ملف البيئة أصبح يشغل الشباب قبل الكبار، وباتوا حريصين علىها، وتوعية المجتمع بهذا الشأن، والالتحاق بالتخصصات الأكاديمية المعنية، وإجراء البحوث والدراسات التي تعالج المشكلات البيئية ووضع الحلول والتوصيات وعرضها على الجهات المعنية، وذلك بهدف الحفاظ على العالم الذي سيعيشون فيه، وضمان مستقبل بيئي أفضل لهم، وللأجيال اللاحقة، ولمعرفة دور الشباب الحقيقي والملموس في الحفاظ على البيئة . التقينا الشباب المشاركين في مسابقة الخطابة البيئية للكليات، والجامعات من تنظيم مجموعة عمل الإمارات للبيئة والذي جمع أكثر من 56 فريقاً من كليات وجامعات دول الخليج، ناقشوا التحديات البيئية المختلفة وعززوا رسالة حماية البيئة في أوساط الشباب . شيخة التميمي "جامعة البحرين، كلية الهندسة" أشارت إلى أن الحفاظ على البيئة واجب على الشباب، وتقول: شباب اليوم هم من سيقودون المستقبل، وعليهم أن يتسلحوا بالثقافة البيئية، ويكون لهم دور ملموس على أرض الواقع، وبالأخص في ما يخص استهلاك المياه، حيث إن دول الخليج من أكثر الدول استهلاكاً للمياه، ونعتبر من أقل الدول التي تملك مياهاً متجددة وتطرقت في المادة العلمية التي قدمتها لهذا المحور، بهدف توعية طلبة الكليات والجامعات . وتشير إلى أن الاستهلاك الخطأ مازال مستمراً، وهذا دليل على عدم وعي المجتمع، وعدم قيام المؤسسات بدورها بشكل فعال في توعية المجتمع بهذا الشأن . ياسمين مفيد "كلية العلوم في جامعة البحرين" تقول: الشباب لهم دور مهم في حماية البيئة، من خلال خلق برامج توعوية، وإطلاق مبادرات تخدم البيئة، واستثمار قنوات التواصل الاجتماعية للقيام بدور توعوي وإيصال رسائل بيئية لكل شرائح المجتمع، ومن خلال ورقة العمل التي قدمت في المسابقة سلطنا الضوء على أن الخليج العربي يعيش كارثة بيئية، وأن الحفاظ على البيئة مسؤولية الجميع، وتلفت إلى أن المؤسسات المعنية بالبيئة تقوم بدورها ولكن طرق التواصل المستخدمة غير جيدة، ولا تصل الحملات بشكل صحيح للمجتمع . الشباب عليه مسؤولية تطبيق العلم على أرض الواقع والحفاظ على البيئة، هذا ما أشار إليه، عبدالباري خلفان "كلية العلوم في جامعة سلطان قابوس"، ويقول: واجب عليه تطبيق الممارسات العلمية الصحيحة في ما يخص البيئة، بحيث يبدأ من المنزل، ومن ثم الجامعة، ومن ثم المجتمع الخارجي، وينقل تلك السلوكيات الصحيحة إلى أهله وأصدقائه، والمساهمة في إلقاء المحاضرات التوعوية والتعريف بكيفية الحفاظ على البيئة، وتطرقت في بحثي إلى النزعة الاستهلاكية وأثرها في البيئة . مؤكداً أن المؤسسات المعنية بالبيئة بدأت في الفترة الأخيرة بطرح أنشطة على أرض الواقع تستهدف الحفاظ على البيئة ونشر هذه الثقافة على مستوى أكبر . هيثم سليمان "جامعة سلطان قابوس، تخصص أحياء بيئية" يقول: الشباب طاقة لا يمكن الاستغناء عنه في العمل البيئي، فالدور المطلوب منه كبير، سواء على المستوى الجامعي أو المجتمع الخارجي، وبالأخص الشباب الذين يملكون الوعي البيئي، فعليهم توظيف ذلك بنشر الثقافة البيئة للحفاظ على البيئة من خلال ممارسات حقيقية، والمؤسسات البيئية أصبح لديها إدراك بأهمية العمل المدروس حتى يواكبوا الواقع الذي نعيشه وبشكل ايجابي . بشرى الكندي "جامعة سلطان قابوس، تخصص البحار والثروة السمكية" ترى أن الشباب يملك وسائل عديدة لنشر الوعي البيئي، وذلك من خلال الإعلام والبرامج والمشاريع البحثية وتوزيع البروشورات والانترنت . وتقول: قدمت ورقة بحثية حول مشروع طبقته في كليتي، وهو تخضير السطوح لتقليل درجة الحرارة وثاني أكسيد الكربون، وأسعى لتعميم التجربة على