يستميت الماضي البائد وجنوده الظلاميون في معركتهم ضد إرادة اليمنيين ومستقبلهم الذي رسموه بدماء المناضلين الإبطال من أبنائهم منذ بداء تحرك قافلة الكفاح الوطني ضد الظلام والخرافة والتجهيل والمسخ عن الإنسانية في ثلاثينات القرن العشرين حتى ثورة التغيير السلمية 2011م وصولا إلى يومنا هذا. ويحاول جنود ذلك الماضي البائد القفز على تاريخ امة حضارية متجذرة في أعماق التاريخ وتمتلك تراثاً إنسانيا تنويريا عظيم، حفر به اليمنيون مكانتهم في الذاكرة الإنسانية بكل جدارة واقتدار منذ التبابعة حتى ثورة التغيير 2011م، التي صنع بها اليمنيين أروع مشهد نضال سليمي في التاريخ البشري المعاصر رغم كل العنف والوحشية التي مارسها النظام ضدهم ورغم كل الإمكانيات العسكرية والفكرية المتاحة لإشعال اليمن في حرب ضارية.
في كل جولة من جولات العنف التي يشعلها الماضي البائد وجنوده ضد ارادة اليمنيين يمنى ذلك الماضي البائد بهزائم نكراء لكنه بعد كل هزيمة يعاود الكرة مرة أخرى منذ 26سبتمبر 1962م انهزم وأعاد أدراجه إلى كهوف وعقول التخلف والظلام والتجهيل ليعيد تجميع قواه ليعاود حربه الانتقامية ضد اليمنيين، فهو اليوم يجمع كل قواه وعتاده في حربه الانتقامية في عمران وضواحي العاصمة، فيقتل العشرات ويهجر المئات بمبررات و مسميات و شعرات وهمية وساذجة تحفي في طياتها حقيقتهم الظلامية و تتناقض مع أدنى قيم الغاب قبل قيم الإنسانية السمحة.
ومع كل ذلك القتل والخراب والتدمير الذي يمارسه جنود الماضي البائد أبناء اليمن، نجد اليمنيين يقفون في وجهه بكل صمود وثبات رغم كل جبروت وطغيان ووحشية جنود الماضي المتخلف، ورغم حرب آلاتهم الإعلامية الكاذبة والتضليلية التي تمارس انحلال قيميا صارخا في تزييف الحقائق وعكس الصورة عن حقيقتيها الواقعية، ورغم اجتماع كثير ضعفاء النفوس ومرضى الهواء والأنانية في صفوف ذلك الماضي التجهيلي الخرافي.
وأمام هذا الصمود والثبات لا يسعنا إلا إن نقف بإجلال أمام صمود هذا الشعب العظيم وثمار مسيرة كفاحه العظيم التي توجت بالثورة الشبابية الشعبية السلمية الخالدة، التي رسخت القيم الوطنية العظيمة وأنضجت الوعي المجتمعي بالقيم الإنسانية النبيلة، كما أنها أعادت الروح اليمنية المنيرة بجوانب المعرفة إلى مكانتها التاريخية الحضارية.
واليوم يؤكد الشعب اليمنيين مقولة شاعر اليمن الكبير عبد الله البردوني "إن شعبنا أعظم من كل المحن وأعنف من كل عنف، تجاوز كل الكوارث إلى العافية الخضراء، داس قوة القمع إلى استئصال القامعين، وتجاوز الجهل كما تجاوز التجهيل باسم العلم، وأعظم معارفه هو اكتشاف نفسه ودوس المغريات التي حاولت شراءه".
فرحمة الله عليك يا شاعر اليمن العظيم عبد الله البردوني.