تفاوتت تقديرات أعداد البشر من يزرحون تحت ما يطلق عليه رق القرن الحديث ،وقالت الأمم المتحدة إن عددهم 12 مليون شخص ، ووضع ناشطون الرقم بما يتراوح بين 27 إلى 30 مليون في تباين يعكس التحديات المرتبطة بالمممارسة القائمة في الخفاء وإيجاد توافق في الآراء بشأن أفضل السبل لتحديدها وتقديرها-حسبما اورده تقرير لشبكة سي إن إن بالعربية. ويتفق خبراء على أن الغالبية العظمى لرقيق العصر يعيشون في آسيا ومناطق المحيط الهادئ حيث يتم احتجازهم قسرا نتيجة لعبودية الدين للعمل في الزراعة وكخدم ، ويسخر ملايين آخرون للاستغلال الجنسي في جميع أنحاء العالم. وحدد كيفن باليس، وهو ناشط في مجال مكافحة العبودية معايير الرق بأنه يعني أن شخصاً يخضع بشكل تام لسيطرة شخص آخر يطوع العنف للحفاظ على هذه السيطرة، واستغلاله من أجل عائد مادي و الضحية لا يملك سوى الخنوع. وقال باليس، مدير منظمة "حرروا العبيد" وهي مؤسسة تعني بتحرير العبيد من رجال ونساء وأطفال، حول العالم وضمان بقائهم أحراراً : هدفنا النهائي هو اجتثاث العبودية على كوكب الأرض، ونعتقد بإمكانية تحقيق ذلك. وأشار إلى إمكانية اجتثاث الرق الحديث بمهاجمته من أربعة جبهات: سياسية، واقتصادية، ودينية واجتماعية،مشبهاً الحرب على هذا الصعيد بالحملة الدولية للقضاء على مرض الجدري قبل عدة عقود. والرق الحديث يختلف كثيرا عن تجارة الرقيق خلال الفترة بين عام 1501 حتى 1867حيث تم شحن ما يقدر ب12.5 مليون أفريقي إلى الأمريكتين، وآنذاك ، كان ملاك العبيد عادة أعضاء بارزين في المجتمع، وقام نظام اقتصادي ضخم على مؤسسة العبودية العالمية. وفي شهر ديسمبر الماضي، دعا الأمين العام للأم المتحدة بان كي مون، دول العالم إلى المصادقة على المعاهدات القانونية الرامية إلى مكافحة العبودية بكل أشكالها، ووضعها موضع التطبيق، في كلمة توافق اليوم العالمي لإلغاء الرق. وقال كي مون إنه رغم دعم الدول في جميع أنحاء العالم لحظر الرق، فإنها ممارسة ما زالت مستمرة وتتخذ أشكالا مختلفة، مثل استعباد المدين والعمل بالسخرة والإكراه والاتجار بالنساء والأطفال والإجبار على البغاء واستعباد خدم المنازل وعمل الأطفال واستعبادهم .