انفجرت قضية المستعبدين في اليمن السعيد مثل لغم موقوت.. الصحفي اليمني عمر العمقي.. يعرف عن حالة الخمسة آلاف عبد من الجنسين منذ زمن بعيد.. فاليمن مكشوفة لسكانها ولبعض المؤرخين والباحثين من غير اليمنيين. لم تبق جماعات بدائية غير مكتشفة ومدروسة ابتداء من قبائل الأمازون مرورا بإفريقيا وصولا إلى السكان الأصليين في اندونيسيا واستراليا. في مطلع القرن العشرين وصف لنا أمين الريحاني تجارة العبيد بين الصومال والحديدة وميدى.. تجارة اين منها تجارة البن الذي استبدل بالقات.. عذاب السير على الأقدام مئات الكيلو مترات في الشمس الحارقة تحت السوط.. حتى الآن لم يزل اثرياء في شمال افريقيا يستغلون عبيدهم في الحفر عن الملح وجلبه الى المدن على الجمال.. يباع العبد او المستعبد (تلطيفا لسريان قوانين منع الرق التي سنها الانجليز بعد تحرير عبيد امريكا حيث استعرّت حرب أهلية راح ضحيتها مئات الآلاف من البشر). ويورث مع تركة الميت كما هو الحال في القرون الوسطى.. الاعلام الغربي وجمعيات حقوق الإنسان (وهي كثيرة) اختطفت الخبر وصنعت منه حدثا كبيرا عن الانحراف الاجتماعي في بلد عربي مسلم في زمن الخوف من الاسلام وحجابه ومساجده في اوروبا.. الاعلام الغربي اياه ملأ رؤوسنا بالبرامج الوثائقية بالصوت والصورة عن الاستعباد والعبودية في اوروبا الحديثة التي استغلت نساء دول الاتحاد السوفيتي السابق في عملية تهجير واستعباد لتجارة البغاء على تراب الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان في اوروبا المتحضرة.. ومثلها اطفال المكسيك وامريكا اللاتينية الذين يهربون الى امريكا للعمل في المصانع اربع عشرة ساعة في اليوم.. يضاف الى هذا بيع الأطفال الرضع للعواقر من النساء الثريات في العالم المتحضر.
الاعلام الغربي المتحفز لخبر عن انحراف ما في بلد عربي مسلم يعتبر عبودية البغاء وعمالة الأطفال جرائم عادية تكافحها الشرطة حال العلم بها.. رغم انها عملية بيع وشراء لنفوس البشر من الأطفال والنساء.. اما بقايا تلك العادة في مجتمع قبلي بعيد عن مراكز المدن مثله مثل تزويج القاصر الى كبير السن بسبب الفقر والعوز.. اطرف ما في تقرير الصحفي اليمني ان العبد انثى او رجل لا يحصل على أي وثيقة رسمية مثل دفتر النفوس او جواز السفر او الهوية الشخصية ولكنه يحصل فقط على بطاقة الانتخاب التي تؤهله للتصويت لصالح سيده.
ذات حين اصرت احدى الدول العربية الغنية على انها بقايا الرق على ترابها.. الأرقاء رفضوا صك العتق لأنهم سيعانون الجوع والعري خارج منازل اسيادهم الذين يعاملونهم معاملة اولاد البيت.