مستوى الجامعة، وأرى أن هذا الدور الذي قمت به جزء من مسؤوليتي تجاه البيئة . عائشة الشعيبي "جامعة سلطان قابوس" تقول: الشباب هم نقطة الانطلاقة، وهم الذين يملكون الدور الأكبر في الحفاظ على البيئة، من خلال ممارساتهم الفعلية، ودراستهم العلمية، حيث أجرينا استبياناً لتسليط الضوء على أسباب تغير المناخ، وكانت نتيجة الاستبيان أن التغير كان بسبب الأنشطة البشرية، وهذا مؤشر أن المجتمع لديه الوعي بأسباب التغير وأهمية الحفاظ على البيئة، وبدأنا بدورنا طرح الحلول وتعميمه في المجتمع الشبابي لتحويله إلى ممارسات وسلوكيات . علي الخضير "جامعة اليمامة في السعودية" يقول: دور الشباب يكمن في التوعية، وإنشاء مجموعات شبابية للتأثير في الفئات العمرية الشبابية والصغار، وزيادة جرعة الوعي البيئي في المجتمع الشبابي، ولكن للأسف المؤسسات المعنية بالبيئة لا تقوم بدورها بشكل فعال، إذ لم نشهد حملات توعوية في الجامعات أو المدارس بهذا الشأن، رغم أن التركيز يجب أن ينصب على هذه الفئة بشكل أكبر لتحقيق نتائج ايجابية حول البيئة . محمد محمود "كلية التقنية في دبي" أشار إلى أن دور الشباب يكمن في التوعية والإرشاد وبالأخص الشباب الذين يملكون الوعي سواء من خلال المتابعة أو الدراسة العلمية، ويقول: أجريت بحثاً علمياً للوقوف على أسباب تلوث البيئة وآلية التوعية وكيفية الحفاظ على البيئة، وعرضنا جزءاً من الحلول التي تكمن وراء الحفاظ على البيئة على الشباب لتعميمه والوصول إلى نتائج جيدة في الحفاظ على البيئة . مؤكداً أن هناك مؤسسات تقوم بدورها بشكل جيد في التوعية وأخرى لا تحمل مسؤولية التوعية . حميد بن راشد "تخصص هندسة مدنية" يقول: دور الشباب مهم في التوعية، وبالأخص في الحياة العامة، وذلك من خلال رحلات البر، فهنا يقع دور كبير على الشباب من حيث الحرص على نظافة المكان وعدم رمي المخلفات، ونشر التوعية البيئية، وبشكل عام نجد أن مجتمع الإمارات ليس لديه الوعي التام بالحفاظ على البيئة، وبحاجة إلى ثقافة أكبر في مجال البيئة وبالأخص على مستوى المدارس . سعيد عبدالله "كليات التقنية العليا" يقول: الشباب يقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في الحفاظ على البيئة، وإن لم يقوموا بدورهم فالبيئة ستنهار، وكوني طالباً جامعياً حرصت على إجراء بحث حول المياه تحت عنوان "كل قطرة مهمة"، وفكرة البحث تتمثل في أن كل قطرة مهمة، وطرحت عدة طرق للحفاظ على المياه بأبسط الممارسات اليومية، وبشكل عام مجتمع الإمارات لديه الوعي الكافي بكيفية الحفاظ على البيئة، ولكن للأسف البعض لا يحرص على الحفاظ على البيئة ولا يدرك خطورة سلوكياته اليومية والتي تدمر البيئة . محمد الكندي "تقنية الفجيرة" أشار إلى أن دور الشباب مهم وبارز في التوعية، ونشر الثقافة البيئية، وذلك عن طريق تثقيف الأهل والأقارب والأصدقاء، ويقول: حرصت على غرس أهمية الحفاظ على البيئة في نفوس أبنائي الصغار، وبحيث يحاسبون أنفسهم السلوكيات المرفوضة كرمي المخلفات، وعلى المستوى الجامعي أجريت بحثاً مع فريق عمل بعرض بعض السلوكيات الخطأ بحق البيئة والتي تمارس أمام أعيننا وطرق معالجتها، ودور الجهات المعنية بالبيئة بطرح المبادرات البيئية . حسين درويش "تقنية الفجيرة" يقول: بعض الشباب يمارسون سلوكيات عدة تضر البيئة وبشكل يومي، من خلال رمي السجائر والمخلفات، وبدورنا قد ننصحهم، وعندما نرى سلوكيات تضر البيئة بشكل كبير وبالأخص من قبل الشركات نحرص على التبليغ للجهات المعنية، ومن جهة أخرى نرى رغبة الشباب خلال الفترة الأخيرة بالحفاظ على البيئة من خلال المشاركة في