لم يرتبط اللقاء المشترك في اذهاننا ولم يجسد مضمون تسميته ويحقق اهداف تشكيله سوى في ترشيح طيب الذكر فيصل بن شملان، عدا ذلك ظل شكلاً سياسياً تواري خلفه الأحزاب المنضوية في إطاره عجزها وفشلها في تصدر العملية السياسية مع أخذنا بالإعتبار كل ما شاب واعترض مسيرتها من تدخلات السلطة، وبما مكنها في النهاية من تحويل جميع أحزاب المعارضة إلى مجرد ديكور سياسي لتجميل تجربته الديموقراطية أمام العالم، ويمنح نظام الحكم شرعية النتائج الإنتخابية المزورة. لم يتجاوز حضور المشترك مقراً وبورته تحمل اسمه، وديوان للتفرطة السياسية يجتمع فيه قيادات تلك الأحزاب لاستعراض رؤوس الجنابي الصيفانية والكوافي الزنجباري، والاتصالات الليلية لرئيس الجمهورية بكل منهم مع حرصهم على إيراد تفاصيلها ودعمها بكم كلمة أو عبارة خاصة لتأكيد متانة العلاقة والصداقة المفتوحة بسيادته.
إصدار بيان تجاه موضوع ما، هذا كل ما كان يذكر باللقاء المشترك، فيما كان يعصف بوحدة موقفه أول تحدي يفترض به أن يجمعهم تجسيداً لأهدافة وتعزيزاً لتجربة كانت فريدة بالنظر لتناقض المشاريع السياسية لكل من أحزابها بمختلف توجهاتهم الإسلامية والقومية والإشتراكية ومن ثم السلالية منها، وهي الميزة التي ظلوا يسوقونها في خطاباتهم ولقاءاتهم وكأن ذلك كان مبلغ حلم المواطن اليمني.
ها نحن نمر بأصعب المراحل التي لم يعشها اليمنيون من قبل بكل ما يحيط بلدهم من مخاطر التقسيم المحتملة، وتفتت البنية الإجتماعية والمذهبية والطائفية عبر جماعة لا تمتلك الحد الأدنى من الإحساس بالمسؤولية الوطنية والتي لا يتجاوز حضورها مهمة ورقة الضغط على طاولة الصراع الاقليمي.
في مثل هذه الطروف كنا بحاجة شديدة لمشترك سياسي قادر على مواجهة جملة المخاطر القائمة من خلال توحيد الموقف المعزز بخطاب سياسي وإعلامي يرتقي إلى مستوى خطورتها، ومقاومة مسلحة تحت قيادة مشتركة كان يمكن لها فيما لو وجدت أن تغير موازين القوى وتقود إلى النتائج السريعة، وتجسد آمال الناس وأحلامهم وتحتوي كم القلق المتنامي من مصير يهدد وحدة البلد والشعب.
على العكس، ها نحن نتابع خطابات التخوين المتبادل ونقرأ الإساءات اليومية لبعضهم والتجريح والتشكيك بالمواقف العامة لكل منهم، وكل مايخلق الإحباط المضاعف والكفر بالعمل السياسي في مجتمع يبدو أنه لا ينتج إلا كل ما هو متخلف بما في ذلك الأحزاب السياسية المفترض بها أنها تمثل طليعة المجتمع وتعبر عن تطلعاته وتقوده نحو مستقبل أجمل. فيما ذهب آخرون إلى الإلتحاق بالمشروع السلالي وتصدر تمثيله والدفاع عنه على كل الجبهات العسكرية والإعلامية والدينية ونقصد بذلك حزبي الحق واتحاد القوى الشعبية الشعبية.