أصيب عشرات السجناء في السجن المركزي بتعز مساء اليوم الأثنين إثر قيام قوات الأمنية بإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق السجناء الذين قاموا بأعمال شغب وإضرام النيران احتجاجاً على تغيير مدير السجن. وكانت السلطات قد أقالت مدير السجن السابق يحيى غالب على إثر تمكن عصابة مسلحة من تهريب سجين وقتل جنديين كان يرافقانه إلى المستشفى الأسبوع الفائت، وعينت محمد الكول بدلاً عنه والذي تسلم إدارة السجن الأحد الفائت. وقالت مصادر مطلعة ل"المصدر أونلاين" إن مدير السجن السابق يحيى غالب يقبع رهن الاحتجاز في البحث الجنائي بتعز على خلفية تلك الحادثة. ومنعت قوات الأمن مراسل المصدر أونلاين الزميل عمر العمقي وإلى جانبه طاقم قناة السعيدة من دخول السجن لتصوير الحريق الذي نشب، لكن أحد السجناء، يملك هاتف، قال ل"المصدر أونلاين" في اتصال إن ما وصفها ب"الإجراءات القمعية والمعاملات اللإنسانية التي قام مدير السجن الجديد، دفعت السجناء إلى الاحتجاج رفضاً لتلك المعاملة". مضيفاً "إن الاحتجاج قام به جميع زملائه في السجن والبالغ عددهم 2300 سجين، بينهم 300 من جنسيات أفريقية، وبدأوا بالاعتصام والتظاهر، غير أن "ردود الأفعال السلبية" من قبل الإدارة الجديدة دفعتهم إلى إشعال النيران في كافة عنابر السجن". وأشار السجين – يحتفظ المصدر أونلاين باسمه- إلى أإن رجال الدفاع المدني تمكنوا من إخماد الحريق بعد ثلث ساعة من إندلاعه، بينما قامت قوات مكافحة الشغب التابعة لقوات الأمن المركزي بإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق السجناء، ما أدى إلى إصابة العشرات بإصابات جسدية متفرقة، وحالات اختناق. وقال السجين إن مدير السجن الجديد قال لهم فور تسلمه العمل حرفياً "سأحكمكم بالحديد والنار"، في الوقت الذي أشاد بإنسانية مدير السجن السابق الذي قال إنه كان يتعامل معهم بإنسانية، ولم يفرض أية جبايات مقابل تقديم أي خدمات للسجناء. وحاول مراسل المصدر أونلاين التواصل مع مدير أمن محافظة تعز العميد يحيى الهيصمي الذي كان متواجداً بالسجن المركزي عقب الحادثة، للتعليق على الحادثة، لكنه رفض. ويعد هذا الشغب الثاني من نوعه احتجاجاً على تغيير مدير السجن يحيى غالب الذي ظل في منصبه طيلة ست سنوات، وقالت مصادر "المصدر أونلاين" إن رئاسة مصلحة السجون حاولت تغيير غالب قبل نحو عامين، فاحتج السجناء بشكل مماثل مما حدث اليوم، ما أدى إلى تراجع المصلحة عن تغييره وأعادته إلى عمله في ذلك الوقت. من جهتها، قالت مصادر مطلعة إن إدارة الأمن في المحافظة سعت إلى تشويه صورة مدير السجن السابق، عن طريق إنجاح عملية تهريب أحد السجناء وذلك لعدم رضاها عن عمله طيلة الفترة الماضية، ما أدى إلى إقالته. وكان مسلحون قد تمكنوا الأربعاء الفائت تهريب سجين محكوم عليه بالإعدام يدعى محمد عبده سعيد الجبري، وقتل جنديين كانا يرافقانه إلى المستشفى للعلاج وهما رقيب أول محمد حميد عبدالجبار ناصر 23 عاماً، ورقيب ثاني أنور سعد محمد السعدوني 23 عاما.