلة التي حمّلت القضية أكبر مما تحتمل واستغلتها أسوأ استغلال، لقد خلطتم فيها العادات السيئة في تزويج البنات وبين مساوئ النظام الاجتماعي والأسري السعودي، لقد أسأتم متعمدين، مع سبق الإصرار والترصد، إلى قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، وشجعتم بناتنا وأخواتنا على التمرد تحت ستار الحب الواهم، والهوى والمزاج.
هدى وعرفات حالة من حالات شاذة لا يجوز أن نضعها في قالب الأخلاق والقيم، فهدى ليست عندي إلا خاطئة مذنبة مهما كان خطأ أهلها وهناك ألف وسيلة لعلاج خطأ الأهل بل إن تحمل خطأ الزواج باختيار الأهل أفضل من اختيار القلب "عسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا".
من حق آل نيران أن يرفضوا عرفات لأي سبب حتى لو كان السبب أن عيونه عسلية وليس من حق الفتاة التعبير عن رأيها برفض الزواج بفضيحة مشهورة ومعلنة تزيد من آلام أهلها وتخيف من كان في قلبه ذرة رجولة أو كرامة من أن تكون هذه الصورة التي رسمتها الصحافة حول هدى وعرفات مثالاً وقدوة. "اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا".
من حقي كأب أو من حق أي أسرة أن أرفض اي شخص وأزوج من اريد والله هو الحسيب وليس من حق ابنتي أو أختي أن تخيرني ما بين الزواج ممن تريد أو الهروب معه.
سحقاً للأفلام المكسيكية وسحقاً للأفلام التركية وسحقاً للسياسة والذين وضعوا هذه القضية في مصاف قضايا وطنية كبرى.
أخيراً وإذا بليتم فاستتروا.. أتركوا نشر ألخطيئة والترويج لها وقلبي مع أهل هدى آل نيران رغم ما كان منهم. وسحقاً لكل قلم أراد أن يستغل قضية أخلاقية رديئة كهذه ليحقق بها غايات سياسية.
اللهم احفظ بنات الإسلام من كل سوء واجعلهن طائعات محتسبات للقضاء والقدر خيره وشره، وأن يعلمن أن قسوة الأهل أرحم من قسوة الزوج العاشق. وأن من باعت أهلها ترتكب جريمة في حق نفسها وأهلها خاصة إذا ظهرت الحقيقة وفشل الزواج.
مشاكل اليمن مع السعودية لن تتأثر لهذه القضية ولن تزيد سوء فكلا البلدين لديهما تاريخ من العلاقات السيئة والمتذبذبة بين مد وجزر بين قرار أسري في النظام السعودي وقرارات مزاجية في الجانب اليمني.
كان الله في عون كل أسرة ترعى بناتها ووقاها الله من شر الهوى وسحرة فرعون والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.