قالت جماعة الحوثيين المسلحة إن «أحداث عمران» انتهت، وان الهيئات الحكومية تمارس أعمالها باعتراف الرئيس عبدربه منصور هادي أثناء زيارته للمحافظة في ال 23 من يوليو الماضي. وكان هادي قد زار مدينة عمران في أعقاب سقوط المحافظة بأيدي الحوثيين بعد سيطرتهم على اللواء 310 وقتلهم لقائده اللواء حميد القشيبي.
وقال هادي في كلمة ألقاها بعمران: إن الزيارة تعد رسالة إلى كافة أبناء الشعب اليمني بأن محافظة عمران تنعم بالأمن والاستقرار وبداية لتنفيذ خطة إعادة تطبيع الأوضاع في المحافظة من خلال إعادة الخدمات في مختلف القطاعات التي تضررت جراء الأحداث التي شهدتها وخاصة الكهرباء والمياه والصحة والتعليم.
ودعا الرئيس هادي النازحين من أبناء محافظة عمران إلى العودة إلى ديارهم بعد تطبيع الأوضاع في المحافظة، لافتاً إلى أن الدولة والحكومة تعمل جاهدة على إعادة الخدمات الأساسية للمحافظة.
وقال هادي إن هناك اتفاق كامل على الانسحاب من المحافظة من كافة الأطراف والجماعات المسلحة وبسط نفوذ الدولة وقيام السلطة المحلية بواجبها في تنفيذ المشاريع الخدمية والتنموية.
لكن الحال في المحافظة، يفصح عن سلطة أمر واقع للحوثيين، ففضلاً عن رفض سحب مسلحيهم والانسحاب من المحافظة وتسليمها للدولة وإعادة الأسلحة المنهوبة من اللواء 310، يمارس الحوثيون إدارة فعلية للمكاتب الحكومية فيها، ويمارسون أعمالاً قمعية بحق السكان هناك لا سيما المعارضون لهم.
وتعرض مسئولون حكوميون في المحافظة إلى الطرد والتهديد والاعتقال، وشكلت "الجماعة" مجلساً لإدارة شئون المحافظة، كما يحضر قادتها اجتماعات ما تبقى من أعضاء المجلس المحلي للمحافظة.
ولم تستطع آلاف الأسر التي نزحت من عمران العودة حتى الآن إلى ديارها، لا سيما من تعتبرهم جماعة الحوثي خصوماً لها، ووصفت منظمات إنسانية وضع النازحين بأنه «سيء للغاية».
وأمس السبت قال بيان ل«المكتب السياسي» للجماعة، رداً على البيان الذي أصدره مجلس الأمن مساء أمس الجمعة، ان استدعائه لأحداث عمران بعد «قرابة الشهرين» من انتهائها موقف غير بريء ، وخلط للأوراق، وتأزيم للوضع في اليمن ليس أكثر.
وخلال الأسابيع الماضية أطلق الرئيس هادي تصريحات متوالية عن رفض جماعة الحوثيين تسليم المحافظة للدولة، وسحب مليشياتها.
وقال ان جماعة الحوثيين «استغلت انشغال قوات الجيش في حربها ضد القاعدة في جنوب البلاد، لاجتياح المحافظة، رغم تعهدتها بعدم مهاجمة عمران».
وأدان مجلس الأمن، في بيانه أمس، لأعمال مسلحي الحوثي بقيادة عبدالله يحيى الملقب ب (أبو علي الحاكم) التي اجتاحت محافظة عمران بما في ذلك مقر لواء للجيش في الثامن من شهر يوليو الماضي.
ودعا المجلس الحوثيين إلى سحب قواتهم من عمران وإعادتها إلى سيطرة الحكومة وكذا وقف جميع أعمال القتال ضد الحكومة في الجوف وإزالة المعسكرات وتفكيك نقاط التفتيش التي أقاموها في صنعاء وضواحيها.
وبشأن الجوف ردت الجماعة المسلحة قائلة ان الحديث عما يجري هناك باعتباره قتال ضد الحكومة يؤكد «ازدواجية المعايير» في مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أنها تكافح الإرهاب في الجوف، وأن أبناء المحافظة في مهمة «الدفاع عن النفس أمام جماعات تكفيرية داعشية» تسعى لتفتيت المنطقة لصالح الهيمنة الإسرائيلية والامبريالية الامريكية، حسب بيان المجلس السياسي.
وتحيط بمداخل العاصمة وفي بعض شوارعها مخيمات لمسلحي جماعة الحوثيين استحدثت فيها السواتر الترابية (متاريس)، وتقول الجماعة إنها مظاهرات سلمية، وتطالب بإسقاط الحكومة وإلغاء قرار رفع الدعم عن أسعار الوقود.