الشباب هم قوى التغيير الفاعلة في كل مجتمع، والشريحة التي يعقد عليها الأمل في التغييرات الايجابية الكبرى. ولكن القاء كامل العبء عليهم أمر يخلو من الواقعية. هذا ما كشفت عنه إجابات شريحة كبيرة من بين المئات الذين شاركوا في استبيان ساحة شباب اليمن حول الحالة الأمنية في اليمن. تضمن الاستبيان سؤالا مفتوحا يقول نصه: "ماهو الدور الذي يمكن أن تلعبه شريحة الشباب والمنظمات الشبابية في تحقيق الاستقرار في اليمن؟". الوعي ونشر الوعي داخل المجتمع والتنبيه لمخاطر التعصب السياسي والمذهبي التي ترفع من معدلات الاحتقان وتؤدي بالتالي للصدامات المسلحة.. كانت هذه هي الاجابة التي تكررت كثيرا من قبل الكثير من المشاركين في الاستبيان: "شعب اليمن عموما يفتقد الى الوعي الكافي بثل هذه الامور فاعتقد ان الدور الاساسي هو نشر الوعي لدى المواطن وشرح ماهو حاصل بدون تقلبان ومكايدات سياسيه تجعل المواطن في تخبط وانقسام بين طائفه واخرى وخاصه الشباب الذين ان كانوا بدون وعي فبكلمه واحده ممكن ان يخسروا انفسهم ويخسروا وطنهم الغالي".
مع حماس البعض لدور الشباب في المساهمة في خلق الاستقرار إلا أن الغالبية تدرك أنها لا تستطيع فعل الكثير تجاه ما يحدث الآن بافتراض أن مفاتيح الحلول ليس بيد فئة الشباب كما أوضح بعض المشاركين. كان هنالك ثمة نغمة يائسة في تعليقات المشاركين: "لا تستطيع إحداث أي تغيير مهما فعلت .. فحتى على مستوى نشر الوعي فوعي الشعب اليمني أضعف من أن يرتقي ولا ينقاد للأطراف المتصارعة". "دور بسيط لا يذكر بحكم أن اغلب الشعب جاهل ولا يعرف شيء عن دور هذه المنظمات، والسلاح يجعلهم أغبياء غصباً عنهم".
صورة 2 باستثناء هذا اليأس من بسط الأمن وتحقيق الاستقرار، نرى أن بعض الشباب المشارك في الاستبيان يشرح ويبين أسباب عدم قدرة الشباب على المساهمة بشكل كبير في اعادة الاستقرار للبلاد. يقول بعضهم أن واقع الحال يكشف عن سيطرة كبار السن على مجريات الأمور بحيث تبدو عملية ادارة الدولة وتسيير شئونها وكأنها لعبة تتواطأ فيها المعسكرات المختلفة. يقول المشاركين بأن لا أمل يعقد على الفئة الشابة التي تجاوزت أعمارها ال 30 سنة: " لا تملك الا التوعية والتظاهر السلمي ضد المخربين وتجار الحروب ..بالتركيز ع فئة الشباب والنشء لانهم هم الجيل القادم. برايي ان العمل ع اصلاح من تجاوزوا 30 من اعمارهم هو هدر للجهد والمال والوقت ...ما يجب التركيز عليه هم الفئه العمرية بين 7-16 سنه وبدرجه اقل بين 16-29 لان العمل الحقيقي المثمر يجب ان يوجه لعقول نظيفة".
ويكتب مشارك آخر معززا هذا الرأي الذي تقاسمته شريحة كبير من المشاركين في الاستبيان: "لا يمكن لشريحة الشباب فعل شيء طالما من يتحكمون بالقرار السياسي هم مجموعه من الجهلة التي لا يهمها سوى المصالح الشخصية الضيقة التي ينفذوها من خلال الطبقة غير المتعلمة من الشباب والذين يرزحون في صفوف البطالة بالإضافة الي تأثير التيار الديني". أن تكون شابا لا يعني بالضرورة أن يكون لك مصلحة في التغيير والمواقف النظيفة تصدر يتخذها الشخص بقناعاته وليس بحسب الفئة العمرية الي ينتمي اليها، هذا ما أوحت به اجابات معظم المشاركين في الاستبيان.