لا أحد سيعترض على أن قتل الأطباء الألمان وغيرهم من الأجانب في صعدة جريمة بشعة ووحشية وتنم عن ارتداد عن الحياة الإنسانية إلا القاتل نفسه اللاإنسان الإرهابي الذي لايزال يختبيء خلف أستار جريمته ويحوم حولها ليعتاش من رائحة الدم ونتانة المكر وفداحة الربح الخاسر .هنا يدق ناقوس الخطر .. ولكن الملتفت لحيثيات الجريمة وتفاصيلها والمنتبه للتصريحات التي أطلقت إثرها من حقه أن يفكر بصوت خافت أو صوت عال .. لا فرق .. ويتساءل لماذا قال وزير داخلية مصر –عفواً وزير داخلية اليمن رشاد المصري- (الفهيم) أن الجريمة تحمل بصمات حوثية ؟ ولماذا نفى الحوثيون بسرعة علاقتهم بالجريمة وهل تقع عليهم مسؤولية معينة من خلال تمتعهم بحكم ذاتي ؟ ولماذا حزنت صعدة برمتها ؟ وأين وقعت الجريمة أين "جغرافياً" وتحت سيطرة من تقع هذه الجغرافية بصورة عملية ؟ .. والأهم من كل ذلك لماذا حرصت ألمانيا إلى حرف الأنظار وتوجيه الاتهام إلى تنظيم القاعدة بصورة استباقية .. انتبهوا .. بصورة استباقية .. أي في وقت مبكر قبل أن تتم اللجان والفرق الألمانية والمحلية وغيرها عملها وقبل أن تتوافر أية مؤشرات واضحة عمّن يقف وراء هذه الجريمة الشنعاء. ألا يُعد الاتهام الألماني السريع والعاجل والمريب –في عجالته- لتنظيم القاعدة نوعاً من (الانتقاء) الذي يستهدف حرف الأنظار عن شيء (ما) يُراد إخفاؤه عن الرأي العام اليمني والدولي .فكروا معي قليلاً وعلينا ورغماً عن أنف كل العالم أن نفكر بصوت عال ومن حقنا هذا يامن تدعون رعاية الصوت العالي وحرية الرأي وحقوق الإنسان .. لماذا اتهمتم القاعدة بهذه السرعة الفائقة .. هل ثمة شي تريدون التستر عليه ؟! وهل وجود القاعدة في اليمن وجوداً حقيقياً أم افتراضياً رسمياً أم شعبياً ، وذلك بعيداً عن مثل ألماني يقول "إكذب مائة مرة حتى تصدق كذبتك" .قالت زرقاء اليمامة إن المغدورين لم يكونوا يقومون بواجب إنساني من خلال عملهم الطبي بل كانوا يقومون أيضاً بواجب إنساني لا يقل أهمية وشاناً ويتمثل في (تسمين) ملف إدانة للنظام اليمني من خلال جمع المعلومات والأدلة الدامغة الكفيلة بتوريط أمراء حرب صعدة في الضلوع بجرائم إبادة واستخدام أسلحة محرمة دولياً خلال الحروب الخمس مما يضمن إيصالهما إلى محكمة الجنايات الدولية وتوجيه مذكرة توقيف بحقهما كتلك التي صدرت بحق الرئيس البشير، وهذا الملف الخطير لم يكن كافياً بالنسبة للمتورطين من أمراء حرب صعدة التخلص منه إلا بالتخلص من الرؤوس التنفيذية العاملة عليه وهذا ما يفسر القتل السريع وغير المبرر للمختطفين وترك الأطفال على قيد الحياة .. مما يعني يا رشاد المصري أن الحادث لا يحمل بصمات الحوثيين ولا يحمل بصمات بني ضبيان ولا يحمل بصمات القاعدة ولا يحمل إلا بصمات .......!!!؟؟؟؟؟. ولا ننسى أن السيد يحيى الحوثي يتخذ من برلين مقراً لإقامته .. واللبيب تكفيه الإشارة !!!