أمام بوابة مقر (الفرقة الأولى مدرع) سابقاً شمال غرب العاصمة صنعاء، تنتصب لافتات ضخمة لصور زعيما جماعة الحوثيين المسلحة، منقوشة بآية قرآنية تستجلب الاعتصام بحبل الله، كانت حينها أصوات تدريبات عسكرية قد بدأت بالتعالي. تحول المعسكر بعد سيطرة المليشيات المسلحة للحوثيين بمساندة أنصار الرئيس السابق، إلى مقر تدريب خاص لمسلحيهم ومعتقل لمعارضيهم، وتبخرت معها وعود تحويله إلى حديقة للأطفال، وصمت كتاب الجماعة عن الحديث بذلك.
ونشر نشطاء على موقع فيسوك، صوراً للافتات أمام معسكر (الفرقة)، وضع فيها صور زعيما الجماعة (عبدالملك وحسين الحوثي)، فضلاً عن شعار «الصرخة»، الذي ملأ أنحاء العاصمة ومدن في شمال البلاد سيطرت عليها دون مقاومة من القوات الحكومية.
منذ اجتياح الحوثيين وأنصار الرئيس السابق للعاصمة، بدأت الجماعة تفرض سلطاتها عبر نصب نقاط تفتيش، وتعيين ممثلين لها في المؤسسات الحكومية، منها الأمنية والعسكرية، وتدخلت في قرارات أصدرتها الحكومة والرئاسة.
وانتشرت شعارات ويافطات للجماعة في شوارع ومتاجر العاصمة، وأمام بوابات ومكاتب المؤسسات الحكومية التي ما تزال تسيطر عليها رغم مرور نحو شهرين على توقيع اتفاق السلم والشراكة الذي يتضمن بنداً بسحب الحوثيين لمليشياتهم من المدن.
وكان الرئيس عبدربه منصور هادي أصدر قراراً في إبريل من العام الماضي بتحويل المقر إلى حديقة باسم 21 مارس وهو اليوم الذي صادف انضمام اللواء علي محسن إلى الانتفاضة الشعبية، وحين سيطر الحوثيون وأنصار صالح على العاصمة، دفعوا نحو تغيير الاسم إلى 21 سبتمبر، الذي يصادف سيطرتهم على المدينة.
ويقول سكان يقطنون قرب المعسكر، إنهم يسمعون صيحات مجندين جدد جلبهم الحوثيين إلى مقر (الفرقة) لتدريبهم، قبل أن يتعلمون بعد ذلك كيفية استخدام السلاح، وأبدت طالبات يدرسن في جامعة قرب المعسكر خشيتهن من إصابتهم بطلقات طائشة قادمة من ساحة التدريب في المعسكر.
ونظمت عدد من المظاهرات من طلبة الجامعات ونشطاء سياسيين وحقوقيين في العاصمة ومدن عدة، للتنديد بتواجد مليشيات الحوثي، والمطالبة بإخراجهم من المدن وفرض الدولة سيطرتها بدلاً عن سلطة المليشيات.