الحملات البيئية كمبادرات "نظفوا الإمارات" وغيرها . عبدالرحمن الرئيسي "كليات التقنية العليا" أشار إلى أن مجتمع الإمارات يملك من الوعي الكافي للحفاظ على البيئة من خلال الحملات والدورات البيئية . ويقول: المؤسسات البيئية اليوم تقوم بدورها بشكل جيد من خلال التوعية، وإطلاق الحملات والمبادرات، ونجد تفاعل الشباب مع تلك الحملات بشكل جيد . عبدالرحيم الجنيبي "تقنية الفجيرة" يقول: كطالب جامعي دوري تمثل في تقديم بحث للحفاظ على البيئة، والذي حمل عنوان "مناخي مسؤوليتي"، وتطرقت إلى دور الشباب في الحفاظ على البيئة، وكيفية طرح الحلول الفعالة في الحفاظ على البيئة، ونجد أن مجتمع الإمارات يحاول جاهداً أن يقدم توعية للشباب ويغرس الثقافة البيئية في عقولهم للحصول على سلوكيات ايجابية على ارض الواقع . علي عباس "جامعة الأمير سلطان في السعودية" يقول: شباب اليوم يملك التكنولوجيا الحديثة، وبالتالي عليه دور كبير بنشر الثقافة البيئية، وقمت ببحث حول استراتيجية في خمس سنوات لزيادة الوعي البيئي، وذلك باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي . طارق حمادة "أستاذ مشارك في كلية تقنية الفجيرة، كلية الهندسة" يقول: شباب اليوم لهم دور ملموس في نشر الثقافة البيئية، وذلك من خلال إجراء البحوث والمشروعات البيئة والتي تصب في غرس الثقافة البيئة، وطرح الحلول المساهمة في الحفاظ على البيئة، وتحويل تلك المشاريع إلى ممارسات وتطبيقات من خلال التشجير وإعادة التدوير، لافتاً إلى أن المبادرات والحملات التوعوية على مستوى الدولة عديدة، وهي بدورها تسهم في الحفاظ على البيئة وغرس الثقافة البيئية . مؤكداً أن السلوكيات البيئية تغيرت بين اليوم والأمس، إذ سابقاً كانت السلوكيات التي تضر البيئة كبيرة، أما اليوم فتقلص عددها . حبيبة المرعشي "رئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة" أشارت إلى أن الهدف من المسابقة تفعيل المجتمع الأكاديمي، وبناء قدرات الطلبة بحيث يكونوا عناصر فاعلين في المجتمع، وتقول: طلاب الجامعات على أبواب العمل مستقبلاً، فإذا تم غرس الوعي البيئي في دواخلهم، ستتغير سلوكياتهم، وبمجرد دخولهم مجال العمل ستتحول تلك السلوكيات إلى سياسات وتشريعات وأنظمة، وفي الوقت الحالي بالفعل أصبحنا نتلمس الدور الحقيقي للشباب في توعية المجتمع والحفاظ على البيئة . وتضيف: أحد الأسباب الرئيسة التي جعلتنا في المجموعة نقرر تنظيم هذه المسابقة يتمثل في تعزيز مفهوم الاستدامة في هذه المرحلة المهمة لدى فئة الشباب، لنقول لهم إن هذا العالم الذي نعيش فيه اليوم هو عالمكم، وأنتم هنا تناقشون مستقبلكم، والأمر متروك لكم لاتخاذ قرار حول العالم الذي ترغبون في العيش به، والمسابقة تجمع الجامعات من جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، وتهدف إلى اتخاذ موقف موحد بشأن الحفاظ على البيئة، حيث تسعى المجموعة من خلالها إلى زيادة مستويات وعي الأجيال القادمة نحو حماية البيئة وزيادة ثقتهم بأنفسهم، من خلال ما يقدموه من قضايا أمام حشد كبير، فضلاً عن كونها ستتيح لهم الحصول على معرفة كبيرة من خلال إعداد وعرض بحوثهم . وتشير إلى أن المبادرات البيئية التي نراها اليوم هي بمثابة البذور، وسوف تنضج تحت التربة، وبعدها تنمو وتتحول إلى أشجار ناضجة قوية، وسنجد شباباً أقوياء متسلحين بالعلم قادرين على الحفاظ على البيئة ونشر التوعية بها . وتضيف: الممارسات الخطأ بحق البيئة التي مازالت مستمرة بحاجة إلى توعية أكبر وجهود متكاتفة لتحقيق نتائج ايجابية، والقضاء على كل الممارسات الخطأ في حق البيئة .