اصبحت المقاومة الشعبية في اليمن ..أمل اليمنيين في كل محافظة وكل مديرية.. بعد أن بذل المقاومون الغالي والنفيس ضحوا بكل شيء ، بحياتهم وأموالهم في سبيل الدفاع عن طموحات وآمال هذا الشعب التي أراد فتى الكهف أن يسرقها منهم . فبعد اجتياح "البرابرة " الحدد للمحافظات أصبح الناس يبحثون عن من يقودهم ليقاوموا هذا الإجتياح .. تبحث المجتمعات في مثل هذه الظروف عن رمز تلتف حوله وتُجمع عليه .. وفي هذه الظروف الإستثنائية بالطبع .. لا يمكن أن يكون الرمز والقائد إلا رجل إستثنائي ليقوم بالمهمة. فالرمز هو تلك المرجعية التي تمثل الأفراد والجماعات وتتمثل فيه المبادئ المجمع عليها .. وهو الترجمة الحقيقية لأفكار وطموحات جميع أفرادها .
وفي معركة كالتي نخوضها كان لابد من توفر هكذا رموز .. يخلقون من اليأس الأمل .. يؤمن به أتباعه .. فأطل علينا من مأرب ابن الصحراء الشيخ سلطان العرادة محافظ مأرب وأصبح رمزاً من رموز هذه المقاومة .. استطاع ان يوحد الصف .. وأن يجعل الجبهة متماسكة وعلا بمأرب عالياً فكانت تخوض معركة الجمهورية بكل إقتدار وانتصرت فيها بتوفيق من الله .. هذا الرجل جعل كل الأحرار داخل اليمن الكبير مجمعين عليه مهما كانت اختلافاتهم السياسية والفكرية وغيرها من الأمور .. فحظي بمحبة الشعب داخلياً وخارجياً وتمثلت وحدة الشعب الحقيقية فيه . -استطاع صالح بسياسته من بعد صيف 94أن يزرع العنصرية والكراهية عند البعض في المحافظات الجنوبية . وتضاعفت تلك الكراهية والعنصرية خلال السنوات القليلة الماضية ، حتى أصبحت علامة لتلك المحافظات عند البعض .. وترسخت فكرة العنصرية بسبب تصرف بعض الأشخاص الذين بالطبع لا يمثلون المجتمع كله في تلك المحافظات .. صحيح هنالك تصرفات حدثت قريباً من بعض الأفراد الذين لا يمثلون غالبية المجتمع أدت الى مزيداً من التفكك بإستهداف الطبقة المتوسطة في أرزاقهم من أبناء المحافظات الشماليه داخل المحافظات الجنوبية .. ولكن من الإجحاف أن نجعلها سمة للمجتمع هناك .. فلازلنا نعيش وضعاً إستثنائياً في كل انحاء البلاد ومن المؤكد أن تحدث هكذا تصرفات .. والشاذ لا حكم له طبعاً .. والأكيد أننا نستنكرها مهما كان العذر لفعلها فلا مبرر إطلاقاً لمثل هذه التصرفات .
زار المناضل الشيخ حمود المخلافي قبل أيام محافظة عدن،فظهرت حقيقة وحدة الشعب .. رأينا كيف تم استقبال الشيخ من جميع ابناء عدن بالفرح والسرور والولائم والإحتفالات بقدومة .. كلنا شاهدنا ذلك .. شاهدنا الإصطفاف للسلام عليه بعد صلاة الجمعة من مختلف الأعمار أطفال وشباب وكبار .
فالإحتفال والإستقبال لم يكن لشخصه او بسبب مكانته الإجتماعية .. بل كان بسبب مايمثله هو على الأرض .. فهو يمثل كل حر شريف مقاوم على أرض تعز الطاهرة .. هكذا أُستقبل الشيخ حمود . وهكذا تتجسد وحدة الشعب الحقيقية في رموز المقاومة مهما فعل البعض من أعمال عنصرية لا تمثل هذا الشعب الذي سيخرج للإستقبال والإحتفال بالأبطال في أي مكان بغض النظر عن جغرافيتهم .
اكتب وانا كلي ثقة .. أنه لو كان حدث العكس مثلاً وكانت تعز قد تحررت او أي منطقة أخرى في المحافظات الشمالية ونزل بها أحد رموز المقاومة الجنوبية ك عيدروس الزبيدي محافظ عدن حالياً أو شلال شايع أو غيرهم من الأبطال الذين قدموا الكثير للدفاع عن الشرعية وتصدوا للحوثي وصالح وسخروا إمكانياتهم لذلك .. وكانوا عند مستوى الحدث والثقه التي نالوها من الجميع .. لتجسدت وحدة الشعب ايضا في تلك المناطق بالإحتفال بهم وإستقبالهم من جميع ابناءها .
فالمقاومة وقادتها في ذهنية هذا الشعب تتجاوز كل المناطقية والعنصرية التي يمارسها البعض ويريد ان يجعلها عنوان لهذه المحافظة او تلك .
و وحدة الشعب في اليمن الكبير ظاهرة وواضحة عكس مايروج له البعض . المستقبل هو من صُنع هؤلاء الرموز الذين يجتمع الشعب حولهم اليوم .. ليس فقط الذين ذكرتهم فالقائمة تطول ولا يسعني أن أذكرهم هنا.. عليهم ان لا يغفلوا ماوصلوا إليه من إجماع في جميع المحافظات .. وأن يدركوا أن هناك فرصة لبناء مستقبل خالي من العنصرية والمناطقية .. فهم الذين الان تتجسد فيهم وحدة الشعب والتي هي الأهم الآن.. مهما كانت الخيارات المطروحة القادمة،، حتى ولو كان الإنفصال من بينها .. فليكن إنفصالاً جغرافياً فقط ،،فوحدة الشعب ولحمته هي الأهم في المراحل القادمة.
العظماء لا يموتون ... عليكم ان تكونوا حاضرين في المراحل القادمة وان تحافظوا على وحدة الشعب المتمثله فيكم .. بتصرفاتكم وقراراتكم ورؤيتكم المستقبلية .