انعكست الضغوط الدولية وانقطاع الطريق الساحلي، فضلاً عن عملية الالتفاف والاقتحام التي يشنها الحوثيون على قوات العمالقة والمقاومة التهامية، على معركة استعادة القوات الحكومية السيطرة على مدينة الحديدة (غربي اليمن). وقالت مصادر ميدانية ل«المصدر أونلاين»، إن ألوية العمالقة انتقلت من مرحلة الهجوم على مواقع الحوثيين شمال مطار الحديدة، إلى تأمين المناطق المحررة شرق وجنوب وغرب المطار.
وأضافت إن وسط وشمال مطار الحديدة أصبح منطقة نارية لدى الطرفين، بعد انسحاب القوات الحكومية من المطار الذي بات في مرمى الحوثيين المتمركزين في مدينة الحديدة، والألغام المنتشرة بكثرة في حرم المطار.
ويحوي المطار الذي يمتد على مساحة واسعة ومكشوفة جنوبي الحديدة، على المطار المدني والمطار الحربي بالإضافة إلى موقع عسكري تابع لقوات الدفاع الجوي.
وكانت القوات الحكومية قد سيطرت على المطار، وأحكمت قوات العمالقة منها السيطرة على قرية المنظر جنوبي الحديدة، بالإضافة إلى تقدمها في ساحة العروض جنوبي المدينة، والواقعة على الشريط الساحلي.
وبدأت الفرق الهندسية بنزع الألغام من مداخل المطار والمناطق والطرقات والشوارع المؤدية إلى طريق كيلو 16 الذي يربط مدينة الحديدة بالعاصمة صنعاء ومحافظات تعز وذمار وريمة والمحويت، حسبما تفيد المصادر.
وبموازاة المعارك، تشن المقاتلات الحربية للتحالف العربي الذي تقوده السعودية ضرباتها الجوية على مواقع وآليات الحوثيين، بعد أن كانت عملياتها الجوية فارقة في التقدم العسكري للقوات الحكومية الأسبوع المنصرم.
وقال مراسل «المصدر أونلاين» إن خمسة حوثيين وإثنين مدنيين قُتلوا بقصف شنته المقاتلات العمودية (الأباتشي) على مزرعة يتحصن بها الحوثيون في دير عبدالله بوادي الرمان جنوبي المدينة.
في المقابل، يواصل المسلحون الحوثيون قطع الشوارع والطرقات (طريق الكورنيش، وشارع المطار، ودوار المطاحن، وشارع الخمسين)، كما يكثفون من القصف المدفعي بقذائف الهاون على المطار.
وبالعودة إلى تراجع وتيرة المعارك، قالت مصادر ل«المصدر أونلاين» إن حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي والتحالف العربي، استجابت للضغوط الدولية التي تدفع بها الأممالمتحدة.
ومن المقرر أن يصل المبعوث الأممي مارتن غريفيث يوم غدِ الثلاثاء، إلى مدينة عدن العاصمة المؤقتة (جنوبي اليمن) للقاء الرئيس هادي ومسؤولي الحكومة اليمنية، لبحث توقف المعارك في مدينة الحديدة.
وتسعى الحكومة والتحالف للسيطرة على المدينة ومينائها الذي يستقبل 80% من واردات ومواد الإغاثة لليمن، والذي يُدر على جماعة الحوثيين نحو 70 مليون دولار، حسب ما أفاد به وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في وقت سابق.
لكن غريفيث ومن خلفه المجتمع الدولي يسعى لتوقف المعارك، وقال المسؤول الأممي إن توقف الهجوم على الحديدة يُعد من أولويات مهامه.
ولا يعرف على وجه الدقة الملفات التي يحملها المبعوث الأممي، لكنه على الأرجح سيضغط على ضرورة وقف التصعيد في الساحل الغربي، وكذلك تطبيق الخطة الأممية لاستئناف عملية السلام خلال الأسابيع القادمة.
وكان الحوثيون ألمحوا إلى استعدادهم لتسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة، وقال زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في خطاب سابق إنه «رحبنا بدور رقابي وفني ولوجستي للأمم المتحدة على ميناء الحديدة لكنهم كاذبون ومتعللون بالأباطيل».
لكن مصادر أخرى، ألمحت إلى وجود استعدادات مكثفة لقوات العمالقة والقوات التهامية والتحالف العربي، لمعاودة العمليات العسكرية لتطويق مدينة الحديدة واجتياحها في الأيام أو الأسابيع المقبلة.
ووصل خلال الأيام الماضية عبر خط الإمداد البحري مئات الجنود وذخائر مختلفة وتمويلات غذائية ومشتقات نفطية للقوات المنتشرة على خطوط التماس في محيط مطار الحديدة وقرب مدخلها الرئيسي (خط صنعاء).
وتتواصل، منذ أسابيع، العمليات القتالية على طول الساحل الغربي لليمن باتجاه محافظة الحديدة، التي بدأت القوات اليمنية بإسناد من التحالف العربي، فجر 13 يونيو الماضي، عملية عسكرية لتحريرها من الحوثيين.