قبل ايام انتشرت صورة التقطت من معسكر ماس بعد عملية إستعادته من قبل المقاومة والجيش الوطني .. يظهر فيها أسير من مقاتلي الحوثي .. وأخرين من المقاومة احدهم يسقي الأسير الماء . - بعد انطلاقة ثورة فبراير وإزاحة النظام السابق مررنا بمراحل الى أن وصلنا للمرحلة الأخيرة الإعداد للدستور .. كانت الآمال كبيره بالنسبه للشباب الطموح في بناء دولة حديثه تقوم على المساواه وعلى المؤسسات .. اطلقنا العنان لأحلامنا .. رسمنا ملامح الخروج الكبير من حقبة مظلمة دامت 33 عاماً .
بعضنا فكر وتحدث عن أهمية البدء بمرحلة التعليم في اليمن .. وتدشين الخطط لذلك وانهاء مرحلة الجهل التي مارسها النظام السابق .. حلمنا بميزانية تضخ بهذا الاتجاه .. بناء المدارس وإيصال التعليم للجميع .. تطوير الجامعات وغيرها من البرامج والخطط .. فالتعليم هو شريان الحياة لمجتمع يريد ان ينهض .. والبعض الأخر تحدث عن أهمية مزامنتها مع اطلاق نظام صحي يرعى المواطن المنهك في بلاد كان النظام فيها لا يقدم أي خدمة للمجتمع وكأنها ليست من واجباته .. حلمنا وخططنا لمراحل النهوض بالمجتمع في ورشات العمل ولقاءات الشباب .. حديثنا كان كله يتركز عن دولة مؤسسات نريدها ان تتحقق .
- خرج الحوثي من كهفه ليهدم كل هذه الأحلام والطموحات خرج يدّعي خرافة الحق الإلهي .. يريد ان يكون هو وسلالته أسياد في هذا الوطن .. والبقية تتبعه وتنصاع لأمره .. يزرع العنصرية اينما حل .. يسرق كل الأحلام .. أرجعنا سنوات وسنوات .. جاء يحمل الألغام والمتفجرات .. يحتل البيوت ويفجرها .. ويزرع الألغام في البلاد .. ينشر سمومه في المجتمع ويستغل أهم شريحة في هذا المجتمع شريحة الشباب .. قام بعملية تجهيل كبيره لهذه الشريحة ربما لم يسبق لها مثيل في تاريخ اليمن كله .. لم يرسم غير السواد في هذه الفتره من تاريخ اليمن .
- بالعودة الى الصورة .. الأسير شاب ربما عمره لا يتجاوز ال 20 عاماً .. كنت انظر للصورة وانا حزين جداً .. كنت أردد مكانك ليس هنا.. ليس هنا . فمكانه الطبيعي في صروح العلم .. ربما بالسنة الأولى في الجامعة يطلب العلم .. وينفتح على هذا العالم بقراءته للكتب الجامعية لا بملازم ليس فيها الا العنصرية والخرافات والجهل .. فمكانه بعد هذه الثورة العظيمة ثورة فبراير هو حقل التعليم .. ليتخرج بعدها لميدان العمل والنهوض بالوطن .. هذا ماكنا نحلم به بعد ثورة فبراير العظيمة .
لا استطيع ان اتخيل كيف لهذه الحركة المقدرة على تدمير جيل كامل بهذه الطريقة البربرية دون تورع أو خوف وسرقة أحلام أهل هؤلاء الشباب .. بكل تأكيد كانت أمنياتهم أن يصبح أبنائهم منارات في هذا المجتمع .. أحرار وأسياد انفسهم .. لا عبيداً لخرافة صاحب الكهف .. كم من الأحلام لهؤلاء الشباب سرقها صاحب الكهف واستطاع ان يدمر آمال وطموحات أهل هؤلاء الشباب .
كان بجانب الشاب الأسير على يمينه .. شاب ايضاً من المقاومة .. بنفس عمر الأسير .. كان ايضاً مكانه الطبيعي الجامعه ربما بجانب هذا الأسير على نفس المقعد بنفس التخصص ربما .. وربما يصبحا أفضل الأصدقاء في مرحلة دراستهم الجامعية .. ولكن أجبره صاحب الكهف بجنونه وحقده على الوطن .. ان يذهب لساحات الدفاع والشرف ليدافع عن عرضه وعن أرضه .. أصبح الشابان خصمين في وطنهم الذي كان يتسع لهما لكي يصبحا أصدقاء .. انظروا كيف ان فتى الكهف أصاب الوطن بكارثة بسبب خرافاته وشذوذه.
- كم من السنوات نحتاج الى إعادة ترتيب النسيج الإجتماعي الداخلي .. بسبب أنانية وحقد مدّعي الإمامة الذي دمر جيل بأكمله من الشباب لوطنٍ كان ثواره على مقربة من تحقيق أحلام ثورتهم التي ضحوا من أجلها الكثير.
لن ننسى ما فعله هذا الدجال .. وسنكتب كل ذلك للأجيال القادمة ليعلموا مدى قبح فتى الكهف وأتباعه ومدى الظلام الذي كانوا يريدوننا ان نعيش فيه .. أرادوا ان يجعلون من أنفسهم أسياداً في وطن ٍلا يقبل الا بجميع مواطنيه أسياداً وليس البعض ..سيأتي الحساب قريباً وسيكون الوطن هو خصمكم والحكم .. وسينصف كل من دمرت أحلامهم .
سيأتي النصر وهاهي بشائره قادمة من الجوف .. وسنكمل عملية الخروج الكبير .. وسنحقق أحلامنا وطموحاتنا هذه المره بإذن الله .