من عاشر القوم أربعون يوماً صار منهم '' وإذا صار منهم ، ذلك يعني أنه صار يعرف عاداتهم ، وطباعهم ، حتى مداخل سرائر نفوسهم ، خصوصاً إذا كان ذلك الشخص عسكري مخضرم ، ولدية خبرة في القانون وفلسفته ،وقد ساد القوم يوماً ويعرف طرق للوصول إلى حل معهم وخاصة كلفوت الذي كلفت حياتنا أكثر مما كانت عليه. ما أن نسمع بإصلاح برج في مأرب ، حتى يضرب آخر في نهم وكأن أبراجنا‘‘ مضربة لكل من هب ودب '' . أعمدة الكهرباء باتت كامرأة بلهاء فقدت شعورها لحظة اكتشافها خيانة حبيبها ، الأمر الذي يجعل حتى الطفل الصغير يتحرش بها وبثقة لتأكده بأن لا وجود لمن يدافع عنها ، إما لأنهم مستفيدون لأغراض في أنفسهم ، أو لأنهم ينتقمون ممن يطالبون بأن تكون كل أوراقهم مكشوفة ولكن في النور فجعلوها ظلام دامس حتى تتخضب أوراقهم بنقش حميري مكتوب عليه ، هاهنا كلفوت ، وهناك السمع الذي يسعى لقتل الأسد !! ، فما بالكم بشلة كلافيت قد تكون مستأجرة لصالح من يريد أن يشهر بتلك البلهاء ،، وقد تكون فعلاً ضحية استهتار وتهاون دولة بحقوق أهل الحق..!! أهل مأرب منبع الحضارة نعرف عنهم أنهم يملكون من النخوة والشهامة ما يجبرنا على احترامهم ، أصبحت تهمة الاعتداء على أبراج الكهرباء لصيقة في الغالب بهم وقد يكون هناك جزء من الحقيقة ، لكن هذا لا يعني أنها الحقيقة كاملة ، فليكن لهم نصيب من ثروات بلادهم ، فقد أعطونا النور وكافئناهم بالظلام ، وأعطونا الغاز وكافئناهم بجمع الحطب ،، حقاً إنها معادلة رياضية ساذجة وغبية ، سنوات طوال ولم يتم حلها ، ومع تغير العقول ، وتطور طرق قرع الطبول إلا أننا ما نزال نلهث وراء ساسة بين مد المصلحة الفردية ، وجزر التخطيط والتنفيذ الغير صائب.. ساسة يبحثون عن الأسود لقتلها وينسون الكلافيت وطرق تأديبها ، لا يهمني معاليكم أن تجمعوا صورهم أو تصدروا قائمة بأسمائهم ،ولايهمني فلسفة القانون اللفظية التي لا نتلقاها إلا نظرياً ، بل لايهمني الرتبة العسكرية التي لم تقدر على بتر تلك اليد المتسببة في إغراقنا في عالم الظلام كما لايهمني أن تقتل أسد سوريا فهناك من يتكفل به ، كل مايهمني أن تتحول تلك المحاضرات النظرية عن القانون إلى واقع عملي ،، كل ما يهمني ألا يأتي رمضان هذا العام ونحن نبحث في البقالة عمن يبيعنا شمعة نحيلة القوام تعش معنا لدقائق وتموت قهراً على بلدٍ يعش في الألفية الثالثة ، ويملك من الطاقات والثروات ما تكفي لتسمين مُدن من الشموع.. لكنها في أيدٍ مستهترة تُقلب الأوراق بكل اتجاه فتجدها بنفس اللون ، فالأوراق التي قد تكون خطوطها ممحية بسبب عبث كلافيت اليمن عامة تنتظر من يمسك بقلم جاف ليعيد رسم معالمها ولكن هذه المرة ليكن في النور .. فمتى معاليك ستقتل الأسد الذي دفن النور في بلادي حياً ؟!!