كرس مجلس الوزراء اجتماعه الأسبوعي، يوم الأربعاء، لمناقشة وإصدار بيان حول تطورات الأوضاع والمستجدات الراهنة، وعلى ورأسها قضية الاستهداف لأسرة الحاج هائل سعيد أنعم، ومقتل الشيخ سعد بن أحمد بن حبريش العليي، في محافظة حضرموت، والمواجهات المسلحة التي تدور بين السلفيين والحوثيين في محافظتي صعدة وعمران. وقال مجلس الوزراء –في البيان الصادر عنه- إنه "تابع باهتمام بالغ وقلق شديد ما تعرّض له رجل الأعمال عبد الجبار هائل سعيد، في ال19 من نوفمبر المنصرم، من تقطع واعتداء، أثناء طريقه من تعز إلى صنعاء، وما تلا ذلك من اختطاف للشاب محمد منير أحمد هائل سعيد، في نفس اليوم، أثناء طريقه إلى مقر عمله في مدينة تعز، بالإضافة إلى ما تعرض له الشاب محمد عبد الجبار هائل سعيد، من محاولة اختطاف في 2 ديسمبر الجاري".
وعبر مجلس الوزراء عن إدانته ل"الاستهداف المتعمد والمُمنهج لآل المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم"، وقال "إنه يشعر بالقلق الشديد على مصير الشاب محمد منير أحمد هائل سعيد، الذي لا يزال مختطفاً حتى اليوم".
وأضاف: "إن هذا الاستهداف الإجرامي لأكبر مؤسسة تجارية وصناعية يمنية هو استهداف للوطن من حيث مقاصده الدنيئة، نظراً لما قد يترتب عليه من أضرار بعشرات الآلاف من الأسر الفقيرة، التي يعمل معيلوها في مصانع ومكاتب مجموعة هائل سعيد أنعم وشركائه، بالإضافة إلى ما يترتب على هذه الاعتداءات والخروقات الأمنية من سمعة سيئة لليمن، وهو الأمر الذي سوف يثني الكثير من رؤوس الأموال الوطنية والخليجية والعربية والدولية الراغبة في الاستثمار في اليمن عن المساهمة مع الدولة في التنمية والبناء".
وأكد مجلس الوزراء أن هذه الاعتداءات مدانة ومستهجنة بكل المعايير الأخلاقية والإنسانية والدينية والوطنية، ولا يمكن عزلها عن أعمال التخريب المتكررة التي تطال أنابيب النفط، وأبراج الكهرباء، وما وصفها ب"الهجمة الإعلامية الشرسة على النظام الجديد والحكومة"، بهدف إفشال التسوية السياسية، وإجهاض التغيير، والحيلولة دون نجاح مؤتمر الحوار الوطني، وجر اليمن إلى أتون الفوضى والحروب.
وقال: "وبالرغم من ذلك، فإننا واثقون بأن من يسعون إلى تحقيق مقاصدهم الهدامة لن يجنوا سوى أذيال الخيبة والعار، وبأن وطننا سوف يتجاوز هذه الأوضاع في القريب العاجل، وحتما سينال المعرقلون لسير العملية الانتقالية جزاءهم العادل من أبناء شعبنا".
وشدد مجلس الوزراء على ضرورة قيام القوات المسلحة، وقوات الأمن بواجباتها ومهامها في تعزيز الاستقرار والأمن، وفي الإفراج عن الشاب محمد منير أحمد هائل سعيد، وغيره من المختطفين يمنيين وغير يمنيين، في أسرع ما يمكن.
ودعا مجلس الوزراء مشايخ ورجال قبائل مراد وغيرها من قبائل مأرب إلى الوقوف مع الدولة ممثلة بوزارتي الدفاع والداخلية، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، مشيرا إلى أن "الوطن لن يظل موحدا ولا ناهضا ومزدهرا بدون الأمن والاستقرار".
من جانب آخر، عبر مجلس الوزراء –في البيان الصادر عنه- عن أسفه الشديد ل"استشهاد الشيخ سعد أحمد بين حبريش العليي، شيخ مشايخ وقبائل الحموم، ورئيس تحالف قبائل حضرموت، ومرافقيه، ورجال الأمن الذين قضوا في الحادث".
ووجهة مجلس الوزراء وزارتي الدفاع والداخلية والسلطة المحلية في محافظة حضرموت باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة آثار الحادث، وضمان عدم تكراره، معبرا عن تعازيه لأسر الضحايا الذين سقطوا في الحادث وفي مقدمتهم أسرة الشيخ سعد العليي.
ودعا مجلس الوزراء الفرقاء المتحاربين في محافظة صعدة وحرف سفيان بمحافظة عمران إلى وقف إطلاق النار، والاحتكام إلى كتاب الله وشريعته، وإلى العقل والحكمة، وحل المشاكل بالحوار وليس بالسلاح.
كما دعا كل المشايخ ورجال القبائل إلى مؤازرة جهود الرئيس عبد ربه منصور هادي، والحكومة، في بناء نظام حكم مدني ديمقراطي لا مركزي حديث.
واختتم مجلس الوزراء البيان الصادر عنه بأن على الجميع أن يعوا قول الله سبحانه وتعالى: "وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"، وقول الشاعر: "ومعظم النار من مستصغر الشرر".