أثارت حادثة إعدام مواطن بطريقة بشعة في محافظة شبوة، جنوب شرق اليمن، استياءً واسعًا في الأوساط الشعبية والحقوقية. واعتبر حقوقيون ما حصل خروجًا صارخًا عن القانون، إذ كان الشخص الذي أُعدم لا يزال متهماً، وكان من المفترض تسليمه للجهات المختصة للتحقيق في واقعة القتل، ومن ثم إحالة القضية إلى النيابة لتتخذ الإجراءات القانونية، قبل إحالته إلى المحكمة للفصل في أمره. وكانت قبيلة آل باحاج بمديرية خبان بشبوة قد سلّمت أحد أبنائها لقبيلة آل سود بعد اتهامه بقتل أحد أفرادها. وعقب عملية التسليم، تم اقتياد المتهم بطريقة مهينة وغير إنسانية، ومدّ على الأرض بالقوة من قبل عدة رجال، قبل أن يباشر عدد من المسلحين إطلاق رصاص كثيف عليه حتى أزهقت روحه. وتكشف هذه الحادثة عن غياب الدولة وأجهزتها المعنية، وسيادة "شريعة الغاب"، وتنامي ظاهرة العنف بطرق بشعة. وأوضحت مصادر حقوقية أن من قاموا بإعدام الشخص الذي ظهر في التسجيلات المتداولة معرّضون للمساءلة القانونية، كونهم أزهقوا روحًا خارج القانون، في حين أن من سلّموه للآخرين أيضًا معرّضون للمساءلة، لأن الحكم بالقصاص يجب أن يتم عبر القضاء، وتسليم المتهم ينبغي ان يتم لجهة أمنية. من جانبها، اعتبرت مصادر قبلية أن ما حصل يعد "عيبًا أسود مكتمل الأركان"، وجريمة لا تمت للقبيلة ولا لأعرافها أو أسلافها بصلة. وأوضحت المصادر أن ما أقدمت عليه قبيلة آل باحاج من تسليم ابنهم، وما تلاه قيام آل سود بقتله وهو مُسلّم نفسه، يُعد جريمة شنيعة ومخالفة صريحة لشرع الله وأعراف القبائل. فلم يُعرف عن قبائل اليمن أو عن أسلافها أن يُقتل قاتل وهو قد سلّم نفسه ووُضع تحت ضمانة الآخرين. وأشارت المصادر إلى أن قتل المستسلم يعد من أعظم العيوب، ويُحكم فيه بالمحدش، لما فيه من نقضٍ للعهد وهتكٍ للوجه والضمان. ونوهت الى ان الامر يزداد فداحةً وبشاعة بما ارتُكب بعد ذلك من إطلاق كثيف للرصاص على القتيل وتشويه جسده، ما يعد عيب أسود صريح يدخل في الطنب الثالث من أطناب العيب الأسود، لما فيه من تمثيل وإهانة للميت، وتشويهٍ متعمد ترفضه الشريعة وتنفر منه الفطرة وتأباه أعراف القبائل. تم نسخ الرابط